توترت العلاقات الصينية الأميركية على خلفية حادث بحري وقع بين سفينة أميركية وسفن صينية، في البحر الصيني الجنوبي، بالتزامن مع تصاعد الأزمة في التيبت، مع مطالبة الدالاي لاما بـ«حكم ذاتي شرعي وحقيقي» لمناسبة الذكرى الخمسين لانتفاضة التيبت.ورفضت الصين، أمس، اتهامات الولايات المتحدة بشأن مضايقة سفينة غير مسلحة للبحرية الأميركية من سفن صينية، ودعت واشنطن إلى وقف النشاطات البحرية غير المشروعة في بحر الصين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، ما جاوشو، أمس «إن السفينة الأميركية التي قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تعرّضت للمضايقة في المياه الدولية، انتهكت القانونين الدولي والصيني للإبحار». وأضاف أن «الصين قدمت توضيحاً وافياً على الاحتجاج الأميركي لأن (السفينة الأميركية) يو إس إن إس ايمبيكيبل أجرت نشاطات في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالصين في البحر الجنوبي من دون إذن».
وطالب جاوشو الولايات المتحدة «بالكف فوراً عن النشاطات ذات الصلة وباتخاذ تدابير فاعلة لمنع تكرار أعمال كهذه»، مشيراً إلى أن «مزاعم الولايات المتحدة تتعارض بشدة مع الوقائع وتخلط بين الأبيض والأسود، وهذا غير مقبول بالنسبة إلى الصين».
في المقابل، دافع أمس المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، عن مهمة السفينة، وقال: «إن سفننا تبحر حتماً بطريقة نظامية تماماً في المياه الدولية حيث وقع الحادث». وأضاف: «سنواصل الإبحار في هذه المياه الدولية وننتظر من الصين احترام القانون الدولي».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت أول من أمس أن خمس سفن صينية، تعقبت السفينة الأميركية «يو إس إن إس ايمبيكيبل»، وأجرت مناورات خطرة بالقرب منها في بحر الصين الجنوبي.
من جهةٍ ثانية، أحيا الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين، الدلاي لاما، أمس، الذكرى الخمسين لانتفاضة التيبت التي قمعتها السلطات الصينية في آذار 1959، بالمطالبة بإعطاء التيبت «حكماً ذاتياً شرعياً وحقيقياً».
واتهم الدالاي لاما، من بلدة دارامسالا في شمال الهند حيث تتمركز حكومة التيبت في المنفى، الصين بأنها حولت التيبت إلى «جحيم»، وقتلت «مئات آلاف التيبتيين». وقال إن «هذه السنوات الخمسين الأخيرة كانت سنوات معاناة ودمار لأرض التيبت وشعبها». وأضاف أن «الحكومة الشيوعية الصينية شنت كل أشكال حملات العنف والقمع»، مؤكداً أن «التيبتيين عاشوا جهنم على الأرض»، وأنه «نتيجة مباشرة لهذه الحملات، قتل مئات آلاف التيبتيين».
في المقابل، ردت الخارجية الصينية على اتهامات الدالاي لاما، واتهمته «بنشر شائعات». وقال جاوشو إن «عصابة الدالاي لاما لا تفرق بين الصح والخطأ». وأضاف أن «الإصلاحات الديموقراطية في التيبت هي الأوسع والأعمق في تاريخ المنطقة».
وفي السياق، دعت الصين أمس الكونغرس الأميركي إلى الامتناع عن مناقشة مشروع قانون لدعم التيبت. وقال جاوشو: «نعبّر عن قلقنا العميق في هذا الشأن، وقرار الكونغرس الأميركي الذي اقترحه نواب معادون للصين يتعارض مع تاريخ التيبت وواقعه». وأضاف: «ندعو النواب الأميركيين المعنيين إلى إرجاء هذا القرار بشأن التيبت». كذلك عمدت السلطات الصينية، منعاً لحصول أي حركات احتجاجية، إلى تعزيز إجراءاتها الأمنية في إقليم التيبت، ونشرت أعداداً من رجال الشرطة المسلحين ومراكز التفتيش على الطرق. كذلك منعت الصحافيين من الدخول.
إلى ذلك، وقعت صدامات في العاصمة الأوسترالية كانبيرا، بين الشرطة ومؤيدين للتيبت. واندلعت المواجهات عندما حاول متظاهرون كسر الطوق الأمني الذي فرضته الشرطة حول السفارة الصينية، خلال مسيرة احتجاجية مؤيدة لاستقلال التيبت.
(أ ف ب، رويترز)