بغداد ـ الأخباررغم إعلان انتهاء العمليات الحربية التي شنّها الجيش العراقي على «جيش المهدي» في مختلف أرجاء البلاد، وخصوصاً المناطق الجنوبية، استمرّت أمس حدّة التوتّر في البصرة على وقع تأكيد التيار الصدري استمرار حملة الحكومة على كوادره.
وفي واشنطن، حذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جوزف بيدن، الذي سبق أن تقدّم بقانون «تقسيم العراق»، من أن مقتدى الصدر «قد يخرج منتصراً من المواجهات» مع الحكومة، مشيراً إلى أنّ ما حصل في البصرة «يشبه إلى حدٍّ ما، ما حصل مع حزب الله في لبنان (في عدوان تمّوز 2006)، حين ذهب الإسرائيليّون بكل قوتهم إلى لبنان، وصمد حزب الله وخرج أقوى» من المعركة. ومن المقرّر أن يترأس بيدن جلسة الكونغرس للاستماع إلى السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر، وقائد قوّات الاحتلال ديفيد بيترايوس في شأن الوضع في العراق في الثامن والتاسع من نيسان المقبل. وكشفت مصادر في الكونغرس، لشبكة «سي أن أن» الأميركية، أنّ «المجمع الاستخباري» الأميركي، بعث بأحدث تقرير له عن تقويم الوضع في بلاد الرافدين إلى الكونغرس، غير أن تفصيلاته ستبقى على الأرجح «سرية»، بناءً على طلب المجمع.
في هذا الوقت، اتهم مدير مكتب الصدر في البصرة، الشيخ علي السعيدي، القوات الأمنية بتنفيذ «عمليات دهم واعتقالات عشوائية مستمرّة» ضدّ كل من تشكّ في انتمائه إلى التيار الصدري، وبأنّ «أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بوقف الاعتقالات لم يطبَّق، ولا تزال تجري انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان». وعبّر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، خلال استقباله سفيري واشنطن ولندن لدى بغداد كروكر وكريستوفر برنتيس، عن شعوره بـ«الإحباط» لما آلت إليه الأوضاع الأمنية في البصرة.
وكانت اشتباكات جديدة قد اندلعت في غرب هذه المدينة ووسطها بين القوّات الحكومية والعناصر المسلَّحة، إثر «دهم» عدد من المطلوبين، تخلّلها هجوم بالعبوات الناسفة على موكب مستشار وزير الدفاع اللواء محمد العسكري وقائد عمليات البصرة الفريق موحان الفريجي، اللذين نجَوَا من محاولة اغتيال.
ويبدو أنّ المالكي ارتاح لمنصب «قائد أعلى للقوات المسلّحة» في البصرة، فأكّد مستشاره، حسن السنيد، أنّ الموصل «ستكون المحطّة الثانية (بعد البصرة) له بعد عودته إلى بغداد».
ميدانيّاً، قُتل نحو 16 عراقياً ووقع عشرات الجرحى في أعمال عنف في مختلف أنحاء البلاد.