strong>ترفض إرسال اليورانيوم إلى روسيا دفعة واحدة... وتريد «تسليماً متزامناً»
كما كان متوقعاً، ردّت طهران على مسوّدة الاتفاق النووي مع الغرب، لكنها ربطت الموافقة عليه بشروط، فهي لا تزال حذرة من التخلي دفعة واحدة عن 70 في المئة من اليورانيوم الذي تملكه كورقة ضغط على طاولة المفاوضات

سلّمت إيران، أمس، ردّها الرسمي على مسوّدة الاتفاق التي صاغها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، فيما أنهى المفتشون الدوليون زيارتهم «الجيدة» لمفاعل قم جنوبي طهران. وقالت وكالة الطاقة، في بيان، «تلقّى مدير الوكالة محمد البرادعي رداً أوّلياً من السلطات الإيرانية على اقتراحه». وأضافت أن البرادعي «انخرط في مشاورات مع الحكومة الإيرانية وكل الأطراف المعنية، أملاً بالتوصل إلى اتفاق بشأن اقتراحه قريباً».
وفي طهران، قالت صحيفة «جوان» الموالية للحكومة إن طهران ستسعى إلى إدخال تعديلين على اتفاق الوقود النووي، أحدهما خاص بنقل تدريجي لمخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الخارج، لا تسليمه دفعة واحدة. أمّا التعديل الآخر فيطلب «تبادلاً متزامناً»، تتسلم بموجبه إيران وقوداً لمفاعل أبحاث في طهران، في الوقت الذي يشحن فيه اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى خارج البلاد.


سولانا: رزمة المقترحات الإيرانية الجديدة متنوعة وتتضمن نقاطاً إيجابية

ونقل تلفزيون «العالم» الرسمي عن مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، قوله إن الرد الإيراني «إيجابي»، مضيفاً «ننتظر أن توضع مشاغلنا التقنية والاقتصادية في الاعتبار لدى التعامل مع طرق إمداد مفاعل أبحاث طهران بالوقود النووي».
وفي مدينة مشهد الإيرانية، أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد، مجدداً، أن إيران لن تتراجع بتاتاً عن حقوقها النووية، لكنها مستعدة للتعاون في قضايا، منها الوقود النووي ومحطات الطاقة والتكنولوجيا النووية. وقال، في خطاب جماهيري، «إن الغرب الذي كان في الماضي يستخدم لهجة عدائية تجاه إيران بشأن ملفها النووي، أصبح اليوم يعطي إشارات لإقامة تعاون بنّاء مع إيران».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن «طهران دخلت مرحلة توظيف الطاقة النووية بفضل صمود شعبها ومقاومته، إذ إن الدول الغربية التي كانت تطالب إيران بوقف نشاطاتها النووية، باتت اليوم تعرب عن رغبتها في تبادل الوقود النووي والمشاركة في تدشين المفاعل والمحطات النووية في إيران»، مضيفاً أنه «لحسن الحظ، الظروف متوافرة الآن للتعاون النووي على الصعيد الدولي».
من ناحية ثانية، قال الرئيس الإيراني «نشدّ على أيّ يد تمدّ إلينا بصدق، ولكن من يسعى إلى التآمر والخداع فإن رد شعبنا عليه سيكون كما ردّ على (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش وأذنابه». ورأى أن إمداد مفاعل طهران للأبحاث بالوقود النووي هو فرصة أمام إيران لاختبار صدق القوى الكبرى ووكالة الطاقة.
في هذا الوقت، وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، خلال اتصال هاتفي مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي، رزمة المقترحات الإيرانية الجديدة، التي قدمتها طهران للدول الست، بأنها «متنوّعة وتتضمن نقاطاً إيجابية»، حسبما أوردت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
وفي السياق، وصف رئيس بعثة مفتشي وكالة الطاقة لتفقد منشأة «فوردو» الإيرانية قرب قم، هيرمان ناكيرتس، زيارة هذا الموقع بأنها «كانت جيدة». وأضاف، لدى وصوله الى فيينا مع الأعضاء الثلاثة الآخرين بعد الزيارة التي استغرقت أربعة أيام، «زرنا منشأة فوردو للتخصيب والآن سنحلل البيانات، ثم يضع المدير العام تقريراً في الوقت المناسب». ويصدر البرادعي تقريره المقبل حول إيران في منتصف تشرين الثاني تقريباً.
في المقابل، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الى «إصرار (دول الغرب) على وقف كل الأنشطة لتخصيب اليورانيوم في إيران»، خلال المفاوضات التي تجريها الدول الست مع هذا البلد. وأبدى باراك، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة، معارضته لمسودة الاتفاق التي تم التوصل إليها بين إيران والغرب في فيينا، بادّعاء أن «الاتفاق الآخذ بالتبلور يعترف عملياً بحق طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها». لكنه أضاف «يجب الانتظار لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيطبّقون الخطة التي بلورتها وكالة الطاقة. وإذا فعلوا ذلك، فإن هذا سيعيد عملية تخصيب اليورانيوم سنة إلى الوراء، لأن الإيرانيين سيضطرون إلى التنازل عن قسم قليل من المخزون الموجود بحوزتهم».

لاريجاني: إيران تملك وثائق دامغة تثبت ضلوع أميركا في تفجير بلوشستان

من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، أن إيران تملك وثائق دامغة تثبت ضلوع أميركا في الحادث الإرهابي الذي وقع في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق إيران، في 18 من الشهر الجاري.
وقال لاريجاني، في مدينة قم (جنوب طهران)، «الصحيح أن مجموعة عديمة الهوية، وعبر أفكار منحرفة، نفّذت هذا الأمر، إلا أن أميركا لا يمكنها إنكار ضلوعها في هذا الحادث الإرهابي».
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، إيران إلى إلغاء حكم السجن أربع سنوات الذي أصدرته إحدى محاكمها بحق الموظف الإيراني لدى سفارة بريطانيا في طهران، حسين رسام.
ووصف ميليباند حكم السجن بحق رسام ( 44 عاماً) بأنه «غير مبرر وعمل مرفوض كلياً، ويمثل مضايقة جديدة لموظفي السفارة البريطانية على قيامهم بممارسة واجباتهم الطبيعية والمشروعة».
(أ ف ب، إرنا، مهر، رويترز، أ ب)

(يو بي آي)