رام اللّه ــ أحمد شاكرغزّة ــ رائد لافي
كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أمس، عن أن مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان أبلغ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، الذي يزور القاهرة حالياً، بأن إسرائيل ستنفّذ عمليات قاسية ضدّ الحركة وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة، إذا لم يُتفّق على صفقة لتبادل الأسرى.
وأشارت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها، أن سليمان أبلغ أبو مرزوق بضرورة أن تشمل قضية التهدئة مع إسرائيل، تبادل أسرى فلسطينيين بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقالت إن «حماس» تميل إلى الموافقة على تخفيف شروطها لإتمام صفقة تبادل الأسرى، إلاّ أنها لن توافق على قوائم الأسرى التي وافقت إسرائيل على الإفراج عنهم في مقابل شاليط.
وأشارت المصادر إلى أن القاهرة تضغط على «حماس» لتخفيف شروطها، وتسهيل إبرام صفقة تبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، إذ تميل الدولة العبرية إلى قبول التهدئة شرط تسهيل الإفراج عن شاليط.
من جهته، قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية (إحدى الفصائل التي أسرت شاليط) أبو مجاهد، إنهم «موافقون على الربط بين قضيّتي التهدئة وصفقة شاليط، إلّا أنه اشترط لذلك تلبية إسرائيل مطالب الفصائل الآسرة للجندي، ولا سيما إطلاق سراح الأسرى الذين قدّمت أسماءهم».
وأوضح أبو مجاهد أن «قضية شاليط لا تزال تراوح مكانها، ولم يتحقق أي إنجاز أو تقدم بشأنها بسبب التهرّب والتعنّت الإسرائيليين». وأشار إلى أنهم «وافقوا على التهدئة لا حباً بها، ولكن بهدف عدم الخروج عن الصف الوطني، رغم التجارب المريرة للفصائل في الاتفاقات السابقة».
أما المتحدث باسم «حماس» أيمن طه، فقال إن استحقاقات صفقة شاليط غير مرتبطة بالتهدئة التي تقترن بفك الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان، مضيفاً أن «الحركة لا ترغب في الاحتفاظ بشاليط إلى الأبد، لكن هذا الملف له استحقاقاته. وإذا وافقت إسرائيل على شروط المقاومة فسنطلق سراحه فوراً».
وأوضح طه أنه جرى تأجيل مغادرة وفد «حماس»، الذي كان من المقرر أن يغادر أمس إلى القاهرة، إلى مطلع الأسبوع المقبل. وعلمت «الأخبار» أن التأجيل جاء لإتاحة الفرصة لعقد اجتماع شرم الشيخ بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الأميركي جورج بوش.
وعلمت «الأخبار» من مصادر في «حماس» أن اللقاء بين قيادة «حماس» وسليمان كان سينصبّ على قضية شاليط وإمكان ربطها بالتهدئة، بناءً على طلب إسرائيلي.
أما المستشار في وزارة الخارجية في حكومة إسماعيل هنية المقالة، أحمد يوسف، فقال من جهته، «لا مانع لدينا من إدراج صفقة شاليط في قضية التهدئة، لكن بشروط الفصائل التي وضعتها لإنجاح عملية تبادل الأسرى. فالملف مستقل وله استحقاقاته وشروطه». وأضاف «نؤكد أن الكرة منذ أكثر من عام في الملعب الإسرائيلي، ونحن جاهزون لهذه الصفقة»، موضحاً «ما زلنا بانتظار الردّ الإسرائيلي على التهدئة، وهي بالأصل مطلب مصري وعربي ودولي. وإذا أصرّت إسرائيل على المماطلة ووضع الاشتراطات في محاولة لشراء الوقت وفرض مزيد من الضغوط، فسيكون هناك فك للحصار سلماً أو حرباً».
ميدانياً، نجا مقاومون فلسطينيون من عمليتي قصف منفصلتين في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا، شمال القطاع، خلال محاولتهم إطلاق صواريخ محلية الصنع تجاه بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وأصيب كنيس يهودي في مدينة سديروت جنوب إسرائيل، بأضرار، بسبب انفجار صواريخ أطلقت من قطاع غزة، بحسب مصدر عسكري. وأوضحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، «أطلقت باتجاه إسرائيل 11 قذيفة، بينها قذيفة واحدة بعيدة المدى، وتسع قذائف هاون طوال نهار الخميس وليلاً».
إلى ذلك، أفاد شهود عيان عن انفجار قنبلة أمام مدرسة راهبات مسيحية في قطاع غزة، من دون وقوع أي إصابات. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن الانفجار. وأكد الشهود أن «مجهولين وضعوا عبوة صغيرة إلى جانب البوابة الرئيسية لمدرسة راهبات الوردية في حي تل الهوى غرب المدينة، ما أدى إلى تدمير البوابة من دون وقوع إصابات».