بدأ نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، مهمته في جمهوريات آسيا الوسطى. مهمة تتلخص، على ما يبدو، في استعادة القدم الأميركية في المنطقة، ومساعدة الحلفاء الغربيين في وقف الاعتماد على الطاقة الروسية مع وصول نائب الرئيس الأميركي إلى أذربيجان، ضمن جولة تشمل عدداً من الجمهوريات السوفياتية السابقة، لتثبيت القدم الأميركية فيها، أعلنت روسيا إغلاق القسم القنصلي في سفارتها في جورجيا، وتعليق منح تأشيرات الدخول للمواطنين الجورجيين، في تصعيد جديد لحالة التوتر بين البلدين. إلاّ أن الحدث الأبرز تمثل في إعلان موسكو زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى بولندا في 11 أيلول الجاري.
ووصل تشيني إلى أذربيجان، حيث التقى الرئيس إلهام علييف وعدداً من كبار مسؤولي شركات النفط الغربية. وقال مستشاره لشؤون الأمن القومي، جون هانا، إن تشيني «سيحمل رسالة تطمين قوية لأصدقائنا في المنطقة»، فيما ذكر محلّلون أنه سيسعى إلى إقناع باكو بعدم تصدير نفطها وغازها إلى الغرب عبر روسيا، بل من خلال جورجيا.
ويرغب تشيني أيضاً في الحصول على دعم أذربيجان لخط نابوكو للغاز، المدعوم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو خط أنابيب يمر عبر تركيا ودول البلقان إلى النمسا.
ومن المقرر أن يتوجه تشيني بعد ذلك إلى جورجيا وأوكرانيا، على أن يختتم جولته في إيطاليا.
وردت روسيا على لسان رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الذي رأى أن «الهدف من جولة تشيني هو دعم الولايات المتحدة لموارد الطاقة». وأشار إلى أن «واشنطن تريد التأكد من وجود أنظمة تمثيلية لها في هذه البلاد».
في السياق، قال دبلوماسيون من حلف شمالي الأطلسي إن وفداً من الدول الأعضاء سيزور جورجيا في 15 و16 أيلول المقبل لدرس التعاون مع هذا البلد.
في المقابل، أعلن الناطق الإعلامي باسم السفارة الروسية في جورجيا، ألكسندر سافينوف، أن «القسم القنصلي في السفارة سيغلق ابتداءً من اليوم (أمس)، بعد إعلان تبليسي رسمياً أنها قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو». وأوضح أنه «لا تزال تجري دراسة الوقت المحدد لمغادرة موظفي السفارة الروسية». وأضاف أن «روسيا قررت وقف منح تأشيرات الدخول للمواطنين الجورجيين».
أما لافروف فقال إن «موسكو ستعيد النظر في مسألة زيارة المواطنين الجورجيين إلى روسيا»، مشيراً إلى أنه في الوضع الحالي، يعدّ ترك الأمور كما هي عليه «أمراً يصعب فهمه».
وفي ظل تعدد الوساطات لحل الأزمة في القوقاز، انضم الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف إلى المجموعة، معلناً استعداد «بلاده للتوسط في تسوية الوضع في القوقاز». وقال إن كازاخستان «لا تؤيد الانتقادات التي توجه إلى روسيا. بل إن بلاده تتفهم الإجراءات التي اتخذتها روسيا لوقف إراقة الدماء في المنطقة».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أندريه نيستيرينكو، أن لافروف «سيسافر إلى بولندا في 11 أيلول الحالي، لإجراء محادثات حول نظام الدفاع الصاروخي الأميركي على الأراضي البولندية، إضافة إلى الصراع في جورجيا وعلاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي».
إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال اتصال هاتفي، أجندة اللقاء المقبل بينهما، الذي من المقرر انعقاده في الثامن من أيلول الحالي في روسيا.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)