يبدو أن التقرير الاستخباري الأميركي الأخير عن الأنشطة النووية الإيرانية، لن يمر بسهولة، مع إصرار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيليين على إعادة تقويم «الخطر النووي الإيراني» مع نظرائهم الأميركيين، في وقت تشتد فيه حملة المعارضة الداخلية في طهران على سياسة الرئيس محمود أحمدي نجاد.وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن إسرائيل بادرت إلى طلب عقد اجتماع بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين على علاقة بتحليل المعلومات الاستخبارية في شأن جهود إيران النووية. وأشارت الصحيفة الى أن الاجتماع يهدف الى البحث في التقويم المختلف بين مسؤولي الدولتين في شأن سرعة تحقيق طهران لطموحاتها النووية العسكرية.
وأضافت «هآرتس» إن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك وافق على فكرة عقد الاجتماع، مفضّلاً أن يكون على مستوى متوسط، لتجنّب اتخاذ مواقف دبلوماسية أو مسؤولية تنظيمية في تفسير المعلومات الاستخبارية.
وقالت مصادر استخبارية دفاعية إسرائيلية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن إسرائيل اقتنعت بـ90 في المئة أو 95 في المئة من المعلومات الاستخبارية، التي استند إليها تقرير التقويم الاستخباري الأميركي، بما في ذلك التأكيد بأن إيران أوقفت تطوير برنامج الأسلحة النووية في عام 2003، لكنها تستمر في تخصيب اليورانيوم وتطوير الأسلحة البعيدة المدى.
وأوضحت الصحيفة أن من بين المشاركين الإسرائيليين في المباحثات، سيكون هناك خبراء في مستوى رؤساء الدوائر في أجهزة استخبارات قوات الدفاع الإسرائيلية و«الموساد» والقوات الجوية ولجنة الطاقة الذرية، ومعظمهم من رتبة عقيد أو ما يوازيها في التراتبية المدنية.
ومن الجانب الأميركي، سيكون هناك مسؤولون من وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة استخبارات «البنتاغون» ووزارة الطاقة والمجلس الاستخباري الوطنية الذي يعمل بإشراف مدير الاستخبارات الوطنية جون نغروبونتي.
وقبل نشر التقرير الاستخباري الأميركي، كانت المؤسسة الدفاعية العبرية تعتقد أن إسرائيل قد تجد نفسها متورطة في نزاع عسكري مع إيران في العام المقبل، إذا قرر الرئيس جورج بوش التدخل ضد طهران، وردت إيران بقصف أهداف إسرائيلية أيضاً.
وفي ضوء هذا الافتراض، يجرى البحث في تمديد خدمة قائد القوات الجوية الإسرائيلية الجنرال أليعازر شكيدي حتى نيسان 2008، إلى جانب عملية تبديل لعدد من كبار ضباط القوات الجوية، استناداً إلى رحيل شكيدي أو بقائه.
وفي بودابست، قال القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية، جون رود، إن الولايات المتحدة تحتاج الى درع لمواجهة ما نقول إنه خطر صاروخي متزايد من ايران. واضاف رود، في مؤتمر صحافي، «إننا قلقون من تطور ذلك النوع من القدرات، بغض النظر عن الحمولة سواء كانت تقليدية او نووية او كيميائية او بيولوجية»، مشيراً إلى أن «هناك المزيد من الصواريخ، وهي أكثر تطوراً في أيدي دول نشعر بقلق منها مثل كوريا الشمالية وايران».
وكان رود قد قابل دبلوماسيين روساً في العاصمة المجرية أول من أمس، لعقد سلسلة من المباحثات لتبديد مخاوف موسكو من أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية التي تعتزم واشنطن نشرها في جمهورية التشيك وبولندا.
في الشأن الإيراني الداخلي، وصفت المعارضة الإيرانية أمس إنكار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمحرقة اليهود التي قامت بها ألمانيا النازية السابقة بأنها «مغامرة سياسية» أضرت بإيران. وقال المتحدث باسم الائتلاف الإصلاحي، عبد الله ناصري، للصحافيين في طهران، «كانت مغامرة سياسية من جانب الرئيس سبّبت الإضرار بالبلاد». وأضاف «إن الهولوكوست حدث تاريخي، وإننا (الإصلاحيون) لا ننكره. ولكن الأكثر أهمية هو أن القضية ليست خاصة بنا».
وقال ناصري، الذي كان رئيساً لوكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد خاتمي، «لقد جلبنا على أنفسنا إدانة لا داعي إليها من جانب الأمم المتحدة (في عهد نجاد)، بينما صعد اسم ايران خلال فترة رئاسة السيد خاتمي (1997 -2005 ) في الأمم المتحدة لمبادرتها لدعم السلام الخاصة بالحوار بين الحضارات».
ويهدف الائتلاف الإصلاحي الذي أنشأه خاتمي بالتعاون مع رئيس مجلس خبراء القيادة اكبر هاشمي رفسنجاني، ويضم 21 حزباً، الى توحيد صفوف جميع الإصلاحيين والفصائل المعتدلة في ائتلاف واحد للترشح ضد الجناح المحافظ لنجاد في الانتخابات المقررة في 14 آذار المقبل.
(يو بي آي، أ ف ب، مهر، د ب أ، رويترز، ارنا)