تكثف الإدارة الأميركية من مساعيها لبناء تحالف دولي داعم لفرض عقوبات صارمة على إيران في حال فشل اللقاء الذي سيجمع الجمهورية الإسلامية بمجموعة «5 +1» بعد غد في سويسرا
واشنطن ــ الأخبار
كشف صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن سعي حثيث من قبل ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما، لبناء تحالف دولي واسع من أجل التحضير لرزمة جديدة وصارمة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران بسبب برنامجها النووي، قد تضم مقاطعة للاستثمارات المتعلقة بنفط إيران وغازها، وفرض قيود على المزيد من مصارفها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن قولهم إن «إدارة أوباما تسعى إلى بناء تحالف واسع مؤيد لفرض العقوبات كي تتمكن من تطبيقها في حال سعت الصين وروسيا إلى فرض فيتو على هذه العقوبات في مجلس الأمن الدولي». عقوبات أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال برنامج تلفزيوني على محطة «سي بي سي» الأميركية، أن بلادها تسعى الى «توسيعها وتعميقها»، بعد اشارتها إلى أن العقوبات المفروضة حالياً على طهران «ضعيفة». وأوضحت كلينتون أن «الولايات المتحدة تعلمت من تجربتها مع كوريا الشمالية كيف تسعى إلى جمع حلف واسع داعم لهذه الإجراءات العقابية. وهو الموقف نفسه الذي يتبناه وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، الذي تحدث عن امتلاك واشنطن للائحة غنية من العقوبات المتعددة التي تتركز في مجالي الطاقة والتكنولوجيا.
وتحدث المسؤولون عن صعوبات كانت تواجه واشنطن حتى الأسبوع الماضي في الحصول على الدعم من أجل فرض حظر على شحن الغاز والنفط المكرر الإيراني. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إن الحلفاء الأوروبيين كانوا يرون في العقوبات الجديدة «وسيلة فظة» قد تؤذي الإيرانيين المعتدلين وتشعل الرأي العام، وتوحد البلاد خلف الرئيس محود أحمدي نجاد، الذي يتعرض للضغط والاتهامات بالتزوير منذ اعادة انتخابه لولاية ثانية في شهر حزيران الماضي.
إلاّ أنه وفقاً للصحيفة، ساهم الكشف عن الموقع النووي الايراني الجديد قبل أيام في اعطاء دفع جديد للجهود الأميركية لفرض ضغط عالمي على طهران، بما في ذلك ترحيب من قبل اسرائيل، التي لطالما فضلت توجيه ضربة عسكرية لايران.
وتبدو تل أبيب اليوم، بحسب الصحيفة نفسها، راضية عن تطبيق أوباما استراتجيته الجديدة في مواجهة ايران، والقائمة على عرض التفاوض في مقابل التهديد بالمزيد من العقوبات الصارمة في حال فشل المحادثات.

لفرض عقوبات ناجحة، يجب أن يكون هناك تضامن دولي على مدى طويل
وفي السياق، كشفت الصحيفة عن اتصال أجراه رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وخمسة من المشرعين المؤثرين يوم الجمعة الماضي لحث واشنطن على فرض عقوبات «تشل» ايران. وتسعى واشنطن من خلال الدفع لفرض هذه العقوبات إلى تحقيق هدفين أساسيين؛ يتمثل الاول في إجبار طهران على العودة إلى المفاوضات حول برنامجها النووي وممارسة الضغط عليها للاسراع في فتحها الموقع النووي الجديد أمام المفتشين الدوليين وبالتالي الفوز بدعم روسيا والصين اللتين تدرك الادارة الأميركية أنه سيكون من الصعب إقناعهما بالقبول بعقوبات قاسية وطويلة الأمد ضد الجمهورية الإسلامية لانهما تحرصان على علاقاتهما الاقتصادية الهامة معها.
اضافة إلى هذه العقبات، يرى البعض أن العقوبات الجديدة لن تكون مجدية. وقال السكرتير السابق لوزارة الخارجية الأميركية، توماس بيكرينغ، الذي سبق له أن عقد مفاوضات غير رسمية مع الايرانيين: العقوبات «لن تساهم في حل القضية»، وخصوصاً أن ايران اثبتت قدرتها على التكيف مع العقوبات .
في المقابل، اعتبر خبير الشؤون الايرانية في مجلس العلاقات الخارجية، راي تاكيه، أنه «لفرض عقوبات ناجحة، لا يكفي أن تكون متعددة الأطراف، ولكن يجب أن يكون هناك تضامن دولي على مدى فترة طويلة من الزمن»، مبدياً في الوقت نفسه تشككه من قدرة العقوبات وحدها على تغيير سلوك ايران على المدى الطويل.