strong>واد يحمل طلب وساطة من بيريز لوقف النار... والفيصل يدعو سوريا إلى حلٍّ في بيروتهيمنت قضايا المنطقة على افتتاح القمة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة السنغالية داكار، حيث أطل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز برأسه، عبر توسيطه الرئيس السنغالي عبد الله واد لـ«تحقيق وقف إطلاق نار بين الفلسطينيين والإسرائيليين». واد أيضاً حمل راية الاعتدال عبر دعوة المجتمعين إلى «تجاهل الإساءة إلى الإسلام»، وهو ما استدعى رداً غير مباشر من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي قال إن «الاعتدال لا يعني تجاهل الإساءة». الفيصل نفسه نقل الأزمة اللبنانية إلى القمّة عبر دعوة سوريا «إلى أداء دور لحلّ الأزمة».
ودعا الرئيس السنغالي، في افتتاح القمة، إلى وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال إن «الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز طلب مني التدخل من أجل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أنا أدعوهم جميعاً إلى وقف إطلاق النار لتمكيني من القيام بوساطة للغرض».
ودعا واد الفلسطينيين إلى التوحُّد وعقد «مؤتمر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية». وعرض أن تستضيف بلاده اجتماعاً لتوحيد الصف الفلسطيني، مؤكّداً أن القضية الفلسطينية «تظل دائماً أولوية» لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وفي موضوع نزعة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا)، قال الرئيس السنغالي «إنه يجب ألّا نقع في فخ بعض المتطرفين الهامشيين» في أوروبا، مشيراً إلى أن «الأفكار في الغرب تتطور باتجاه فهم الإسلام، وهناك الكثير من المساجد التي تبنى هناك». ودعا إلى تجاهل «الأيادي الشيطانية» التي تقف وراء الإساءة إلى الإسلام في الغرب.
من جهته، شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة في الجلسة الافتتاحية، على «أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية في خطر بسبب تواصل عمليات التهويد والحفريات التي يجري أخطرها تحت أساسات المسجد الأقصى»، مضيفاً: «إن دعم صمود أهلنا في القدس يتطلب دعماً استثنائياً من دول أمتنا وشعوبها».
وقال عباس إن إسرائيل تقوم «بحملة تطهير عرقي» في القدس الشرقية من طريق حظر بناء مساكن للفلسطينيين وعزل المدنية عن الضفة الغربية المحتلة. ورأى أن «نجاح محادثات السلام بوساطة الولايات المتحدة يعتمد على أن تظهر إسرائيل استعدادها للالتزام بروح العملية».
وعن الوضع الداخلي الفلسطيني، قال عباس: «أؤكد لكم أننا نبذل أقصى جهودنا من أجل استعادة وحدتنا، لأنه من دونها لا نستطيع الحصول على حقوقنا».
بدوره، دعا الفيصل سوريا إلى المساعدة على التوصل إلى حل للازمة الرئاسية في لبنان. وقال: «نتطلع إلى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني في لبنان استناداً إلى المبادرة العربية».
وعن كراهية الإسلام، قال الفيصل: «إن الدعوة إلى الاعتدال والتسامح والانفتاح ليس المقصود منها تجاهل الإساءة إلى الإسلام والمسلمين». وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية والمدنية والإعلامية «باحترام الإسلام ومبادئه التي تكفلها المواثيق الدولية التي تكفل حق التعبير المسؤول وتمنع التعصب والكراهية والتحريض على الأديان والمعتقدات».
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فدعا إسرائيل إلى وقف الهجمات التي تستخدم فيها «القوة المفرطة وغير المتناسبة» ضد الفلسطينيين. وقال: «أدى استخدام إسرائيل للقوة المفرطة وغير المتناسبة إلى مقتل وإصابة مدنيين كثيرين ومنهم أطفال. أدين هذه الأعمال، وأدعو إسرائيل إلى التوقف عن هذه الأعمال».
وفي رسالة وجهها إلى القمّة الإسلامية، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده «تدعم تحقيق تسوية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط، يتمخّض عنها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة».
وأشار بوتين، في الرسالة التي نقلتها وكالة أنباء «نوفوستي»، إلى أن حكومته «تعتزم مواصلة بذل جميع الجهود الممكنة من أجل استئناف عملية التسوية الشاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، التي يجب أن تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للبقاء، ووضع حد لاحتلال الأراضي العربية، وحصول جميع بلدان المنطقة، بما فيها إسرائيل، على فرصة العيش في ظروف السلام والأمن والتعاون».
وشدّد بوتين على مواصلة بلاده «دعم جهود العراقيين والمجتمع الدولي والعربي من أجل منع تقسيم العراق على أساس طائفي وإثني، وتطوير الحوار بين العراقيين من أجل تحقيق الوفاق الوطني حول المسائل الرئيسية لمستقبل هذا البلد». وأشار أيضاً إلى أهمية «تأمين حل سلمي للمشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني»، مشيراً إلى أن ذلك «يعزز نظام منع انتشار الأسلحة النووية والاستقرار في منطقة الخليج»، مؤكّداً أن «اقتراح روسيا إنشاء منظومة للأمن والتعاون في منطقة الخليج يرمي إلى تحقيق هذا الهدف».
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات بين الحضارات. وقال: «نحن مستعدّون لبذل جهود مشتركة لمواجهة مخاطر انقسام العالم على أساس ديني ـ حضاري. وتعتزم روسيا مواصلة العمل المشترك مع منظمة المؤتمر الإسلامي، والإسهام بقسطها في نشاط المنظمة». وأشار إلى «أن تعميق علاقات الصداقة والتعاون مع بلدان العالم الإسلامي نهج استراتيجي بالنسبة إلى روسيا، ولهذا بالذات نشير بارتياح إلى أنه بعد حصول روسيا على صفة مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي اكتسب التعاون بين روسيا والدول الإسلامية ديناميكية جديدة».
وأكد بوتين رغبة بلاده في «تعزيز مبادئ العمل الجماعي والقانوني في العلاقات الدولية في ظل دور محوري لمنظمة الأمم المتحدة لزيادة التقارب بين روسيا وبلدان العالم الإسلامي»، مشيراً إلى أن الطرفين «حليفان في مكافحة الإرهاب وجميع مظاهر التطرف السياسي والديني، والتصدي المشترك لتحديات الأمن والتنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين».
ومن بين قادة الدول الثلاثين الذين يشاركون في القمة التي تستمر يومين، الرؤساء: الإيراني محمود أحمدي نجاد، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والفلسطيني محمود عباس، والأفغاني حميد قرضاي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن أبرز الغائبين الملك السعودي الملك عبد الله، الممول الأكبر للمنظمة، والرئيسان الباكستاني برويز مشرف والمصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي.