خاص بالموقعبول الأشقر
قررت الحكومة الانقلابية الهندورية إرسال وفد إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لمحاولة إجراء اتصالات سياسية تفضي إلى فك عزلتها الدولية المستمرة بعد مرور عشرة أيام على الانقلاب. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية يان كيلي إن مسؤولي إدارته «لن يجتمعوا مع الوفد لأنه لا يعترف بحكومته»، موضحاً أن موظفين كباراً من الوزارة «اجتمعوا بالرئيس مانويل زيلايا صباح يوم الأحد الماضي قبل محاولته (الفاشلة) العودة إلى هندوراس»، مندّداً «بقمع المتظاهرين».

وناشد كيلي «شركاءنا في منظمة الدول الأميركية، اتخاذ الاحتياطات الضرورية لتحاشي زيادة حالة الفقر التي يعانيها الهندوريون».

ومحاولةً منه لاستباق الاجتماع بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وزيلايا، كشف الرئيس الانقلابي، روبرتو ميتشيليتي، في خطاب متلفز، أنه يتوقّع من كلينتون «أن توضح للرئيس السابق زيلايا أنه ارتكب أخطاءً يجب أن يُقاضى عليها، وأن كل المواطنين بمن فيه الرئيس، ليسوا فوق القانون».

وكان ردّ فعل وزير الخارجية الانقلابي هنريكي أورتيز، غاية في العنصرية إزاء تردّد الإدارة الأميركية في دعم الانقلابيين، إذ قال إن «(الرئيس الأميركي) باراك أوباما، زنجي صغير لا يعرف شيئاً ولا حتى أين موجودة تيغوسيغالبا».

داخلياً، أبقت سلطات الأمر الواقع المطار الدولي مقفلاً، تخوفاً من محاولة جديدة لعودة زيلايا. وفيما نُقلت الرحلات الجوية إلى مطار ثانوي، وُسّعت مهلة منع التجوال التي صارت تمتد 12 ساعة يومياً، وقُدّر عدد المعتقلين بعد أحداث الأحد الماضي بـ 800 فقط في العاصمة تيغوسيغالبا وجوارها.

وبدأت هندوراس، التي يرتكز اقتصادها على تصدير القهوة والموز وعلى تحويلات مهاجريها، تعاني آثار الحصار الذي تواجهه، وذلك رغم تطمينات ميتشيليتي إلى أنّ بلاده «قادرة على الصمود ستة أشهر»، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفيما استمرت التظاهرات المؤيدة لعودة زيلايا، يبدو أن مقاومة الانقلاب قد قررت تعديل تكتيكاتها، وتعميق الإضرابات، وخصوصاً في قطاع التعليم، وفي الاستمرار في عمليات قطع الطرق، وعدم الاكتفاء كما كانت الحال حتى الآن بالتظاهرات.