strong>غادر بيل كلينتون بيونغ يانغ، أمس، وفي صحبته الصحافيتان الأميركيتان اللتان جاء للمطالبة بهما. ويبقى أن تكشف الأيام المقبلة ما عرضه في المقابل
عاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، أمس، إلى بلاده مع الصحافيتين اللتين وفّر إطلاق سراحهما أثناء اجتماع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ إيل، فيما أكد مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما عدم منحه أي وعود في المقابل، وإن كان تحدث بالفعل إلى قادة كوريا الشمالية عن «أشياء إيجابية قد تترتب» على الإفراج عن الصحافيتين. وغادرت الصحافيتان، لورا لينغ ويونان لي، مع كلينتون، وأظهرتهما لقطات تلفزيونية تصعدان على متن الطائرة وكلينتون يضع يده على قلبه ويوجه تحية أخيرة إلى المسؤولين الكوريين الشماليين في المطار.
وفي أول رد فعل على العملية، عبّرت زوجته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، للصحافيين في نيروبي، عن سعادتها وارتياحها، معتبرة أن الإفراج عن الصحافيتين، بفضل مهمة قام بها زوجها في بيونغ يانغ، لا يرتبط بملف كوريا الشمالية النووي. وقالت «لديهم الخيار ما بين الاستمرار في طريق الاستفزاز الذي يعزلهم أكثر عن الأسرة الدولية... أو أن يقرروا استئناف المفاوضات السداسية».
بدوره، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالجهد «الهائل» الذي بذله الرئيس الأسبق للحصول على الإفراج عن الصحافيتين. وقال للصحافيين في البيت الأبيض «بالطبع إننا نشعر بارتياح شديد». وكانت كوريا الشمالية قد استقبلت بيل كلينتون بحفاوة تلائم رئيس دولة، كعلامة محتملة تشير إلى أن بيونغ يانغ تريد تحسين العلاقات الفاترة مع الولايات المتحدة. وطبقاً للمراقبين، فإن تدهور صحة الزعيم الكوري الشمالي جعلت استقرار الحكم أولوية رئيسية، ودفعته لتحسين العلاقات مع واشنطن.
وتوقع محللون أن تؤدي زيارة كلينتون ومباحثاته مع كيم جونغ إيل إلى فتح الطريق أمام محادثات مباشرة لنزع الأسلحة النووية لبيونغ يانغ. وقال محللون إن واشنطن تواجه مهمة دقيقة تتمثل في إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أحلامها في أن تصبح قوة نووية من دون أن ينظر إليها على أنها تكافئ بيونغ يانغ أو تتجاهل مطالب الدول الأخرى في المنطقة.
وتثور تساؤلات عمّا قد تنتظره بيونغ يانغ في المقابل. فبحسب الأستاذ المشارك في جامعة طوكيو، تاداشي كيمييا، «من الصعب تصديق أن كوريا الشمالية أطلقت سراح الصحافيتين لأسباب إنسانية محضة. ربما يتعلق الأمر بصفقة ما مع الولايات المتحدة لحل قضايا نزع السلاح النووي وتطبيع العلاقات».
وفي كوريا الجنوبية، رحّب المحللون بهذه الزيارة، إلا أن صحيفة «تشوسون ألبو» قالت، في افتتاحيتها، «بغض النظر عما تقوله الإدارة الأميركية، فإن اجتماع كلينتون وكيم يمثل بداية المساومة المباشرة...إنها مسألة وقت». وحذرت سيول من مخاطر العزلة، مؤكدة أن «كل قرار يتخذ في غياب كوريا الجنوبية سيكون لاغياً وباطلاً».
ورأى الباحث في معهد سيجونغ، شيونغ سيونغ تشانغ، أن نجاح الولايات المتحدة في إطلاق سراح مواطنتيها يدل أيضاً على أن كيم جونغ إيل، الذي أصدر عفواً عنهما، لا يزال يمسك بمقاليد الحكم، على الرغم من متاعبه الصحية. ورأى «أن كوريا الشمالية استنفدت أوراقها بعد تجربتها النووية وإطلاقها الصواريخ، وقد تفكر في أن الوقت قد حان لاستئناف الحوار. وفي هذا السياق، فإن زيارة كلينتون تأتي في الوقت المناسب».
(يونهاب، رويترز، ا ف ب)