طهران ــ محمد شمصنفت إيران، أمس، وجود وساطة يقوم بها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي إن شرودر لم يزر طهران من أجل التوسط بينها وبين الولايات المتحدة. وأضاف قشقاوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن زيارة شرودر إلى طهران كانت غير رسمية، وأن الهدف منها كان تدشين مرکز طبي في إيران والاجتماع بعدد من المسؤولين الإيرانيين لتناول العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية.
ونفى قشقاوي الأنباء الصحافية عن محادثات أجرتها طهران مع واشنطن أفضت إلى أن تقوم إيران بتقديم تسهيلات للولايات المتحدة لنقل قوات وأسلحة أميركية إلى أفغانستان. وقال إن بلاده لم تجر محادثات مع الأميركيين في هذا الصدد.
من جهة ثانية، أشار قشقاوي إلى أن طهران ستشارك في مباحثات بشأن أفغانستان، على هامش قمة الدول الصناعية الثماني في إيطاليا، بناءً على دعوة وجّهت إلى وزير الخارجية منوشهر متكي. وبشأن الأزمة بين إيران والبحرين، على خلفية تصريحات رئيس مجلس الشورى الأسبق ناطق نوري، قال قشقاوي «لقد أسيء فهم كلام نوري واستُغل، وقد أعلنت طهران موقفها رسمياً، وإن العلاقات الإيرانية البحرينية جيدة وفي تطور مستمر، وهناك تواصل مستمر بين البلدين على غير صعيد». وعن نية المنامة وقف اتفاق الغاز مع طهران، أوضح أن تعاقداً بشأن الغاز سيكون له قيمة لإيران والبحرين، مشيراً إلى رغبة البلدين في تنفيذه.
في هذا السياق، بدأ وزير الداخلية الإيراني محسن محصولي زيارة إلى البحرين للمشاركة في القمة الأمنية، حاملاً رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. كما يلتقي خلال الزيارة نظيره البحريني والمسؤولين هناك، ويناقش معهم أفق تطوير العلاقات الثنائية. وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني إن إيران تعتبر البحرين «بلداً صديقاً وجاراً محترماً». وانتقد لاريجاني، في الجلسة العلنية للمجلس، «التحركات والتصريحات التحريضية المشبوهة» لبعض دول المنطقة ضد إيران، في إشارة إلى الاجتماع الوزاري الخليجي الذي عقد في الرياض أول من أمس.
وقال لاريجاني «شهدنا خلال الأيام الأخيرة تحرکات غير اعتيادية من جانب بعض الدول بشأن محاضرة ألقيت عن تاريخ المنطقة. من الواضح جداً أن البحرين، حكومة وشعباً، صديق وجار للجمهورية الإسلامية، ونكنّّ احتراماً كبيراً لهذا البلد». وأعرب عن اعتقاده بأن هذه التحركات «المشبوهة» جاءت «لحرف الرأي العام عن القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجوهرية والمحورية للأمة الإسلامية».