حبيب إلياسفبالنسبة للكونغرس لا مزاح في مسألة أمن الرئيس، وفي جلسة للجنة الأمن القومي وبّخ النواب «رئيس الجهاز السري» المكلف أمن الرئيس، مارك ساليفان، الذي أقرّ «بارتكاب خطأ»، مؤكداً أن دخول متطفلين إلى مقر الرئاسة «لا يمكن السماح به أو الدفاع عنه. المسألة واضحة وبسيطة: إنه خطأ بشري».
وأعلن ساليفان أن ثلاثة عناصر مكلفين الأمن أوقفوا عن العمل، بعدما سمحوا بعبور الزوجين على ثلاث نقاط تفتيش، مشيراً إلى احتمال أن يفصلوا من وظائفهم. وكشف أن العناصر لم يتّصلوا بمسؤوليهم للتأكد مما إذا كان الزوجان مدرجين على لائحة المدعوين.
لكن المسألة لم تنته هنا، فقد أصدرت اللجنة الأربعاء الماضي مذكرة استدعاء ضد الزوجين للتحقيق معهما عن كيفية اختراقهما أمن أحد أكثر الأماكن المحمية في العالم. وسيُستمع إلى شهادتهما في جلسة في الـ20 من شهر كانون الثاني المقبل.
وتعليقاً على القرار أعلن طارق وزوجته، اللذان ليس لديهما الكثير ليدليا به، أنهما سيمارسان حقهما الدستوري برفض الإجابة عن أسئلة اللجنة، وأكدا أنهما يتعاونان مع التحقيق الجنائي الذي يقوم به جهاز الأمن السري.
وفي دفاعهما عن نفسيهما، قال الزوجان صلاحي، في مقابلة تلفزيونية، إنهما حاولا الحصول على بطاقات دعوة للعشاء. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» فإنهما راسلا المساعدة الخاصة لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، مسؤولة العلاقات بين البنتاغون والبيت الأبيض ميشيل جونز، التي أبلغتهما أنها ستحاول تأمين بطاقات دعوة. ولكنها في يوم العشاء أرسلت رسالة تؤكد لهما عدم تمكنها من إدراج اسميهما على لائحة المدعوين ونصحتهما بعدم الذهاب.
وفي محاولة لمعرفة كيفية تمكن الزوجين من خرق كل تلك الحواجز، تكلمت «واشنطن بوست» عن أن المبرر المقنع لهذا العمل قد يتمثل في أن الزوجين يطابقان المعايير الاجتماعية التي تجمع بين الضيوف الذين دعوا للعشاء. فالزوج صلاحي لم يبدو عليهما مظهر المتطفلين، لقد كانا كأنهما ينتميان لتلك الطبقة، وعلى هذا الأساس كان قرار مسؤولي الأمن التغاضي عن مسألة وجود اسمي الزوجين ضمن لائحة المدعوين. وتنهي المقالة بالقول إنه «صحيح أن الزوجين صلاحي دخلا بسبب تقصير أمني. ولكن اختلاطهما بالمدعوين كأنهما جزء منهم هو ثغرة ثقافية».
إلا أن هذا الخطأ ما كان يجب أن يقع، وخصوصاً أن الزوجين شخصان معروفان بملاحقتهما للأضواء وسعيهما وراء الشهرة، فقد حاولا في السابق أن يدخلا مع فريق تصوير تلفزيوني إلى عشاء خيري شارك فيه أوباما قبل شهرين، إلا أنهما لم يدخلا بسبب عدم حصولهما على دعوات، وكل هذا بهدف مشاركتهما في برنامج لتلفزيون الواقع «ربات المنزل الحقيقيين في العاصمة». برنامج يتكلم عن الحياة اليومية لزوجين يعيشان في العاصمة. كما أن طاقم البرنامج الذي يصور المرشحين المحتملين للبرنامج، كان يتابع الزوجين خلال تحضيراتهما لعشاء البيت الأبيض، وقد أكدت الشركة المسؤولة عن البرنامج أنها وقعت عقد لتصوير التحضيرات معهما، ما يظهر ما قد يتكبده بعض الأشخاص في سبيل الشهرة.