خاص بالموقع | 11:01 PMواشنطن ـــ محمد سعيد
تروّج تقارير غربية عديدة ما مفاده بأنّ العراق مهدّد جدياً بموجة جديدة من العنف المذهبي، قد تؤدّي إلى تأجيل تنفيذ الولايات المتحدة تعهّدها سحب قواتها من العراق، بحسب مواعيد الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية. وتستند التقارير الأميركية إلى أن عناصر من قوات مجالس «الصحوة»، بدأت الانضمام مجدّداً إلى القوى المناهضة للاحتلال. وتقول هذه التقارير إنه إذا استمر تصاعد العنف في العراق، فإنه قد يؤثّر في تعهد الرئيس باراك أوباما بسحب كل «القوات الأميركية المحاربة» من المدن العراقية قبل حلول نهاية حزيران المقبل، فيما يفترض مغادرة كل القوات الأميركية العراق بحلول نهاية عام 2011.
ونقلت صحيفة «صانداي تايمز» البريطانية عن عضو في «المجلس السياسي للمقاومة العراقية»، الذي يمثّل ست منظمات مقاومة، قوله «المقاومة عادت الآن إلى الميدان، وتكثّف الهجمات ضد العدو، وعدد القتلى في صفوف قوات التحالف في تزايد». وأوضحت الصحيفة أن الزيادة في الهجمات بالتزامن مع موجة تفجيرات تنسَب إلى تنظيم «القاعدة»، لها أثر في الشارع العراقي، مشيرةً إلى أن أكثر من 370 من المدنيين والعسكريين العراقيين و80 زائراً إيرانياً فقدوا أرواحهم في شهر نيسان الماضي، بما يجعل هذا الشهر الأكثر دموية منذ أيلول الماضي.
كما نقلت الصحيفة عن رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ريتشارد هاس قوله «من الواضح أنه سيتعين على العراق والولايات المتحدة تعديل الأطر الزمنية وترك قوة تضم عشرات الآلاف بعد موعد 2011».
وكان «المجلس السياسي للمقاومة العراقية» قد دعا أخيراً مجالس «الصحوة» إلى حمل السلاح مجدّداً ضد قوات الاحتلال والقوات العراقية المتعاونة معها بعد رفض حكومة نوري المالكي دمجهم بقوات الأمن النظامية، مكتفية بدمج فقط خمسة آلاف عنصر منهم.
وقد حذّر نائب المفتش العام الأميركي الخاص لإعادة إعمار العراق، غينغر كروز، من مغبّة «انقلاب الصحوات»، لأنّ ذلك «سيمثّل لحظة تراجع حرجة»، داعياً إلى توظيفهم في حكومة بغداد «من أجل ضمان عدم عودتهم إلى مقاتلتنا».
وقال هاس إن أوباما قد يصبح الآن «أسيراً» لمثل هذه الحالة في العراق. وتابع «لدى هذه الإدارة ما يكفيها من مشاكل السياسة الخارجية وآخر شيء تحتاج إليه هو عراق متحلّل».
غير أن مسؤولين عسكريين ومدنيين أميركيين أكّدوا من جهة أخرى أن إدارة أوباما مصمّمة على المضيّ في تعهّدها سحب القوات الأميركية وفق الجدول الزمني بالرغم من تصاعد العنف.
وقد بدأ مسؤولون عسكريون في وزارة الدفاع (البنتاغون)، سلسلة اجتماعات بشأن كيفية تنفيذ خطة الانسحاب من العراق، بينما أشارت رئاسة الأركان الأميركية إلى أنها لم تتلقَّ حتى الآن أي توصية بتغيير الخطة في العراق من قائد قوات الاحتلال الجنرال ريموند أوديرنو.