تقليص الترسانة النوويّة وتحليل للدرع الصاروخيّة ونقل عتاد إلى أفغانستاننجح الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف في استغلال النفحة الودية والجادة التي طغت على لقائهما أمس، فخرجا منه بنتائج ملموسة، تجلّت في توقيع اتفاقات عديدة، أبرزها خفض عدد الرؤوس النووية وإعادة البحث في ملف الدرع الصاروخية الأميركية

ربما كانت الرغبة الأميركية ـــــ الروسية المشتركة بمثابة الخيط الأول لتحقيق تقدم، ولو بدائياً، في المحادثات بين البلدين. وهكذا، خلّفت قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف نجاحاً في الاتفاق على العديد من الملفات، وإن بقيت الخلافات. وطغت نفحة الودّ بين البلدين على نتائج اللقاء، وتجلّت من خلال الاتفاق على خفض ترسانة البلدين النووية، وإجراء تحليل مشترك للمخاطر البالستية الحالية في محاولة لحلحلة ملف الدرع الصاروخية الأميركية، واستئناف النشاطات العسكرية، ونقل العتاد العسكري الأميركي إلى أفغانستان عن طريق روسيا.
وأدّى لقاء القمة إلى «اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على خفض الرؤوس النووية التي ينشرها الجانبان إلى ما بين 1500 و1675 وحدة في غضون سبع سنوات لكل جانب». وأشار البيت الأبيض إلى أن البلدين «اتفقا على استئناف النشاطات العسكرية المشتركة والمعلّقة منذ آب عام 2008».
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بين أوباما ومدفيديف، في ختام محادثات اليوم الأول في الكرملين، اتفق الرئيسان على «ضرورة العمل لوضع اتفاقية التعاون في مجال استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية حيّز التنفيذ، بهدف مواصلة الارتقاء بسلامة المنشآت النووية في جميع أنحاء العالم».
وأعلن مدفيديف أنه «يرغب في علاقة مع الولايات المتحدة جديرة بالقرن الواحد والعشرين»، مضيفاً أن «مباحثاتنا خطوة أولى مهمة في عملية تكثيف التعاون ليعود بالفائدة على بلدينا، وإذا استفاد بلدانا يستفيد الجميع». ووصف الجولة الأولى من المباحثات بأنها «نافعة وعملية وصريحة»، مشيراً إلى أن البلدين «يتحمّلان مسؤولية خاصة عما يجري في العالم».
وأكد مدفيديف أنه «لا تزال لدى روسيا والولايات المتحدة اختلافات بشأن عدد كبير من البنود في ما يتعلق بالدرع الصاروخية»، وذلك رغم إصدار بيان مشترك، بشأن الدرع، اعتُبر أنه «نتيجة مهمة حتى مع وجود خلافات بشأن عدد كبير من البنود». وكلّف الرئيسان خبراء البلدين «بإجراء تحليل مشترك للمخاطر البالستية الحالية، في محاولة لتحليل التحديات التي تثيرها الأنشطة البالستية في القرن الحادي والعشرين، وإعداد توصيات مناسبة». ودعا الرئيسان كل البلدان «التي تمتلك قدرات صاروخية إلى الامتناع عن الخطوات التي تساعد على انتشار الصواريخ وتقويض الاستقرار الإقليمي والعالمي».
من جهته، أعلن أوباما أن «مدفيديف يفي بوعوده»، مستطرداً أنه «صادق ومستقيم»، مبدياً ثقته بنظيره الروسي. ولفت إلى أنه «هو أولاً (مدفيديف) الذي يتعامل معه بصفته رئيساً لا فلاديمير بوتين». إلاّ أنه أكد أن «ثنائي مدفيديف ـــــ بوتين يعمل بفعالية كبيرة». ورغم الإيجابية التي تحدث بها أوباما، إلا أنه تطرّق إلى ملف جورجيا الحساس، داعياً إلى «احترام وحدة أراضيها وسلامتها».
وقبيل ساعات من وصول أوباما، نشرت صحيفة «نوفايا غازيتا» مقابلة مع الرئيس الأميركي، شرح خلالها أن زيارته إلى موسكو «تهدف إلى إعادة إطلاق العلاقات مع روسيا على أساس المصالح المشتركة»، مشيراً إلى أنه لا يرى «سبباً يحول دون قدرتنا على التطلّع معاً لتعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون كجزء من إعادة إطلاق علاقاتنا». وتعهّد بدعم مدفيديف في مبادرة تعزيز حكم القانون، لكنه أبدى قلقه إزاء «المحاكمة الجديدة لمؤسس شركة يوكوس ميخائيل خودوركوفسكي».
وسُئل أوباما عن خططه لأوروبا، فأجاب بأن «واشنطن تسعى لبناء دفاع ضد التهديدات الحقيقية، وخصوصاً في كوريا الشمالية وإيران»، آملاً التوصل إلى تعاون روسي.
(الأخبار)

طرفة استغلها الرئيسان، قبل أن يسلم مدفيديف نظيره الأميركي نسخة لشهادة بعنوان «يتقدم سكان الولايات الأميركية الشمالية بالإعراب عن امتنانهم لألكسندر الثاني على تعاطفه ومساعدته إبان الحرب الأهلية». وتزيّن الشهادة، التي تعود إلى عام 1866، رسوم ترمز إلى الإمبراطورية الروسية والولايات الأميركية الشمالية.
(الأخبار)