خاص بالموقعأقالت الأمم المتحدة، أمس، مساعد المبعوث الخاص لأفغانستان، الدبلوماسي الأميركي بيتر غالبريث، في أعقاب خلاف مع رئيسه الأوروبي كاي أيدي، بشأن مسار الانتخابات الرئاسية في البلاد ورفض الحكومة الأفغانية التعامل معه، وذلك بالتزامن مع بدء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مراجعة شاملة للاستراتيجية الأميركية في أفغانستان.

وأعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ميشال مونتاس، أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، استدعى غالبريث وأنهى مهماته بعدما أشاد بـ«إسهاماته الهامة طوال عمله المتميز مع البعثة كموظف مدني دولي».

واضطرت الأمم المتحدة لتأكيد خبر الإقالة بعد نفي غالبريث في رسالة إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن يكون قد أقيل، قائلاً: إن «الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) عيّنني ولم يُقِلني، على حدّ علمي».

وكانت الـ«بي بي سي» قد ذكرت أمس أن الأمم المتحدة أنهت خدمات مبعوثها في أفغانستان بسبب موقفه من نتائج انتخابات الرئاسة التي ترافقت مع اتهامات بالتزوير.

وأغضب غالبريث الرئيس الأفغاني حميد قرضاي بسبب دعواته المتكررة لإعادة فرز أصوات جميع المقترعين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في آب الماضي، والتي توقّع بان أن تصدر نتائجها الرسمية نهائياً في «السابع من تشرين الأول أو في موعد قريب من هذا التاريخ». وأبدى وزراء في الحكومة الأفغانية عدم رغبتهم في العمل مع غالبريث، ما دفع بان إلى اتخاذ قرار بإنهاء مهمته بعدما تبيّن له أن الدبلوماسي الأميركي لم يعد بمقدوره القيام بعمله كما يجب في أفغانستان، وخصوصاً أن تصريحاته أدت أيضاً إلى وقوع خلاف مع رئيسه النرويجي الذي فضّل العمل خلف الكواليس.

في غضون ذلك، اجتمع أوباما أمس بمجموعة من كبار مستشاريه السياسيين والعسكريين لبدء مراجعة شاملة للاستراتيجيّة الأميركية في أفغانستان ستتوّج بقرار حاسم حول تصعيد الحرب وإرسال آلاف من الجنود الإضافيين إلى أرض المعركة، بناءً على اقتراح قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.

وفي السياق، دعا النائب الجمهوري جون ماكين، أوباما أمس إلى الموافقة على طلب ماكريستال لأن «الفشل في أفغانستان ينطوي على مجازفة بأن تحوّل البلاد إلى قاعدة لاستهداف الولايات المتحدة وحلفائها».

في هذه الأثناء، أعلن القائد في حركة طالبان الأفغانية، حياة الله خان، أمس، أن قادة الحركة بمن فيهم زعيمها الملا محمد عمر موجودون في أفغانستان لا في باكستان. ولفت إلى أن ادعاء الولايات المتحدة بوجود الملا عمر في باكستان يهدف إلى تبرير توسيع الهجمات الصاروخية التي تشنها بطائرات بلا طيار.

ميدانياً، تواصلت العمليات التي يشنها المسلحون الأفغان ضد قوات التحالف. وأعلن حاكم منطقة ماندوزاي في إقليم خوست المجاور لباكستان، والي شاه، أن انتحارياً هاجم بسيارته قافلة عسكرية أجنبية في جنوب شرق أفغانستان، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

كذلك سقط جندي تابع لقوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان «ايساف» في انفجار قنبلة يدوية الصنع في شرق البلاد، من دون أن تحدد جنسيته، فيما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أمس مقتل 22 من عناصر طالبان في غرب البلاد، أول من أمس. وأوضحت أن 25 أصيبوا بجروح، واعتقل 12 آخرون في منطقة بوشت رود بولاية فرح، فضلاً عن ضبط كمية من الأسلحة خلال عملية مشتركة للجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية وقوات الأطلسي.

وأخيراً، اعترفت وزارة الدفاع البريطانية أمس بالتسبب بمقتل فتاة أفغانية بعدما سقط عليها صندوق منشورات إعلامية تهدف إلى مساعدة السكان المحليين من طائرة عسكرية بريطانية. وقالت الوزارة إنها بدأت تحقيقاً في الحادث الذي وقع منذ ثلاثة أشهر في منطقة ريفية بإقليم هلمند.

(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)