دخلت الحرب القوقازية إلى ساحة المعركة الانتخابية الرئاسية الأميركية، حيث تسابق المتنافسان الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكاين على إدانة «الاجتياح الروسي للحليفة جورجيا»، لكنهما اختلفا بشأن مدى «براءة» تبليسي من هذا «الاجتياح».ماكاين انتقد الكرملين بقسوة، لإرساله القوات والآليات العسكرية ومهاجمة الدولة الحليفة. وحاول، خلال جولة انتخابية في بنسلفينيا أول من أمس، أن يظهر خبرته في السياسة الخارجية. وقال للحشد الانتخابي إنّه تحدّث إلى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وقدّم له الدعم المعنوي الكامل، فردّ الحشد «اليوم كلنا جورجيون».
الموقف الصارم تجاه موسكو ليس جديداً على المرشح الجمهوري، إذ كان قد بدأه قبيل الحرب القوقازية، حيث طالب بطرد الكرملين من مجموعة الثماني للدول الصناعية.
من جهته، دان المرشّح الديموقراطي باراك أوباما أيضاً الهجوم الروسي، إلّا أنّه دعا الطرفين إلى ضبط النفس. ولم يبرّئ جورجيا كليّاً من استفزاز موسكو من خلال محاولتها فرض سلطة الحكومة المركزية على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي الأسبوع الماضي.
وأصدر المرشح الديموقراطي بياناً مقتضباً من هاواي، حيث يستريح مع عائلته، دعا فيه الحكومة الروسية إلى أن «تباشر فوراً في توقيع وقف إطلاق النار وتنفيذه». وقال: «على روسيا أن توقف فوراً انتهاكها للأجواء الجورجية، وتسحب قواتها من أراضيها، وأن يكون هناك إشراف دولي يتأكد من تنفيذ هذه الالتزامات»، مشيراً إلى أنّه لا مبرّر للهجمات الروسية. إلا أنّه طالب جورجيا «بالامتناع عن استخدام القوة في جنوب أوسيتيا وأبخازيا... والتوصل إلى حلّ سياسي في هذه الأقاليم المضطربة».
وفي تطورات المعركة الانتخابية، أعلن الجمهوري المعتدل، جيم ليش، تأييده لأوباما. وقال ليش، الذي يمتلك خبرة في السياسة الخارجية والمعارض للحرب العراقية: «أنا مقتنع بأن المصلحة الوطنية تتطلب توجهاً جديداً في تعاطينا مع العالم، وأوباما يملك هذا التوجّه»، مضيفاً أن «مصلحة الوطن تأتي قبل مصلحة الحزب، وتحديداً في ما يتعلق بالسياسة الخارجية»، موضحاً أنّ قراره بتأييد أوباما لم يكن سهلاً بتاتاً.
كما أعلن المشرع الجمهوري عن ألاسكا جيم ويتايكر، دعمه لأوباما. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن أوباما يحب أن يتحدث عمن يصفهم بـ«الأوباميين»، أي الجمهوريين الذين يقتربون منه خلال المناسبات السياسية ويعربون عن دعمهم له. وقال ويتايكر إنه معجب بسياسة أوباما النفطية، ويعتقد أن المرشح الديموقراطي يتمتع بـ«قدرة فكرية» متقدمة عن منافسه الجمهوري.
(أ ب)