5 شهداء... والقاهرة تتعهد لواشنطن بمنع تهريب الأسلحة إلـى «حماس»

رام الله ــ أحمد شاكر
غزة ــ رائد لافيوأعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، مارك ريغيف، أن «الحكومة الأمنية تدعم الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في الجنوب، وإنهاء إطلاق القذائف على المدنيين الإسرائيليين من أراضي غزة. وبالتوازي مع ذلك، طلبت الحكومة من الجيش مواصلة الاستعداد تحسباً لاحتمال فشل الجهود المصرية».
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك دعا إلى ضبط النفس، «وحين يكون الوضع ملائماً سنرد. ويجب أن يستمع الوزراء لما يقوله الجيش بشأن ما يمكن وما لا يمكن الحصول عليه من هجوم على غزة».
فيما رأى المسؤول الثاني في الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، أن الوقت لا يخدم إسرائيل التي «سيكون عليها عاجلاً أم آجلاً تنفيذ حملة عسكرية ضد غزة في ظروف تتزايد فيها المخاطر».
أما الحدث الأبرز الذي تزامن مع اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة، فكان تعهد مصر لإسرائيل والإدارة الأميركية بإنهاء قضية التهريب إلى قطاع غزة، في اتفاق «غير معلن» يمهد الطريق أمام إبرام تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عبر الوسيط المصري. وكشفت مصادر فلسطينية موثوقة، لـ«الأخبار»، أن الاتفاق السري الذي أبرم أخيراً يهدف إلى «سحب ذريعة التهريب المستمر للأسلحة من يد إسرائيل للضغط عليها للقبول بتهدئة في قطاع غزة، تهدف إلى فك تدريجي للحصار المفروض عليه منذ ما يزيد عن العام». وأوضحت المصادر نفسها أن أجهزة الأمن المصرية بدأت فعلياً القيام بخطوات عملية لإنهاء قضية الأنفاق، واعتقلت العشرات من بدو سيناء والمناطق الحدودية، في محاولة للتعرف على أماكن هذه الأنفاق، وقد فجرت خلال الأيام القليلة العديد منها.
وأشارت المصادر إلى أن القاهرة تسعى أيضاً من خلال هذا الاتفاق إلى إرضاء الإدارة الأميركية، التي حمّلت مصر مسؤولية تهديد أمن إسرائيل عبر ما سمته «تغاضيها عن تهريب الأسلحة». وأكدت أن «حماس أبلغت القاهرة استعدادها المشاركة في إنهاء مشكلة الأنفاق شريطة فتح معبر رفح الحدودي، ووجود عمل عربي جدي لإنهاء الحصار على قطاع غزة».
وبينت المصادر أن «حماس تستطيع إنهاء قضية الأنفاق؛ لكنها ترفض ذلك، لأن الأنفاق هي التي نفست عن قطاع غزة كثيراً نتيجة الحصار المشدد المفروض عليه من إسرائيل، وقد فشلت القاهرة في إقناع حماس بضرورة العمل المشترك لإنهاء القضية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة بدأت تدريب جنود مصريين على ضبط أنفاق وهدمها بهدف تحسين قدرة الجيش المصري على مواجهة تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة. وأضافت أن هذه التدريبات تجري في قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الهندسة الأميركي في ولاية تكساس. ويجري خلال هذه التدريبات تأهيل الجنود المصريين لتفعيل عتاد تكنولوجي والبحث عن أنفاق وهدمها واستخدام أجهزة لرصد تحركات تحت الأرض، والتحذير من حفر أنفاق.
وردّاً على القرار الإسرائيلي في ما يخص التهدئة، رأت حركة «حماس» أنه «غير جدي». وقال المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، إن «الاحتلال يستمر في عدوانه اليومي ضد شعبنا الفلسطيني». وأضاف أن «الاحتلال يضع شروطاً جديدة أمام التهدئة، ما يعني رغبته في عرقلة التهدئة، ويعلن صراحة أنه يحضر لعملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة».
وأكد أبو زهري أن «حماس لا تشغل نفسها كثيراً بالحديث عن موضوع التهدئة»، مؤكداً جهوزية الحركة لكلا الخيارين، «إما تهدئة مقابل وقف العدوان ورفع الحصار، أو مواجهة العدوان الإسرائيلي إذا استمر الاحتلال».
من جهته، قال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن قرارات المجلس الوزاري «تكشف نيته المسبقة لتبرير شن هجوم إرهابي واسع على قطاع غزة، لتحقيق أهداف سياسية متمثلة في تدمير برنامج المقاومة وإسقاط حكومة الوحدة الوطنية والقضاء على حركة حماس، من أجل تركيع الشعب الفلسطيني لتمرير مخططاتهم عبر هذا المسلسل الإجرامي الدموي». وأضاف أن «إعلان الهجوم على غزة يأتي بمباركة أميركية، وتحديداً بعد تلقي أولمرت الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي جورج بوش للقيام بهذه العملية الإرهابية خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن».
في هذا الوقت، حذّر الملك الأردني عبد اللّه الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس من تداعيات شن هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني. وأكد عبد الله، خلال استقباله عباس، أن «التصعيد الراهن في قطاع غزة، والتلويح بشن هجوم عسكري واسع على القطاع، واستمرار إسرائيل في سياساتها التي تستهدف بناء المزيد من المستوطنات، يمثّل خطراً كبيراً على أمن المنطقة واستقرارها، ويلحق ضرراً بمساعي تحقيق السلام».
وقال عباس «نتمنى ألا يصل التصعيد إلى نتيجة مأساوية، وفي الوقت نفسه نتمنى أن تتوقف الصواريخ».
ميدانياً، استشهد أربعة فلسطينيين هم: محمد عسلية (55 عاماً)، والمقاوم في «كتائب عز الدين القسام» إبراهيم سعد المصري، والطفلة هديل عبد الكريم السميري (9 أعوام)، وياسر أبو حليب (29 عاماً)، في تصعيد عسكري إسرائيلي في شمال قطاع غزة وجنوبه، في حين ارتفع عدد شهداء الحصار من المرضى إلى 187 بسبب نقص الدواء وإغلاق المعابر.
في وقت سابق، أعلنت اللجنة الشعبية عن وفاة المريضة رجاء كامل أبو زيد (17 عاماً)، بعد معاناة من ورم سرطاني، حيث لم تتمكن من السفر بغية العلاج.