خاص بالموقع - من المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ صباح اليوم على إصلاح نظام التغطية الصحية في الولايات المتحدة الذي يشكل ثمرة تسوية بين الديموقراطيين، بينما رفض الرئيس باراك اوباما الانتقادات التي رأت أن النص لا يلبي التطلعات.وسيجري التصويت النهائي على النص في الرابع والعشرين من كانون الأول، وكان يفترض مبدئياً أن يصوّت أعضاء مجلس الشيوخ على النص مساء الخميس، لكنهم اتفقوا على تجنب الاقتراع ليلة عيد الميلاد.
وفي مقابلة مع واشنطن بوست، نشرت على الموقع الإلكتروني للصحيفة، قال أوباما إنه «لا يكتفي بدعم مشروع القانون، بل يشعر بحماسة كبيرة لما نجحنا في تحقيقه». وأوضح أوباما، الذي أكد أن جوهر الإصلاح لم يتضرر، أن مجلس الشيوخ أنجز «95 في المئة» مما وعد به.
وأضاف «هل تتضمن مواد القانون كل ما أريد؟ بالتأكيد لا. لكنها تتضمن الإجراءات الضرورية لخفض النفقات (الصحية) للشركات والأسر والدولة».
وخلافاً للنص الذي صوّت عليه مجلس النواب في السابع من تشرين الثاني، لا ينص مشروع القانون المطروح في مجلس الشيوخ على إنشاء صندوق للتأمين تديره الدولة يمكن أن ينافس شركات التأمين الخاصة، أو فقرة تحمل اسم «خيار عام». واعترف أوباما بأن هذا الموضوع «أصبح سبب خلاف بين اليسار واليمين». وكان الجناح اليميني في الحزب الديموقراطي قد ناضل طويلاً وتمكّن من التوصل إلى إلغاء «الخيار العام» من مشروع القانون النهائي.
وبهذا التصويت، وافقت الأغلبية بأكملها في مجلس الشيوخ (58 ديموقراطياً ومستقلان) على النص وكشفت بذلك أن زعيم الكتلة الديموقراطية هاري ريد يتمتع بالستين صوتاً (من أصل مئة) الضرورية لتبني مشروع قانون. وبذلك أصبح يستطيع تجاوز الأقلية الجمهورية لإقرار النص.
ولم يصوّت أيّ من الجمهوريين الأربعين في المجلس على اختتام المناقشات. حتى إن أحدهم السيناتور جون اينساين شكك في مدى تطابق النص مع الدستور، المسألة التي قد يضطر مجلس الشيوخ لإبداء الرأي فيها.
وقام الجمهوريون بكل المحاولات الممكنة لعرقلة الإصلاح الذي يرون أنه سيكلف مبالغ كبيرة وسيؤدي إلى زيادة أسعار بوالص التأمين.
وأكد زعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل، أمس، أن «التصويت النهائي في مجلس الشيوخ ليس التصويت الأخير» على الإصلاح، بما أن المناقشات ستتواصل في كانون الثاني بين مجلسي النواب والشيوخ لدمج النصين.
ويحاول الحزب الجمهوري المماطلة في المسألة، أملاً منه بأن يفوز في الانتخابات المقبلة على مقعد نائب الرئيس الأميركي الحالي جوزف بايدن في ولاية دالاوير، حيث أصبح هذا الأمل الأخير للتمكن من كسر هيمنة الديموقراطيين على مجلس الشيوخ المكون من مئة عضو، وحيث يملك الديموقراطيون 60 منهم حتى الآن، ما يمكنهم من تمرير أي قرار من دون الحاجة إلى صوت من الجانب الجمهوري، هذه الحالة التي ستتغير في حال فوز جمهوري في ذلك المقعد.
إلا أن الحظ الأوفر للجمهوريين للحصول على ذلك المقعد هو المرشح الجمهوري المعتدل مايكل كاسل، الذي لا يحظى بتأييد الجمهوريين المحافظين، غير أنهم مجبورون على مساندته إذ يبقى الأمل الأخير لهم، على الرغم من كل المعارضة التي واجهته على خلفية مساندته للديموقراطيين في عدد من المشاريع في مجلس النواب، إلا أنه ساند الجمهوريين في معارضة عدد كبير من مشاريع إدارة أوباما.
(ا ف ب، ا ب)