بول الأشقرشهد شمال عاصمة هندوراس، تيغوسيكالبا، صدامات بين متظاهرين من أنصار الرئيس المخلوع، مانويل زيلايا، والشرطة، وصفت بأنها الأعنف منذ وقوع الانقلاب. وأدت إلى جرح مئة متظاهر، فضلاً عن اعتقال نحو 250 آخرين، وذلك بعدما هاجمت قوى الأمن المتظاهرين، مستعينة بالطوافات، في محاولة لفتح الطريق الذي يربط العاصمة بثاني مدينة سان بيدرو دي سولا.
في هذه الأثناء، استمرت حكومة «الأمر الواقع» في لعبة تضييع الوقت بالنسبة إلى موقفها من التسوية المقترحة من قبل رئيس كوستاريكا، أوسكار أرياس، الذي طالب أول من أمس، في اجتماع لدول أميركا الوسطى، بـ«تشديد العقوبات» على الانقلابيين. واتصل رئيس «الأمر الواقع»، روبيرتو ميتشيليتي، بأرياس ليبلغه بأن هناك قطاعات حاسمة في المجتمع لا تقبل بالتسوية ونصحه بإرسال موفد عنه للتفاوض معها. وعقدت حكومة «الأمر الواقع» سلسلة من الاجتماعات مع القطاعات التي حضنت الانقلاب، أي رجال الأعمال والكنائس والقضاة، في ما وصفته بـ«مشاورات لاستمزاج آراء المجتمع المدني» بالاتفاق ـــــ التسوية. كما أرجأ مجلس النواب الهندوري أمس للمرة الثانية التصويت على إقرار عفو سياسي قد يفتح الطريق أمام إنجاح الوساطة.
من جهة أخرى، وللمرة الأولى منذ الانقلاب، التقى الرئيس المخلوع، مانويل زيلايا، في السفارة الأميركية في نيكاراغوا، سفير الولايات المتحدة في هندوراس هوغو يورنس، الذي اتُّهم بعدم التدخل لمنع الانقلاب. وعلى أثر الاجتماع، طلب زيلايا من زوجته مغادرة المنطقة الحدودية، حيث توجد منذ خمسة أيام، في ما يبدو خطوة لتسهيل الوضع الاقتصادي على الحدود. وأعلن زيلايا، الذي يستعد لزيارة البرازيل والمكسيك، أنه بدأ يبني «جيشاً شعبياً سلمياً»، ما لا يعني بالضرورة القيام بعمليات مسلحة.