يبدو أن المعركة بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران قد انحسرت، إلى حدّ أن الحكومة الإيرانية بدأت بلملمة أشلاء ما دمّرته المواجهات والاحتجاجات، لتعلن حجم الخسائر، فيما يصرّ الطرف الآخر على عدم شرعية الحكومة العتيدةأعلن المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات الإيرانية مير حسين موسوي، أمس، أن الحكومة المقبلة التي سيؤلّفها الرئيس محمود أحمدي نجاد لن تكون «شرعية» في نظر غالبية الإيرانيين، حسبما ذكر بيان نشر على موقعه الإلكتروني.
وقال موسوي «ستكون لدينا حكومة تقيم أسوأ علاقة مع الشعب. إن غالبية المجتمع الذي أنتمي إليه لن تعترف بالشرعية السياسية لهذه الحكومة».
بدوره، وصف الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، في بيان، نتائج الانتخابات الرئاسية بـ«انقلاب ناعم ضد الشعب والديموقراطية».
في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة الإيرانية، أمس، أن المواجهات التي شهدتها شوارع طهران وساحاتها خلال الأسابيع الأخيرة، على خلفية التشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية، أدّت إلى مقتل 20 متظاهراً واعتقال 1032 آخرين.
وقال رئيس الشرطة الإيرانية إسماعيل أحمدي مقدم إن عدداً كبيراً من هؤلاء أطلق والآخرين تُحقّق معهم المحاكم العامة والثورية».
ونفى مقدم مقتل أي شرطي، مؤكداً «إصابة أكثر من 500 منهم في أعمال الشغب. وأوضح رئيس الشرطة أن إيران طلبت من الشرطة الجنائية الدولية (الإتربول) إصدار مذكرة اعتقال بحق عرش حجازي، وهو طبيب فرّ إلى لندن بعد أن عُرّف بأنه شاهد على وفاة الشابة نداء آغا سلطاني، وكان حجازي قد اتهم «الباسيج» بقتلها.
وفي السياق، قالت وكالة «فارس»، من دون الكشف عن مصدرها، إن من بين ثلاثة موظفين إيرانيين يعملون لدى السفارة البريطانية محتجزين لدى سلطات طهران، «هناك واحد.. كان له دور بارز خلال الاضطرابات الأخيرة وإدارتها من خلف الستار»، مشيرة إلى موظفة أخرى في السفارة كانت «عنصراً رئيسياً وراء الاضطرابات»، لكن أطلق سراحها لتمتّعها بحصانة دبلوماسية.
وفي وقت لاحق، ذكرت محطة «برس تي. في» الإيرانية الرسمية أن شخصاً واحداً فقط لا يزال في الحجز بعد الإفراج عن ثلاثة آخرين من موظفي السفارة البريطانية.
وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تدرس عرضاً بريطانياً باستدعاء منسّق سفرائها في إيران، إذا لم تفرج طهران سريعاً عن الموظفين الثلاثة لدى السفارة البريطانية، الذين اعتقلوا السبت من بين تسعة موظفين أطلق ستة منهم.
وأوضح المصدر أن «الاستدعاء سيكون مؤقتاً، أي لبضعة أيام، بمثابة احتجاج». وتابع أن «دول الاتحاد الأوروبي تتداول الاقتراح البريطاني، ويفترض أن نعرف أكثر (اليوم) الخميس، خلال اجتماع مقرر في ستوكهولم للمديرين العامين في وزارات خارجية» مختلف الدول الأوروبية.
في المقابل، قال رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز عبادي إن الاتحاد الأوروبي غير مؤهّل لإجراء محادثات بشأن برنامج إيران النووي المتنازع عليه. وأوضح «بسبب تدخّل هذه المجموعة في الاضطرابات التي حدثت بعد الانتخابات... فقدت أهليتها لإجراء محادثات نووية مع إيران»، مطالباً الاتحاد بالاعتذار لإيران «عن خطئه الكبير».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)