لأنّ الولايات المتّحدة تحكمها ــ بحسب تعبير المفكّر الماركسي سمير أمين ــ «ديموقراطيّة منخفضة التوتّر»، فإن معارضة استمرار احتلال أفغانستان، وخصوصاً العراق، ومعارضة تسخير علماء الأنثروبولوجيا فيهما بقيت قويّة، لكن محدودة النتائج
أرنست خوري

المقاومة الشعبيّة للحرب تصرخ، تُسمِع صوتها، تشتم جورج بوش وجميع رجال إدارته، لكنها تصطدم في لحظة معيّنة ببنية نظام تحكمه جماعات ضغط ومصالح رأس المال أكثر بكثير من إرادة وضغط شعبيَّين.وفي معارضة الحرب، اتّخذ الوقوف ضدّ برنامج إقحام علماء الأنثروبولوجيا في ميدان الحروب (HTS)، حيّزاً واسعاً. العمل النقابي ضمن الاتّحادات المهنيّة لهؤلاء العلماء ارتفعت وتيرته. عرائض إلكترونيّة تحرّض على مقاطعة «عسكرة الأنثروبولوجيا». دراسات ومقالات عن مخاطر تحويل علماء الاجتماع إلى جهاز استخباري يعمل لصالح النظام. لكن كلّ ذلك، لم يجدِ، إذ يبدو أنّ النيّة تسير نحو تعميم تجربتي أفغانستان والعراق على مناطق لا تزال «باردة» حتّى الآن من ناحية الشهيّة الأميركيّة، تحديداً في أفريقيا والمحيط الهادئ، لكنها قد تصبح «ساخنة» في أيّ لحظة، بالتالي يجب أن تكون جميع المعطيات عنها جاهزة ليصل العسكر إليها وبأيديهم قاعدة بيانات كاملة توفّر للمحتلّ إقامة مريحة قدر الإمكان.
المعارضة التي نشأت في وسط العلماء انطلقت من مبدأ مهني يحظّر عدم تسخير العلم لغايات سياسيّة. غير أنّ إغراءات عديدة اجتذبت العشرات من هؤلاء. شهاداتهم شديدة التعبير عن الأهمية التي يوليها الجيش الأميركي لعملهم. يروون كيف تحوّلوا إلى جنود حقيقيّين، والبعض منهم شديد الثقة بأخلاقيّة عمله. أمّا النتائج العملية لهذا البرنامج من حيث تحسّن الأوضاع الأمنية، فتتراوح بين من يرى أنها خفّضت العمليات المعادية في أفغانستان بنسبة 60 في المئة عمّا كانت عليه النسبة قبل وصول العلماء، وبين من يبقى شديد التشاؤم حيال استدامة التحسّن.
ستيفن فونداكارو، وهو عقيد متقاعد في الجيش الأميركي، اختير لانتقاء أولى مجموعات علماء الأنثروبولوجيا لتطبيق برنامج HTS. وهو يعرّف الأنثروبولوجيا الثقافية بأنها «علم دراسة كيف تأخذ المجتمعات قراراتها وكيف تتكوّن منظومة سلوكها». ويقول إنها «تعطينا أفضل فهم ممكن للمشكلات من وجهة نظر المجموعات السكّانيّة التي تُعدّ أهدافاً بالنسبة لنا». ويشرح فونداكارو تفاصيل العمل: «مهمّة علماء الاجتماع تقوم على تقديم فهم واضح للمشكلات التي يواجهها الجيش مع السكّان المحليّين، والضباط يتلقون هذه المعلومات ويقرّرون بموجبها طبيعة الإجراءات العسكريّة التي عليهم اتّخاذها». ويصف عمل هؤلاء العلماء بأنه «رؤية عبقريّة لطبيعة المشكلات التي نواجهها».
كما يتضمّن البرنامج تدريب علماء الأنثروبولوجيا على حمل السلاح واستعماله، لكي يخفّف الجيش عن نفسه، مشقّة تأمين الحماية لهؤلاء خلال قيامهم بمهامهم الميدانيّة. غير أنّ عدداً قليلاً من هؤلاء وافقوا على الانخراط بهذا الجزء من البرنامج. واحد من هؤلاء، يُدعى ماركوس غريفين، وهو كان أستاذاً لمادّة الأنثروبولوجيا في جامعة فرجينيا الأميركية، يروي لهيئة الإذاعة البريطانيّة، «بي بي سي»، تجربته بالقول «أعمل منذ فترة مع الجيش. أقصّ شعري بانتظام وأبدو كضابط في الجيش، حتّى أنني أصبحت قادراً على استعمال رشّاشي m4 وm9».
أمّا ترايسي، وهي عالمة أنثروبولوجيا تعمل من ضمن برنامج HTS في أفغانستان، فتقول لـ«نيويورك تايمز» في تحقيق نشرته في 5 تشرين الأوّل الماضي عن الموضوع نفسه، إنّ مهمّتها الأساس هي «تقديم شرح واضح للضباط العسكريين عن طبيعة العلاقات القبليّة الأفغانيّة، من ناحية خلافاتها وعداواتها، وهي عداوات سمحت لحركة طالبان أن تحكم سيطرتها على القبائل الرئيسيّة». والهدف العملي الأهم، ينحصر في أفغانستان في إقناع زعماء القبائل، بكلّ الوسائل، بالانضمام إلى القوات الحكوميّة، والتخفيف من نسبة الفقر في المنطقة، بالإضافة إلى تأمين الحماية لهذه القبائل من رجال «طالبان». وترى ترايسي أن ما حصل مع فريقها في ولاية باكتيا جنوبي شرق أفغانستان، نموذج عن النجاح. هناك، قادت القوات الأميركيّة، تساعدها القوات الأفغانية الحكوميّة، وعددها الإجمالي 1000 عنصر، حملة «خيبر» لتطهير المنطقة من 200 مقاتل من «طالبان». ولاحظ علماء الأنثروبولوجيا أنّ عدد الأرامل الأفغانيات في هذه المنطقة كبير للغاية. كما لاحظوا أنّ طبيعة العلاقات العائليّة والقبلية فيها، تفرض على الرجال الاهتمام بتأمين معيشة أولئك الأرامل، وهو ما كان يدفع بهم، تحت ضغط الضائقة الاقتصاديّة، إلى الانخراط في «طالبان» و«القاعدة»، لأن هذا «العمل» يدرّ عليهم أموالاً وفيرة تسمح بإعالة قريباتهم من الأرامل. ولحلّ هذه المعضلة، طُبّق برنامج تدريبي لهؤلاء الأرامل، ينتهي بخلق الوظائف لهنّ، لكي يصبحن مستقلات عن رجال منطقتهنّ، الذين بدورهم، لاحظوا أنهم باتوا غير مضطرّين إلى القتال ضدّ القوات الأجنبيّة لتحصيل المال.
وتروي ترايسي جزءاً آخرَ من رواية «النجاح» في أفغانستان، عن طريق فتح العيادات الطبية المجانية، والمدارس، وكل ذلك «ليظنّ الأفغان أنّ هذه الخدمات تؤمّنها الحكومة الأفغانيّة، لعلّهم يمنحون حكومة كابول الثقة، لكونها تؤمّن لهم الحماية والخدمات الصحية والاجتماعيّة والطبيّة».
وعن هذا الموضوع، يؤكّد عدد من الضباط للصحيفة أنهم «يرون نتائج إيجابيّة ملموسة تحقّقت على هذا الصعيد» بفضل عمل هؤلاء العلماء وبفترة قصيرة جداً.
وفي السياق، يشير العقيد مارتن شفايتزر، وهو قائد ميداني مهمّته التنسيق مع فرق الأنثروبولوجيّين في أفغانستان، إلى أنّ «العمليات القتاليّة في منطقته انخفضت بمعدّل 60 في المئة منذ وصول العلماء في شباط الماضي». ويؤكّد أنّ جنوده باتوا اليوم «شبه متفرّغين إلى مهامّ توفير الأمن والغذاء والتعليم للسكّان»، في حين كان عملهم قبل ذلك ينحصر بالعمليات والمعارك ضدّ «طالبان» و«القاعدة». على كلّ حال، الصور والأنباء التي تتناقلها التلفزيونات ووكالات الأنباء عن ارتفاع معدّل العنف والعمليات ضدّ القوات الأطلسيّة في أفغانستان، لا تحمل تأكيداً للتوصيف الوردي الذي يتحدّث شفايتزر عنه.
غير أنّ التفاؤل الأميركي في ما يختصّ بـ«خيبر»، لا يراه أبداً النائب الأفغاني نادر خان كاتاوازاي، الذي علّق على الموضوع لـ«نيويورك تايمز» بالقول «حملة خيبر أدّت إلى نتائج إيجابيّة لأيّام فقط، وطالبان سيعيدون إحكام سيطرتهم على المنطقة مجدّداً».
ويعطي شفايتزر الأمثلة عن طبيعة عمل هؤلاء العلماء. فهؤلاء ينظّمون باستمرار حلقات اجتماعات (JIRGAS) لأعيان القبائل المتناحرة منذ عقود. والسبب في إيلاء المصالحات بين هذه القبائل هذه الأهمية الكبرى، هو أنّ هذه العداوات كانت عاملاً رئيسياً في اختراق «طالبان» و«القاعدة» لصفوفها، لدعمهم عسكرياً، بعضهم ضد بعض.
وتمثّل تجربة ولاية زدران، مثلاً نموذجياً عن خطّة توحيد القبائل التي تمكّنت «طالبان» من اللعب على وتر عداواتها واختراقها.
غير أنّ التشكيك بجدوى هذا السلاح الجديد في أفغانستان، يبقى كبيراً، وليس محصوراً بالنائب الأفغاني كاتاوازاي. حتّى أوساط مسؤولي الأمم المتحدة تشعر به. فمسؤول المنظّمة الدولية في جنوب شرق البلاد، توم غريغ، يعترف بأنّ برنامج HTS «حقّق نتائج ملموسة وغيّر من طبيعة العمل العسكري بعد أن فهم الجيش أنّ الانتصار لن يأتي عبر الطرق العسكرية»، غير أنه يعود فيرى أنّه «من الصعب أن تدوم هذه الاستراتيجية لوقت طويل».
اليوم في كل من العراق وأفغانستان هناك 6 فرق عاملة، تتكوّن كل منها من علماء أنثروبولوجيا وعلماء لغة وعملاء استخبارات وضابط متقاعد لمتابعة سير العمل، بالإضافة إلى مرشدين اجتماعيين. وتسعى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (centcom) إلى زيادة عدد هذه الفرق من 6 إلى 28. كما أعرب مسؤولون رفيعو المستوى أخيراً في قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (AFRICOM) ومنطقة المحيط الهادئ (PACOM)، عن نيّتهم تعميم برنامج مماثل في هذه المناطق.
وبقدر الحماسة التي يظهرها بعض العلماء إزاء البرنامج الذي جعل منهم شيئاً قريباً من عملاء استخبارات أكثر منهم باحثين أكاديميين، تظهر حمية كبيرة في معسكر المعارضين.
فعلماء الأنثربولوجيا لديهم، شأنهم شأن الأطباء مثلاً، قَسَم يجب أن يؤدوه وأن يلتزموا به كشرط لمزاولة مهنتهم. قَسَم يحظّر بشكل حازم أن تؤثر دراستهم ـــــ تحت أي ظرف وبأي شكل من الأشكال ـــــ على المجموعات السكّانية موضع الدراسة. كما يُلزم هذا القسَم ـــــ القانون، هؤلاء العلماء الميدانيّين بأن يشرحوا لهذه المجموعات البشرية التي يدرسون تقاليدها وتاريخها وعاداتها وأنماط إنتاجها ومجموعة سلوكها، أهداف دراستهم وأسبابها، ويؤكدوا لهم أن دراساتهم هذه لا تهدف سوى إلى تطوير البحث العلمي.
وفي حالة الحروب، بحسب رئيس كليّة الأنثروبولوجيا في جامعة مينيسوتا الأميركيّة، ويليام بيمان، يستحيل تطبيق هذه الشروط، وبالتالي يصبح عمل هؤلاء العلماء ـــــ المخبرين جزءاً لا يتجزّأ من آلة القتل، ما يحمّلهم مسؤولية أخلاقية وقانونية موازية لتلك التي يتحمّلها الجندي عن قتل المدنيّين.
الحملة الرافضة لمشاركة علماء الأنثربولوجيا في الحروب الأميركية، بدأت منذ أن قرّرت الإدارة في واشنطن الاستعانة بهم. واتّخذت هذه الحملة الإلكترونيّة عنوان «لا للمرتزقة الأنثروبولوجيّين». على كلّ الأحوال، يبدو أنّ هذه التسمية ليست تهمة، فالمنظّر الأهم لهذا البرنامج، الأوسترالي دايفيد كيلشولن، يطلق عليه تسمية «العمل الاجتماعي العسكري».
ويرى المعارضون أنّ مشاركة العلماء في الحروب يعطي فكرة عامّة عنهم، بغضّ النظر عن نواياهم، على أنّهم «عملاء استخبارات أميركيّون».
وتتصدّر هذه الحملة اليوم مجموعة من كبار العلماء الذين أطلقوا في أيلول من عام 2007، أي في الشهر نفسه الذي قرّر فيه البنتاغون تفعيل برنامج HTS، حملة كبيرة تحت شعار «شبكة أنثربولوجيين معنيين» (Network of concerned anthropologists). هؤلاء استوحوا في حملتهم من حركة قام بها علماء فيزيائيون أميركيون في عام 1983 ضد «حرب النجوم» التي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغن ضد الاتحاد السوفياتي.
أحد القيّمين على هذه الحملة، الأستاذ الجامعي دايفيد برايس، يقول في هذا الصدد: «لسنا بالضرورة جميعاً ضدّ العمل مع الجيش، لكنّنا ضدّ المشاركة في العمليات الحربية، لأنها تؤدي إلى ضرب أخلاقيات مهنتنا وعلمنا ومبدأ البحث العلمي، لذلك نحن نحثّ زملاءنا على الإعلان عن أنهم يرفضون استخدام الأنثربولوجيا لأهداف الحرب».
ويختصر أحد علماء الأنثروبولوجيا المعارضين لتسخير هذا العلم في الحروب، بالقول «أشعر بالحاجة لحماية مصالح هؤلاء السكان المحليين الذين تشاركوا معي معارفهم وتاريخهم. فمسؤوليّتي الرئيسيّة هي أن أحميهم». بدوره، يتّهم أستاذ هذه المادّة في جامعة «سان خوسي» الأميركيّة، البنتاغون بـ«عسكرة الأنثروبولوجيا». ويشير إلى أنّ اللجوء إلى العلماء اليوم في حربي العراق وأفغانستان، أمر شبيه بما فعلته الامبراطوريّة البريطانيّة في مستعمراتها.
أمّا فونداكارو، فلا يجد أفضل من عبارة «البرنامج أُسيء فهمه» للردّ على هذه التهمة. وهو يرى أنّ الوضع الذي يُستَخدَم فيه علماء الاجتماع في الحروب اليوم، «مختلف تماماً عن كلّ الظروف التي واجهناها سابقاً. برنامج hts نظريّة جديدة، تنظيم جديد، وهدف جديد، لذلك لا يشعر البعض بالراحة إزاءه». ولا يوفّر العقيد المتقاعد عبارات الثناء على العلماء الذين قبلوا المشاركة في هذا البرنامج، فيقول «هناك مجموعة من الأنثروبولوجيين الشجعان واليافعين الذين يتحمّلون مخاطر جسديّة ومعنويّة في مقابل مساعدتنا على إنجاز مهمّتنا».
ولم تحل العريضة الإلكترونيّة التي نشرها أستاذ المادّة في جامعة جورج مايسن هيو غوسترسن، و10 من زملائه، للتصريح ضدّ المشاركة في هذا البرنامج، دون إصدار المجلس التنفيذي لجمعية علماء الأنثربولوجيا الأميركيّين، بياناً لم يمنع بشكل جازم المشاركة في برنامج HTS، لكنه يحذّر هؤلاء من إمكان مخالفة قَسَم المهنة.
في هذا الوقت، أطلق علماء الأنثربولوجيا المؤيدون للمشاركة في الحرب إلى جانب الجيش، أو بتعبير أوضح، المؤيدون للتحوّل إلى فرقة استخبارات تتجسّس على مواطني الدول التي تحتلها الولايات المتحدة، حملة مضادة لإقناع أكبر عدد من زملائهم بالانضمام إلى الفرق التي تُجنَّد في العراق وأفغانستان. وظلّت حجة هؤلاء الأساسية هي إقناع زملائهم بـ«المهمة السلمية» لعملهم الذي «يهدف إلى المساعدة على تهذيب تصرّف الجنود وجعل ردات فعلهم تتفاعل بشكل سلمي وحضاري وإنساني مع الاختلافات الثقافية لدى سكان الدول المحتلة».
الدكتورة مونتغومري ماك فايت، التي توصَف بأنها «المهندسة الأولى» لبرنامج HTS، لا تخفي خيبتها من ضآلة مبلغ 40 مليون دولار الذي خصّصه البنتاغون للبرنامج. وهي يرى أن الجيش ينفق مبالغ قليلة جداً على أبحاث العلوم الاجتماعية. وماك فايت هي صاحبة مشروع تناضل في سبيله منذ فترة طويلة، يقوم على وضع بنك معلومات دائم للمعطيات الثقافية والاجتماعية لكل الشعوب وتطويره باستمرار من خلال الدراسات والأبحاث المتواصلة، لكن ليس لخدمة مراكز الأبحاث الأكاديمية والجامعية، بل لصالح الجيش! وهي تقترح لهذا السبيل استحداث مؤسسة اسمها «وكالة مركزية للمعرفة الثقافية» (على نسق وكالة الاستخبارات المركزيّة) عمادها علماء ومحللون أنثربولوجيون واجتماعيون يعملون لخدمة الحكومة بشكل دائم، لا في أوقات الحروب فقط.
وحملة المعارضة لتسخير العلوم، الاجتماعية منها على وجه التحديد، في خدمة الحروب والامبريالية، واكبها اليسار العالمي باكراً، وخصوصاً على الصعيد الفكري والثقافي. فالمجلة الفرنسية الشهيرة (التي أسّسها في منتصف القرن الماضي جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار) «الأزمنة الحديثة» Les temps modernes، خصّصت عددين خاصين للموضوع في عام 1970، كما وضعت مجموعة من الكُتّاب اليساريين تحت إشراف جان كوبانز مؤلفاً شهيراً في عام 1975 تحت عنوان «الأنثربولوجيا والامبريالية».
المعارضة قويّة، لكنّها تبقى «ديموقراطية»، أي محصورة بكلام لا يُصرَف في «الحسابات الكبرى»، بالتالي ستبقى حبراً على ورق لوّنته دماء الشعوب المحتلّة باللون الأحمر.