على عكس الاستقبال الفاتر الذي لقيه في صربيا، استقبل نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، بحرارة لدى وصوله إلى كوسوفو، محطته الأخيرة في الجولة البلقانية التي شملت سراييفو وبلغراد وبريشتينا، قبل أن ينتقل اليوم إلى بيروت، بحسب مصادر لبنانية.وكان في استقبال بايدن على مدرج الطائرة وزير خارجية كوسوفو، إسكندر حسني، وعقيلة الرئيس نظيفة سيديو، وعقيلة رئيس الوزراء أمنية تاجي. وفي التقاليد الألبانية، فإن تقديم الزوجة دلالة على الثقة والاحترام خاص، كما يعني أيضاً أن الضيف لم يعد مجرد ضيف بل أصبح أحد أفراد العائلة.
ثم انتقل في مروحية إلى مقرّ قوة حلف شمالي الأطلسي في كفور، التي تقع في ضواحي العاصمة، قبل أن يتوجه إلى مقر برلمان كوسوفو في قلب العاصمة وسط ترحيب جماهيري ولافتات ملأت المدينة على طول طريقه إلى البرلمان تقول «مرحباً» و«شكراً للولايات المتحدة» و«كوسوفو تحب الولايات المتحدة».
وقد استقبله الرئيس فاتمير سيديو ورئيس الوزراء هاشم تاجي أمام مقر البرلمان، إضافة إلى مجموعة راقصة ترتدي الزي الألباني الوطني عبرت عن ترحيبها الحار بالضيف الأميركي، شاكرين «الولايات المتحدة التي أنقذتهم في 1999»، في إشارة الى التدخل الأميركي العسكري في كوسوفو ضدّ الصرب.
وقال بايدن إنه تسلم في بريشتينا «أعلى وسام من دولة كوسوفو الفتية وهي ميدالية الحرية». وأشار، عقب الحفل ومحادثاته مع قادة كوسوفو، إلى أن «حكومة (كوسوفو) حققت تقدماً كبيراً خلال السنة الأولى (التي تلت الاستقلال)، لكن الأساس يبقى في بناء مجتمع متعدد الأعراق حقاً».
وكان تاجي قد وصف زيارة بايدن الى كوسوفو بـ«التاريخية». وقال إن «المواطنين لديهم كل الأسباب لكي يفرحوا، ولكي يشاركوا في التظاهرة والاستقبال الرائع الذي سيخصص له».
ولإظهار الدعم الأميركي لحقوق الأقلية الصربية، يعتزم بايدن زيارة دير ديكاني الذي يعود إلى القرن الرابع عشر، والذي يحظى بأهمية كبيرة لدى الكنيسة الأرثوذكسية الصربية. رغم أن قادة الكنيسة الأرثوذكسية في كوسوفو الذين يشرفون على الدير انتقدوا هذه الخطط، إذ قالوا في بيان صحافي إن «نائب الرئيس الأميركي يزور كوسوفو كدولة مستقلة ليؤكد الانفصال بالقوة عن أراضي صربيا وتسليمها الى إرهابيين ألبان لم يعاقبوا على الجرائم العديدة التي ارتكبوها في حق الشعب الصربي والأملاك الصربية والثقاقة والإرث الديني الصربي».
وانفرد صرب كوسوفسكا ميتروفيتشا في شمال كوسوفو بالتحفّظ عن الترحيب، إذ أعلنوا نيتهم في تنظيم تظاهرة احتجاجاً على زيارة بايدن.
(أ ف ب، رويترز)