لم تلقَ رسالة التهنئة التاريخية، التي بعث بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الشعب البريطاني، الصدى المطلوب لتكون وسيلة للتقارب، بل قُوبلت بنفور بريطاني رسمي واضحذكرت صحيفة «إندبندنت» اللندنيّة، أمس، أن الحكومة البريطانية انتقدت قرار القناة الرابعة التلفزيونية بثّ الرسالة التي وجّهها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الشعب البريطاني بمناسبة عيد الميلاد.
ونسبت الصحيفة إلى متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية قولها «إن هذه الخطوة ستثير الاستياء في مختلف أنحاء العالم، لأن الرئيس نجاد أدلى بسلسلة من البيانات الرهيبة المعادية للسامية».
وأضافت «إن وسائل الإعلام البريطانية حرّة في خياراتها التحريرية، لكن دعوة نجاد ستثير الاستغراب والغضب ليس في بريطانيا فقط، بل في دول صديقة في مختلف أنحاء العالم أيضاً».
وأشارت الصحيفة إلى أن النائبة، لويز إلمان، رئيسة الحركة اليهودية في حزب «العمال» البريطاني الحاكم، اتهمت القناة الرابعة بـ«تقديم منصّة مجانية لمتعصّب خطير ينكر وقوع المحرقة اليهودية وينكر وجود اللواط ويقوم نظامه بشنق المثليين الشباب من على الرافعات في الشوارع».
في المقابل، دافعت رئيسة قسم الأخبار في القناة الرابعة، دوروثي بايرن، عن بث رسالة الرئيس الإيراني، معتبرة أنها «قدّمت نظرة معمّقة لوجهة نظر عالمية بديلة عن رسالة عيد الميلاد، في وقت تمرّ فيه العلاقات الدولية بمرحلة حاسمة».
وكان نجاد قد قال، في رسالة عيد الميلاد للشعب البريطاني، «لو كان المسيح على الأرض اليوم، لكان من دون أدنى شك قد وقف إلى جانب الشعوب التي تقاوم قوى التوسّع والهيمنة والاستئساد».
وأذيعت كلمة نجاد، التي سجلت مُسبقاً، على القناة الرابعة، بدلاً من الخطاب التقليدي للملكة اليزابيث عبر الإذاعة والتلفزيون في عيد الميلاد.
وفي السياق، ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية للانباء أن نجاد «بعث برقيات منفصلة إلى نظرائه في الدول المسيحية هنأهم فيها وجميع مسيحيي العالم بمناسبة ذكرى ولادة السيد المسيح، وكذلك قرب حلول العام الميلادي الجديد». كما بعث رسالة تهنئة إلى البابا بنديكتوس السادس عشر.
من جهة ثانية، حث نجاد خلال استقباله، وزير خارجية البحرين خالد بن احمد آل خليفه، على «ضرورة أن تحل قضايا المنطقة من جانب دول المنطقة نفسها، وبمساعده إحداها الأخرى، وفي أجواء تسودها الصداقة والأخوّة».
وأضاف «إن إيران مهما بلغت من القوة فإنها ستظل صديقاً وشقيقاً لشعوب المنطقة، لأنها تعتقد بأن علاقات الأخوّة والصداقة أسمى من العلاقات السياسية والاقتصادية».
ووافقت إيران والبحرين على تمديد العمل بالاتفاقية الأمنية بينهما واستمرار التعاون الأمني بين البلدين في المستقبل.
من جهة أخرى، أعرب إمام جمعة طهران المؤقت، آية الله إمامي كاشاني، عن أسفه لما يشهده العالم حالياً من «هيمنة الصهاينة على المسيحيين». وهنأ المسيحيين بعيد الميلاد، قائلاً «لدينا في رواياتنا أنكم المسيحيون ستقاتلون الصهاينة يوماً، وستنتصرون عليهم، وأن وضع العالم الحالي الذي يهيمن فيه الصهاينة على المسيحيين يدعو للأسف، وينبغي التأسف أيضاً لمسايرة بعض الحكومات المسلمة والمسيحية للصهاينة».
(أ ف ب، يو بي آي، مهر)