strong> هنية يطالب والسلطة ترفض تسلّم المعابر
استشهد فلسطينيّان برصاص قوّات الاحتلال الإسرائيلي، في حادثين منفصلين، في جنوب قطاع غزة وشماله أمس، فيما شهد مسلسل المواجهة الداخليّة حلقة جديدة من رفض الحوار، وقررت إسرائيل اتباع سياسة جديدة في شأن المعابر تقوم على إغلاقها كلياً رداً على استمرار المقاومة في إطلاق الصواريخ.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المقاوم في «كتائب القسّام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، يحيى البيوك (24 عاماً)، وإصابة 4 آخرين في اشتباكات مسلّحة بين مجموعة من المقاومين ووحدة إسرائيلية خاصّة، تسللت فجراً في منطقة الفخاري شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي حادثة منفصلة، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المزارع إسماعيل أحمد العطار (50 عاماً) برصاص قوات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، بينما كان في طريقه للعمل في أرضه الزراعية غرب البلدة.
وردّت «كتائب القسّام» وفصائل المقاومة، على العدوان الإسرائيلي اليومي في القطاع، بإطلاق قذائف هاون في اتجاه المواقع العسكريّة الإسرائيلية على امتداد خط التحديد، غير أنّ مصادر قوات الاحتلال لم تقر بوقوع إصابات أو أضرار.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس»، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أنّ إسرائيل ستتبع من الآن فصاعداً سياسة جديدة حيال المعابر الحدودية لقطاع غزة. وقالت المصادر إنّ المعابر ستكون مغلقة على نحو دائم ولن يُسمح بأن يمر عبرها سوى ما يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية على أن «تتخذ القرارات الموضعية بهذا الشأن على مستويات عليا». وأشارت إلى أنّه «ما استمرت نار الصواريخ فلن يكون هناك بعد اليوم وضع تدخل فيه مئة شاحنة في اليوم إلى القطاع».
وفي ما يتعلق بتقويم تل أبيب لجدوى فرض الحصار على القطاع، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن «الأمور لم تجر في الأيام الأخيرة كما أردنا تماماً، وقد كان ثمة قدر من التجربة والخطأ ونحن ندرس كل الاحتمالات من أجل تقليص نار الصواريخ على ألا ننجرف في المقابل إلى حملة برية غير محسوبة».
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بعد اجتماعه بنظيره الفرنسي هارفيه موران في باريس، إنّ «إسرائيل لا يمكن أن تسّلم بإطلاق الصواريخ على مواطنيها»، مشدداً على أنّه «ما لم يسد الهدوء عندنا لن يسود عند الفلسطينيين».
على صعيد آخر، اتّهمت «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال، بمواصلة حملة الاعتقالات في صفوف أنصارها. وقالت الحركة، في بيان إن هذه الأجهزة اعتقلت خلال الساعات الماضية 5 من ناشطيها في نابلس ورام الله وبيت لحم.
وفي السياق، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينيّة المقالة، إسماعيل هنية، استعداد حكومته لإجراء «محادثات عاجلة» مع «الأشقاء في مصر والإخوان في رام الله»، في إشارة إلى الرئاسة الفلسطينيّة، من أجل الاتفاق على إدارة معبر رفح البري ووضع الترتيبات اللازمة لفتحه. ونفى هنية، في كلمة بثت تليفزيونياً من مدينة غزة، رغبة حكومته أو «حماس» في التفرّد بإدارة شؤون معبر رفح أو باقي معابر قطاع غزة، داعياً إلى اتفاق فلسطيني ـ مصري لإنهاء «أزمة ترتيبات فتح معبر رفح لكسر الحصار عن قطاع غزة».
وردّ رئيس الكتلة البرلمانيّة لحركة «فتح» عزام الأحمد، في حديث لوكالة «فرانس برس»، على دعوة هنيّة، بالتشديد على أنّه لن تُعقد لقاءات مع من «لا يلتزم بالشرعية الفلسطينية التي يشكل الرئيس محمود عباس رأسها»، مشيراً إلى أنّه «إذا كان هنيه صادقاً (في دعوته للحوار) فعليه أن يعود إلى حضن الشرعيّة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)