strong>90% من مسلمي أميركا انتخبوه... والأسد أبرق له مهنّئاًهيمنت الأزمة الماليّة العالمية، التي تضرب الاقتصاد الأميركي خصوصاً، على أجواء المؤتمر الصحافي الأول للرئيس الأميركي المنتخَب، باراك أوباما، الذي جدّد رفضه أي محاولة إيرانية لتصنيع سلاح نوويّ، مفضّلاً التريّث في تسمية فريق إدارته المقبلة

واشنطن ــ الأخبار
رأى الرئيس الأميركي المنتخَب، باراك أوباما، في شيكاغو أمس، أن «صنع إيران للسلاح النووي أمر لا يمكن القبول به»، داعياً إلى تنظيم «جهد دولي لمنع حدوث ذلك». وفيما جدّد اتهامه للجمهورية الإسلاميّة بمواصلة دعمها «للمنظمات الإرهابية وهو ما يجب أن تتوقف عنه»، اعترف بأن التعامل مع طهران «لن يكون أمراً بسيطاً». وردّاً على سؤال عن برقية التهنئة التي وجّهها له الرئيس محمود أحمدي نجاد، أكّد أوباما أنه أُعلم بالبرقيّة، وأنه سيراجعها قريباً وسيرد عليها «بالشكل المناسب».
وبالنسبة إلى برنامجه الاقتصادي لمعالجة أثر الانهيار المالي على بلاده، كان الأبرز معاكسته للتوقّعات التي رجّحت أن يعلن في مؤتمره اسم الشخص الذي سيتولّى وزارة الخزانة في إدارته الجديدة. وعن استكمال تسميته لأعضاء إدارته المقبلة، أوحى أوباما بأنّ هذا الأمر لن يتمّ قريباً، قائلاً «أنا فخور بنائبي جوزيف بايدن وبرئيس هيئة موظفي البيت الأبيض رام عمانوئيل وسأعمل بسرعة لاستكمال اختيار فريق عملي الذي سأعلنه في الأسابيع المقبلة».
وبعدما لفت إلى أنه «يجدر البدء بتطبيق حزمة الإجراءات الطارئة التي تقوم على خفض الضرائب على العائلات المتوسّطة والصغيرة الدخل والشركات المحدودة الأرباح»، قبل تسلّمه منصبه في 20 كانون الثاني المقبل، عاد وأكّد أنه سيتعاطى مع الرئيس جورج بوش في الفترة الانتقالية «بإيجابية بعيداً عن الحساسيات الحزبية».
وأصر أوباما، الذي كشف عن نيته صرف رزمة جديدة من المساعدات إلى العائلات والمؤسسات المالية وحكام الولايات، على توجيه رسالة إلى مواطنيه، مفادها أن الخروج «من أكبر أزمة ماليّة يعرفها العصر، لن يكون بالأمر السهل ولا السريع»، كاشفاً عن إصراره على خفض 95 في المئة من الضرائب المفروضة على أصحاب الدخل المحدود والشركات المحدودة الأرباح، «بهدف زيادة فرص العمل وزيادة حجم الاستهلاك».
وكان أوباما قد عقد قبيل مؤتمره الصحافي اجتماعاً اقتصادياً رفيع المستوى، حضره إلى جانبه بايدن و17 من فريقهما الاستشاري الاقتصادي للتحضير لاجتماعه المقرر مع بوش في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
كما انشغل أوباما بعقد لقاءات مع فريقه الانتقالي، واستقبال اتصالات التهنئة من زعماء العالم. وأبرز التهاني وردت من دمشق، من خلال برقية من الرئيس بشار الأسد «لتهنئة الرئيس المنتخب باراك أوباما بفوزه في الانتخابات الأميركية». وبحسب وكالة الأنباء السورية «سانا»، فإن الأسد «أعرب عن أمله في أن يسود الحوار البنّاء للتغلب على الصعوبات التي وقفت عائقاً في طريق التقدم الحقيقي نحو السلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط».
كذلك لقي انتخاب أوباما ترحيباً، وإن كان مشروطاً، من قبل «أعداء أميركا». فقد ذكر «المجلس السياسي للمقاومة العراقية»، وهو تجمّع لجماعات مقاومة غير مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، في رسالة لأوباما، أن وعود الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية «كانت تنادي بالتغيير وأن المجلس يتفق معه ويرى أن الوقت حان لهذا التغيير».
وفي أفغانستان، قال المتحدث باسم «طالبان»، قاري محمد يوسف، إن حركته «لا تشعر لا بالفرح ولا بالحزن إزاء انتخاب باراك أوباما»، مشترطاً انسحاب القوات الأجنبية من بلاده «لوقف القتال مع المحتلين ولفتح الحوار مع أوباما».
وتسلّم أوباما مجموعة تقارير من الوكالات الاستخبارية الأميركية، وعقد أول جلسة لإطلاعه على تفاصيل وضع الأمن القومي مع مدير الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي إيه» مايك ماكونيل في مبنى مكتب التحقيقات الاتحادي «أف بي آي» في شيكاغو.
وفي أول استطلاعات الرأي التي تُجرى بعد صدور نتائج الانتخابات، ظهر أن نحو 90 في المئة من المسلمين الأميركيين صوّتوا لمصلحة أوباما، فيما لم ينل منافسه الجمهوري جون ماكاين سوى 2 في المئة، في مقابل 8 في المئة كانوا قد صوّتوا لمصلحة بوش في انتخابات عام 2004. وبحسب استطلاع أجرته مؤسسة «جينيسيس»، فإن 95 في المئة من المسلمين الأميركيين شاركوا في التصويت يوم الثلاثاء الماضي، بينما شارك 14 في المئة منهم للمرة الأولى في حياتهم. وبلغت نسبة تصويت هؤلاء في عشر ولايات رئيسية، 78 في المئة، وبعض هذه الولايات توصف بالمتأرجحة أو الحاسمة في الانتخابات، مثل فلوريدا وبنسلفانيا وفرجينيا وميتشيغان، بالإضافة إلى كاليفورنيا وتكساس ونيوجيرسي ونيويورك وإلينوي ومريلاند. وبرّر «فريق العمل الإسلامي الأميركي للحقوق المدنية والانتخابات»، في مؤتمر صحافي عقده أمس، تفضيل المسلمين لأوباما، باستيائهم من الحرب على العراق وأفغانستان.