أضحت العبوات الناسفة التي تستخدمها حركة «طالبان»في أفغانستان أكثر شيوعاً وتعقيداً أسبوعاً بعد آخر، مكبدة القوات الأجنبية أكبر خسائر لها منذ غزو البلاد

واشنطن ــ محمد سعيد
قال ضباط عسكريون أميركيون إنّ العبوات الناسفة المدفونة في أفغانستان تعرّض قواتهم للخطر، مؤكدين أنّ الحرب الدائرة الآن في هذا البلد «باتت تقاس بكفاءة القنابل لا بدقة الطلقات». فرغم أنّ العبوات الناسفة المتطورة للجماعات المسلحة الأفغانية أقل قوة وتعقيداً عن تلك المستخدمة في العراق، إلا أنّها أصبحت أكثر شيوعاً وتعقيداً أسبوعاً بعد آخر.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، عن هؤلاء الضباط قولهم إنّ تفجيرات القنابل التي استهدفت القوات الأميركية والأطلسية العاملة في إطار قوة «إيساف» في أفغانستان هذا العام وصلت إلى مستوى عالٍ لم تشهده من قبل، إذ كان هناك 465 تفجيراً في شهر أيار الماضي وحده، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في الشهر نفسه قبل عامين. وأدّت هذه القنابل إلى مقتل 46 جندياً على الأقل، الأمر الذى جعل هذا العام يمثل رقماً قياسياً في تلك التفجيرات خلال الحرب المستمرة منذ 8 سنوات.
وأوضحت الصحيفة أنّ وجود طرق قليلة مرصوفة جعلت من أفغانستان أرضاً خصبةً أكثر للعبوات الناسفة المتطورة، وذلك خلافاً للعراق حيث تجبر الطرق المرصوفة المتمردين على ترك القنابل في أماكن مفتوحة، لكن من السهل نسبياً في أفغانستان دفن عبوة في طريق مليء بالقذارة.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنّ شاحنةً كانت تقلّ ضباطاً من الشرطة الأفغانية قد اصطدمت بقنبلة زرعت في منطقة «لوجار»، وأدى انفجارها إلى مقتل الجنود الخمسة الذين كانوا داخلها.
وتزايدت وتيرة المواجهات بين مسلحي حركة «طالبان» وقوات الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها على نحو لافت في الفترة الأخيرة، فيما سجل العنف بأفغانستان خلال الأشهر القليلة الماضية أسوأ مستوى له منذ غزو هذا البلد واحتلاله في السابع من تشرين الأول 2001، ما أثار المخاوف من أنّ أفغانستان قد تنزلق إلى حالة من الفوضى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد قوات الاحتلال الأميركي والأطلسي وحلفائها في أفغانستان يزيد على 70 ألفاً ينتمون إلى 42 دولة، وأن 24 ألف جندي إضافي معظمهم من القوات الأميركية سيصلون إلى أفغانستان خلال الأشهر القليلة المقبلة للسيطرة على الأوضاع.
ورغم ذلك، لم يجد قائد الجيش البريطاني، الجنرال ريتشارد دانات، هذا العدد كافياً، مطالباً بإرسال مزيد من القوات إلى إقليم هلمند جنوب أفغانستان. وقال، في حديث إلى إذاعة «بي بي سي» أمس: «نحتاج إلى المزيد من الجنود للحفاظ على المناطق التي نسيطر عليها بعد المعارك القاسية».
وأضاف قائد الجيش البريطاني، الذي يزور أفغانستان: «بالإمكان أن يكون لدينا تأثير حين تكون أقدام جنودنا موجودة على الأرض، لا أمانع إن كانت الأقدام داخل هذه الأحذية بريطانية، أفغانية أو أميركية، نحتاج إلى المزيد منها». وأضاف: «ما نريده على الأرض مزيد من قوات الشرطة الأفغانية، وهذا الأمر ناقشته مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي».
إلى ذلك، قتل قائد الوحدة التركية في «إيساف» وجندي في حادث سير في شمال أفغانستان، فيما قضى مدنيان وجندي أفغاني في انفجار عبوة ناسفة في مدينة غزني جنوبي كابول.