بانتظار الانتخابات الرئاسيّة الإيرانية، تبقى كل قضايا إعادة العلاقات بين طهران والغرب مؤجلة، علّ نتائج الاقتراع تحمل شخصية قادرة على التعامل مع التحولاّت. ويبدو أن الانفتاح على العالم مادة دسمة للتجاذب بين المرشّحينأعلنت طهران، أمس، تصنيعها مروحيّات حربية ذات مواصفات عالمية، وتدشين صناعة مدفع بحري حديث لاستهداف الطائرات، فيما أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أن المحادثات بين بلاده ودول مجموعة الدول الست، مؤجلة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في إيران المقرّرة في 12 حزيران المقبل.
في هذا الوقت، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الأميرال مايكل مولن، إن إيران باتت أقرب إلى امتلاك القدرة العسكرية النووية، محذراً من عواقب خطيرة غير محسوبة في حال تسديد ضربات عسكرية للتصدي لبرنامجها. وأوضح مولن، في مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي»: «يعتقد معظمنا أن الأمر سيستغرق سنة إلى ثلاث سنوات (حتى تحصل إيران على السلاح النووي)».
وقال نجاد، في مؤتمر صحافي في طهران: «إذا كان مقرراً إجراء محادثات بين إيران ومجموعة «5+1» (التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا)، فمن الأفضل أن تكون بعد إجراء الانتخابات، وأعتقد أن من مصلحة الشعب الإيراني أن تُعقد هذه المباحثات في ذلك الوقت».
وفي الشأن الداخلي، دافع نجاد عن سياساته. وقال: «أنا مؤمن بأن الوضع الاقتصادي في إيران اليوم مستقر ومناسب، لكن ذلك لا يعني أنه ليس لدينا أي مشاكل». وقدّر معدل النمو الاقتصادي خلال ولايته الحالية المستمرة منذ أربع سنوات بنسبة 6.2 في المئة.
في المقابل، أكد المرشح إلى الرئاسة، الإصلاحي مير حسين موسوي، أنه ينوي خفض التضخم بنسبة كبيرة في حال انتخابه رئيساً الشهر المقبل. ووصف التضخم بأنه «مرض مزمن»
وفي السياق، دعا الرئيس السابق محمد خاتمي الناخبين إلى التصويت لموسوي. وقال أمام آلاف من الشباب في ملعب آزادي (الحرية) في طهران: «لا تفوّتوا هذه الفرصة. تعالوا جميعاً وصوتوا، ومع كتابة اسم مير حسين موسوي على بطاقة الاقتراع، تكونون قد أديتم واجبكم حيال الثورة والإسلام وقررتم مصيركم». وأضاف: «علينا عدم القبول بالفقر والإذلال»، و«علينا حماية الحرية مع الأمن، لا تقييد الحرية بذريعة وجوب توفير الأمن». وكانت السلطات الإيرانية قد منعت الدخول إلى موقع «فايسبوك»، بسبب استخدامه للترويج لسياسة المرشح موسوي، حسبما نقلت وكالة «إيلينا» للأنباء القريبة من الإصلاحيين.
من جهة أخرى، أعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني أن طهران بدأت بتصنيع حوّامات من طراز «شاهد 285». وقالت إنها صُنعت بالكامل في مصانع وزارة الدفاع الإيرانية، معتمدة على المتخصصين الايرانيين. وهي طائرات هجومية أجريت تجارب ناجحة عليها خلال المناورات.
كذلك أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد مصطفى محمد نجار، تدشين مصنع إنتاج لمدفع بحري حديث أطلق عليه اسم «فتح» من عيار 40 ميليمتراً، وهو من أسلحة الدفاع الجوية ويستخدم لاستهداف الطائرات على ارتفاعات منخفضة. وأضاف نجار: «يمكن تركيبه على الطرادات والبوارج البحرية واستخدامه سلاحاً مضاداً لصواريخ كروز». وأوضح نجار أن مداه يصل إلى 12 كيلومتراً ويُطلق القذائف بمعدّل 300 قذيفة في الدقيقة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)