strong>دافع عن إغلاق غوانتانامو وهاجم أساليب التعذيب... وفوجئ بالأزمة الاقتصاديّةإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، كان لباكستان حيّز هام في كلام باراك أوباما فجر أمس لمناسبة مرور مئة يوم على حكمه؛ فهو قلق من سيطرة «المتطرفين» عليها، ولا سيما أنها الحجر الأساس في استراتيجيته الجديدة للمنطقة؛ رغم ذلك، بدا أوباما مطمئناً إلى ترسانتها النووية

واشنطن ــ محمد سعيد
أعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ليل الأربعاء ـــــ الخميس لمناسبة مرور مئة يوم على توليه الرئاسة، عن قلقه إزاء الوضع في باكستان بسبب ضعف حكومتها، غير أنه أكد أن ترسانتها النووية آمنة.
وقال أوباما إن «الترسانة النووية الباكستانية آمنة، وتحت سيطرة القوات الباكستانية، وبعيدة عن أيدي المتطرّفين ولن تقع أبداً في قبضتهم». وأضاف أن الجيش الباكستاني يدرك تماماً مدى الخطر الذي يعنيه وقوع هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ، مشيراً إلى وجود مشاورات واتصالات مستمرة بين وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والجيش الباكستاني، بهذا الشأن.
غير أن الرئيس الأميركي وصف وضع الحكومة المدنية الباكستانية بـ«الهش»، معرباً عن قلقه من «عجزها الواضح عن تلبية الاحتياجات وتوفير الخدمات الأساسية من التعليم والرعاية الصحية وحكم القانون والقضاء الذي يعمل من أجل غالبية الناس». وقال إن قلقه بشأن هذه الأمور يفوق قلقه من احتمال استيلاء «طالبان» على الحكم، موضحاً أن «عجز هذه الحكومة يجعل من الصعب عليها كسب تأييد الناس وولائهم لها».
وأعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن «الحكومة والجيش يدركان جيداً أن هذه أكبر نقطة ضعف لديهما، وأن الجيش بدأ يدرك أن هوسه بالهند باعتبارها الخطر القاتل لباكستان كان مضللاً، وأن الخطر الحقيقي يكمن في الداخل، لذا بدأ يأخذ بجدية أكبر التهديد الآتي من المتطرفين». وتعهد التعاون معها وتقديم كل المساعدات الممكنة، مؤكداً أن «للولايات المتحدة مصالح أمنية استراتيجية ضخمة في أن تنعم باكستان بالاستقرار، وألا ينتهي بها الأمر بأن تصبح دولة نووية يحكمها المتطرفون».
وفي شأن العراق، استبعد أوباما أي تغيير لخططه في شأن الجدول الزمني، الذي أعلنه للانسحاب في ضوء التفجيرات وأعمال العنف الأخيرة. وقال «إن هذه التفجيرات، وإن كانت تمثّل مصدراً مشروعاً للقلق، إلا أنها تظل أقل كثيراً مما كانت عليه منذ عام مضى». وأعرب عن ثقته في أن قائد قوات الاحتلال، الجنرال راي أوديرنو، والسفير الأميركي الجديد، كريستوفر هيل، سيعملان «بفاعلية» مع رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، «لتوفير الظروف الملائمة لعملية نقل المسؤوليات بعد الانتخابات العامة».
وأوضح الرئيس الأميركي أن إعلانه الانسحاب التدريجي كان لإدراكه أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين عمله، ومن ذلك كيفية توزيع عوائد النفط، وحدود السلطات الممنوحة لحكومات الأقاليم، والعلاقة بين الأكراد والحكومة المركزية، والعلاقة بين الشيعة والأكراد، واحتواء العراقيين السُّنة وأبنائهم في القوات المسلحة.
وأشار أوباما إلى أن «كل هذه القضايا لم تُسَوَّ بعد كما يجب». وشدد على ضرورة مواصلة الضغوط على العراقيين، «ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضاً من النواحي الدبلوماسية والتنموية».
وجدد أوباما دفاعه عن قراره إغلاق معتقل غوانتانامو، وكرر موقف إدارته إزاء أساليب التحقيق القاسية التي اتبعتها إدارة سلفه جورج بوش مع معتقلي «الإرهاب»، قائلاً إن «أسلوب الإيهام بالغرق غير قانوني، مهما كانت المسوِّغات القانونية التي سيقت لتبريره». وأكد اقتناعه التامة بصحة قراره منع هذا الأسلوب ومختلف أساليب التعذيب بحقّ المعتقلين، التي «تنافي القيم والمبادئ الدستورية والأميركية». ورأى أن «وقف مثل هذه الأساليب يجرّد تنظيم القاعدة والمتطرفين من أداة كانوا يستخدمونها لتصوير الولايات المتحدة كالشيطان وتبرير قتل المدنيين». وأضاف أن منعها أيضاً يجعل الولايات المتحدة «أكثر قوة وأمناً على المدى الطويل، ويمنحها الجرأة والوضع الأخلاقي الأقوى في التعامل مع حلفائها».
وذكر أوباما أنه اطّلع على الوثائق التي قال نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، إنها تشير إلى المعلومات المهمة التي انتزعت من المعتقلين الثلاثة الذين استخدمت معهم هذه الأساليب. وأشار إلى أن هذه الوثائق لا تزال قيد السرية ولا يريد الخوض فيها، إلا أنه أكد أنها لا تجيب عن سؤالين مهمين وهما: «هل كان من الممكن الحصول على هذه المعلومات من دون تعذيب؟ وهل جعل استخدامها الولايات المتحدة أكثر أمناً؟». وأكد أنه «اتخذ القرار الذي يؤمن بأنه سيجعل الأميركيين أكثر أمناً».
وتطرق أوباما إلى القضايا الداخلية، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية، التي قال إنها أكثر ما فاجأته و«من الواضح أنني لم أكن أتوقع أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير». وانتقل إلى أنفلونزا الخنازير. ورفض الإعلان عن شيء يتعلق بإغلاق الحدود مع المكسيك، مؤكداً أن «الأمر لا يستدعي الفزع، بقدر ما يتطلب الحرص والحذر واليقظة».