اتهمت الحكومة التشادية، أمس، السودان بشن هجوم عسكري على أراضيها، بعد ساعات من توقيع اتفاق جديد في الدوحة بهدف تحقيق المصالحة بين البلدين. وقال المتحدت باسم الحكومة التشادية، وزير الإعلام محمد حسين، «فيما لم يجف الحبر بعد على اتفاق الدوحة، أطلق نظام الخرطوم للتو عدة أرتال مسلّحة ضد بلادنا».وتحدّث حسين عن «عدوان مبرمج»، قائلاً «بإطلاقه هذا العدوان المبرمج على تشاد، فإن النظام السوداني تنكّر لتوقيعه في الدوحة». وأضاف «عند التوقيع على اتفاق الدوحة، فإن نظام الخرطوم تصرّف بالازدواجية نفسها التي أظهرها تجاه الاتفاقات السابقة». ورأى أن السودان «لم يغيّر نيّاته ولا استراتيجيته». وشدد على أن «حكومة الجمهورية التشادية تعتبر الاتحاد الأفريقي والدول الوسيطة والرأي العام الوطني والدولي شهوداً على سوء نيّة نظام الخرطوم».
وقال حسين إن «المتمردين التشاديين دخلوا الاثنين (أول من أمس) شرق تشاد قادمين من السودان مع مئات الآليات». وأوضح أنهم استطاعوا التوغل في الأراضي التشادية، وأصبحوا على بعد 100 كيلومتر من بلدة جوز بيضا الاستراتيجية». وشدد على عدم وقوع «تماس بينهم وبين القوات الحكومية»، وهو ما نفته مصادر المعارضة التشادية، التي تحدثت عن وقوع أربعة عشر قتيلاً من الجيش التشادي في منطقة أم جريمة الحدودية. وقال القائد الميداني في تحالف قوى المعارضة التشادية، صالح موسى، إن الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين الجيش التشادي أدّت إلى مقتل قائد القوات التشادية، وهو ضابط برتبة عقيد، مؤكداً أن الاشتباكات وقعت جرّاء عمليات تمشيط كانت تقوم بها قوات تشادية في المنطقة.
وأشار موسى إلى أن تحالف المعارضة التشادية يعتزم إقامة عرض عسكري كبير خلال اليومين المقبلين، تمهيداً لشنّ ما وصفها بالهجمات المباغتة على الكثير من النقاط الحدودية التي ترابط فيها القوات التشادية.
ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية عثمان الأغبش التهم التشادية. وقال إن السودان «ليس له أي صلة» بأي هجوم عسكري على تشاد. ورأى أن «ما يجري حالياً في تشاد يتعلق بالجيش التشادي والمتمردين التشاديين، ولا علاقة للسودان بذلك».
إلى ذلك، أعربت فرنسا، أمس، عن قلقها على أمن المدنيين في شرق تشاد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، اريك شوفالييه، إن فرنسا تتابع «بقلق بالغ تطورات الوضع في شرق تشاد».
(الأخبار، أ ف ب)