بول الأشقربعد عودة الرئيس الهندوري، مانويل زيلايا، سرّاً إلى بلده، مختبئاً في صندوق سيارة ليلجأ إلى السفارة البرازيلية في تيغوسيغالبا، صدرت أول الردود التصعيدية من قبل سلطات الانقلابيين: إقفال المطارات منعاً لوصول وفد منظمة الدول الأميركية، تجديد فرض منع التجول، وإفراغ جوار السفارة البرازيلية إثر قمع قاسٍ أدى إلى مقتل متظاهرَين وجرح العشرات واعتقال المئات ولجوء عدد كبير من مناصري زيلايا إلى داخل السفارة المحاصرة والمحرومة من الكهرباء والماء والهاتف. إلا أنّ أنظار الجمعية العامة للأمم المتحدة المتفتحة على الوضع في هندوراس، وضرورات سكان العاصمة في ترتيب حياتهم اليومية، أدّت إلى رسم مشهد جديد. داخل السفارة أولاً، أعيدت الكهرباء والماء جزئياً، فيما بقي الهاتف مقطوعاً والغذاء وماء الشرب مقنّنين، تؤمّنهما يومياً بعثة الأمم المتحدة. كما تدنى عدد الموجودين داخل السفارة، من أكثر من 300 إلى أقل من مئة، ورفضت البرازيل تحديد وضعية زيلايا، أي منحه اللجوء أو تسليمه، مكتفية باعتباره «ضيفاً ورئيساً شرعياً».
في المقابل، استغل أنصار زيلايا، خارج السفارة، رفع حظر التجول، للعودة إلى التظاهر، ولكن هذه المرة في ضواحي المدينة الفقيرة، فيما تظاهر مئات من أنصار الانقلابيين للتنديد بزيلايا وبنظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، إضافة إلى البرازيلي لولا دا سيلفا. وأُعيد فتح المطارات للرحلات الداخلية وبالقطار للرحلات الدولية. في النهاية، سمحت المناورة بتأجيل موعد زيارة وفد منظمة الدول الأميركية التي ستسبقها زيارات لوفود من كوستاريكا وباناما.
في الأمم المتحدة، تداول بالأمر جميع رؤساء أميركا اللاتينية، مجمعين على التنديد بـ«لاشرعية الانقلابيين». كذلك وضعت البرازيل الأزمة الهندورية على جدول أعمال مجلس الأمن. إنّه تراكم ضغوط هدف إلى بلورة الحل الذي سيحدّد عامل الوقت هوية الفائز فيه. هوية من سيسلّم السلطة للرئيس الجديد بعد أربعة أشهر.
ويوم أمس، أصدر صندوق النقد قراراً يعترف بزيلايا رئيساً شرعياً. إلا أنّ الأبرز كان نجاح الأخير في نسج عدد من الاتصالات السياسية واستقبال وسيط أو مندوب من الانقلابيين لم يُفصَح عن هويته، ثم الرجل الثاني في الكنيسة الهندورية وأبرز أربعة مرشحين للانتخابات الرئاسية الذين عرّجوا أيضاً على رئيس الانقلابيين روبرتو ميتشيليتي، علماً بأن جميع هؤلاء غطّوا الانقلاب. ولم يبرز تقدم حتى الآن في هذه الاجتماعات، إلا أن مجرد انعقادها يشير إلى أن السفارة البرازيلية صارت شبه مقر رئاسي مؤقّت، وهو ما دفع بقائد الجيش الجنرال روميو فيلاسكبيز إلى تفقّد قواته المنتشرة في جوارها. يبقى انتظار الفصل المقبل الذي يُنتظَر أن يُترجَم بلقاء زيلايا وميتشيليتي.