تصر إيران بين وقت وآخر على توجيه رسائل طمأنة إلى المجتمع الدولي مفادها أن برنامجها النووي هو ذو طابع سلمي، فيما يتخوف الغرب من إمكان وصول طهران إلى تملك قنبلة نووية.وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في حديث بثته شبكة «ايه بي سي» الأميركية أمس، إن “موقفنا واضح، إننا نعارض أي انتشار لأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية”، مضيفاً: “نعتقد أن زمن الأسلحة النووية انتهى وبدأ عهد المنطق والتعقل والحضارة”. وأضاف: “بدل أن نبحث عن أسلحة جديدة، تعالوا نبحث عن سبل جديدة لمحبة الناس”، مشدداً على أن شعار “الموت لأميركا” لا يمت بصلة إلى الشعب الأميركي.
أما وزير الخارجية منوشهر متكي فأعلن من جهته أن عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها إيران لا تبلغ نسبة 5 في المئة، وهو المستوى الضروري لإنتاج الوقود للمحطات النووية المدنية.
وقال متكي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي محمد الصباح في طهران، إن «نسبة تخصيب اليورانيوم للحصول على وقود للمحطات النووية المدنية تتراوح عموماً بين 3.5 و5 في المئة».
إلا أن وثيقة للاتحاد الأوروبي خلصت إلى أنه سيكون بمقدور إيران في مرحلة ما إنتاج كمية كافية من الوقود المخصب لصنع قنبلة نووية، حسبما أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أمس.
ونقلت الصحيفة عن مقتطفات من الوثيقة، التي أعدها مساعدو المسؤول الأعلى عن السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا، قولها إن “محاولات إلزام الإدارة الإيرانية بعملية تفاوضية لم تنجح حتى الآن”. وأضافت الوثيقة أن “المشاكل مع إيران لن تحل من خلال العقوبات الاقتصادية وحدها”.
لكن المتحدثة باسم سولانا، كريستينا غالاش، أوضحت أن هذه الوثيقة التي أعدت تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين أول من أمس في بروكسل لا تقدم بأي شكل “الوضع الحالي على أنه لا عودة عنه”.
في هذا الوقت، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس إن تقريراً استخبارياً وضع أخيراً على طاولة القيادة السياسية في إسرائيل يفيد بوجود انقسام داخل القيادة الإيرانية حول السياسة المعتمدة في معالجة الملف النووي دولياً، ويتوقع أن تحصل معارضة داخلية للبرنامج النووي قد تؤدي إلى تجميده.
ويوضح التقرير أن مرشد الثورة في إيران، السيد علي خامنئي، تراجع عن تأييده لسياسات نجاد ومواقفه على هذا الصعيد، على خلفية الأضرار الاقتصادية التي قد تتكبدها الدولة نتيجة العقوبات المفروضة عليها، وتخوفه من شن هجوم عسكري أميركي على المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت «معاريف» أمس إلى أن المعطى الأساسي الذي يتمحور حوله التقرير هو وجود انتقادات ضد سياسة نجاد في الموضوع النووي وفي موقفه النافي لحصول المحرقة بحق اليهود. ورأت أن من شأن ذلك أن يشكل عقبة أمام الرئيس الإيراني في مواصلة سياسته «المتطرفة» تجاه إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن التقرير يسلط الضوء على ما عناه رئيس الوزراء إيهود أولمرت في أحد تصريحاته عندما قال إن العقوبات التي فرضت على إيران أكثر تأثيراً مما يعتقد البعض.
(أ ف ب، رويترز، مهر)