خصّص روّاد موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أمس، القسم الأكبر من أحاديثهم لنقل أجواء تظاهرة يقولون إن ساحة باهارستان شهدتها على مقربة من مجلس الشورى.وما قبل التظاهرة، كان المشاركون يتحدثون عن انتشار كثيف لقوات الباسيج في وسط طهران، وسط تحليق للطائرات المروحية في الأجواء. وقدّر هؤلاء حجم هذه القوات بحوالى الـ10 آلاف، مشيرين إلى أنه جرى إغلاق قطار المترو في باهارستان للحد من وصول المتظاهرين، وقطع الإرسال الهاتفي عن المنطقة. وصادر عناصر الشرطة الهواتف النقالة للمارين بهدف التحقق من عدم قيامهم بالتقاط الصور، بحسب المصادر نفسها.
ومع بدء التظاهرة، بدأت الأخبار على الموقع تتوالى، وبرز إجماع على اعتباره اليوم الأكثر دموية في إيران. وأفاد هؤلاء الروّاد أنه بعد وقت قصير من الهدوء، اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وتحدثوا عن تصدي الشرطة للمحتجين بقسوة مستخدمين الغاز المسيل للدموع، والمروحيات المجهزة بأسلحة رشاشة لمطاردتهم. وروى بعض ممن قالوا إنهم شاركوا في التظاهرات مشاهداتهم، فقال أحدهم «رأيت العديد من الأشخاص الذي يعانون كسوراً في الأيدي والأرجل والرأس». وأضاف «الدماء في كل مكان، إنهم يعاملون الناس كالحيوانات».
في المقابل، تحدث شخص آخر عن لجوء قوات الباسيج إلى استخدام «الفؤوس والسواطير» في مهاجمة المحتجين. وقال «في باهارستان، رأينا الميليشيا يهاجمون الناس بالفؤوس ... مثل سفاح ... الله أكبر». كما تحدث البعض عن قيام عناصر الباسيج برمي الناس من على الجسور. وروى قسم آخر، مشاركة عدد من رجال الدين في التظاهرة وحصول إطلاق نار عشوائي على المتظاهرين ما أسفر عن سقوط 4 قتلى، بينهم فتاة، فضلاً عن إصابة عدة أشخاص، واعتقال عدد كبير من المشاركين. كما أفيد عن تجمع ضم ما بين أربعة إلى خمسة آلاف متظاهر في منطقة الصادقية. ووزع الموقع العديد من المقاطع المصورة لتظاهرات الأمس، أظهر أحدها جموعاً من المحتجين ملتفّين حول أحد الأشخاص المصابين بطلق ناري، وبدا أن قناصاً يطلق النار عليهم. كما وَزع شريطاً مصوراً يظهر مداهمة عناصر من الباسيج لأحد المنازل أول من أمس.
في غضون ذلك، تحدث البعض عن ممارسة رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، ضغوطاً على التلفزيون الإيراني للسماح للمرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي، بالظهور وتقديم وجهة نظره بشأن الأحداث. كما أشاع المشاركون عن مقاطعة عدد من رجالات النظام، بينهم لاريجاني ونائب رئيس مجلس الشورى محمد رضا باهونار، لاجتماع دعا إليه الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد. ونقل البعض عن محافظ مدينة طهران، محمد باقر قاليباف، قوله «لا يمكن معالجة ما بعد نتائج الانتخابات بالقوة، عليكم التوضيح للشعب».
كما تضاربت الأنباء أمس بشأن وضع زعماء المعارضة. وقيل إن كلاً من موسوي، والمرشح الخاسر مهدي كروبي، والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تحت الإقامة الجبرية.
وفي السياق، أعلن عبر «تويتر» أمس إلغاء كروبي الاحتفال التأبيني الذي كان مقرراً اليوم على أرواح الضحايا.
وتحدث البعض عن اتساع ظاهرة انطلاق صيحات التكبير و«الموت للديكتاتور» من سطوح المنازل أثناء الليل، وأنه بدأ ظهور صيحات ضد المرشد علي الخامنئي، وانضمام أجزاء من المناطق الكردية في إيران للإضراب.
وأخيراً، تداول البعض في ضغوط تمارسها السلطة على 25 صحافي للتوقف عن تأييد التظاهرات.
(الأخبار)