strong>باتت المؤتمرات الدوليّة المتّصلة بالشأن العراقي مخصَّصة لتكرار الشعارات والمطالبات نفسها: شطب الديون المستحقّة وتوسّل عواصم العرب إلى «العودة» إلى بغداد وإشادات أميركية بحكومة نوري المالكي، وتحميل طهران لواشنطن مسؤولية كل المصائبجدّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الدعوة أمام «مؤتمر استوكهولم لتقويم العهد الدولي مع العراق»، إلى إلغاء ديون خارجية تقدّر بنحو 60 مليار دولار، وإلغاء التعويضات التي فرضت على بغداد جرّاء غزو الكويت عام 1990.
وقال المالكي: «العراق ليس دولة فقيرة. فهو يملك موارد بشرية ومادية هائلة، لكن ديون العراق التي ورثناها من الديكتاتور تعطل عملية الإعمار». وأضاف: «نتطلع إلى الدول الشقيقة لشطب الديون التي تمثّل عبئاً على الحكومة العراقية»، في إشارة واضحة للكويت والسعودية اللتين لهما أكبر ديون مستحقَّة على العراق.
دعوة أيّدها الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي حثّ «الجميع بمن فيهم الدول العربية» إلى تسريع هذه المسألة (شطب الديون).
كما شدّد المالكي على التقدم في «مكافحة الإرهاب» والعملية السياسية، مشيراً إلى أن الحكومة تمضي قدماً في خططها لإجراء انتخابات المحافظات في تشرين الأول المقبل.
لكنّ وزيري خارجية السعودية والكويت سعود الفيصل ومحمد صباح السالم لم يحضرا. غير أنّ وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، رئيس وفد بلاده، أبلغ الدبلوماسيّين المجتمعين أنّ الحكومة السعودية «ربما كانت مستعدة لإعفاء العراق من ديونه كاملة».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد افتتح المؤتمر مادحاً الحكومة العراقية لما حقّقته من «تقدّم ملحوظ» في تحقيق الأهداف التي وضعها لها مؤتمر وزراء خارجيّة دول الجوار في شرم الشيخ في أيار من العام الماضي. وأشار إلى أنّه «إذا كان علينا استخدام كلمة واحدة لوصف الموقف في العراق اليوم فسأختار: أمل».
أمّا وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، فرأت أنّ العراقيّين «لا يحتاجون إلى مبالغ كبيرة من الأموال. إنهم يحتاجون إلى مساعدات تقنيّة وفي مجال تنفيذ المشاريع». ووجّهت رايس طلباً للدول العربية لتعزيز حضورها في بغداد وفتح سفارات لها هناك، فيما كان لافتاً غياب أي إشارة لإيران في كلمتها.
وكرّرت المسؤولة الأميركية دفاعها عن قرار غزو بلاد الرافدين، بعد انتقادات جديدة وجّهها لجورج بوش المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، سكوت مكليلان في كتاب جديد أصدره عن الموضوع. وفيما استبعدت مصادر دبلوماسية إمكان عقد لقاء بين رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متكي، هاجم الأخير في المؤتمر دور الولايات المتحدة في العراق. وكرّر متكي موقف بلاده بشأن تحميل مسؤولية جميع المشاكل الأمنية في بلاد الرافدين لـ«السياسات الخاطئة للمحتلين».
وأعرب متّكي عن تأكّده من أنّ المواطنين الأميركيين يريدون التغيير في السياسة الخارجيّة لبلادهم، مشيراً إلى أنّ المرحلة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الأميركيّة ستثبت وجود هذه الرغبة.
متّكي، الذي شدّد على رفضه دعم أيّ مرشّح رئاسي، كرّر كلمة «التغيير» أكثر من مرّة، وهي الشعار الانتخابي الرئيسي للمرشّح الديموقراطي باراك أوباما.
وقد توصّل ممثّلو الوفود المئة المشاركين في فعاليات المؤتمر، إلى وثيقة أقرّوها بالإجماع تدعم «جهود الحكومة المركزيّة في تثبيت الأمن ومحاربة الارهاب».
وتزامن كلام متكي، مع كشف المكتب الإعلامي للحكومة العراقية أن نائب الرئيس عادل عبد المهدي، أجرى محادثات مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي، حول «مسائل أمنية»، خلال زيارة تستمرّ يومين إلى الجمهورية الإسلامية.
أمّا ميدانياً، فقد سقط نحو 19 عراقياً في أعمال العنف، 16 منهم في هجوم انتحاري استهدف مركزاً للمتطوعين في بلدة سنجار شمالي غربي بغداد.
وعثرت الشرطة على ثماني جثث مجهولة الهوية في أنحاء متفرقة من العراق.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)