تخوض طهران معركة الداخل والخارج في آن؛ ففي الوقت الذي تزيد فيه من تصعيد خطابها ضد الغرب حول برنامجها النووي، تكرّر تحذير المعارضة من استغلال المناسبات للتحرك في الشارعرأى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أول من أمس، أن سبب هجوم أميركا وحلفائها العسكري على بعض دول المنطقة، هو علمهم بأنه سيظهر رجل من نسل النبي محمد في هذه المنطقة ليقضي على «جميع الظالمين».
وقال نجاد، خلال زيارته إلى محافظة أصفهان، متحدثاً عن الهجوم الذي شنته أميركا وحلفاؤها خلال الأعوام الماضية على بعض الدول في المنطقة، «إن السبب الذي دفعهم إلى شن هذا الهجوم والذي لم يصرّحوا به، هو علمهم بأنه سيأتي يوم يظهر فيه رجل من نسل آل محمد في هذه المنطقة ويقضي على جميع الظالمين في العالم والشعب الإيراني من بين أنصار هذا الرجل الربّاني»، مشيراً إلى أن إيران «لديها وثائق تثبت ذلك».
ورأى الرئيس الإيراني أن أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك «سيناريو معدّ سلفاً لاتخاذه ذريعة للهجوم على منطقة الشرق الأوسط»، قائلاً «إن أميركا، بعد مضيّ ثماني سنوات على تلك الأحداث، باتت اليوم ذليلةً أكثر من السابق، وهي تعيش حالياً الذلّ الشديد في أفغانستان والعراق». وتابع أن إيران اليوم «أهمّ بلد في الشرق الأوسط. إن من كانوا يحاولون قبل ثلاثين عاماً القضاء على الثورة الإسلامية الإيرانية هم اليوم بحاجة إليها».
وفي السياق، أعلن سفير إيران لدى فرنسا، مهدي ميرا بو طالبي، لمحطة التلفزيون الفرنسية الإخبارية «فرانس 24»، أن أفغانستان ستكون «فيتنام ثانية» للأميركيين، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي لوجود الغرب في المنطقة هو «السيطرة على الثروات الطبيعية».
وسأل السفير الإيراني «من خلق القاعدة وطالبان؟ هم (الأميركيون) الذين خلقوهم بأنفسهم، وبعد ذلك استعملوهم حجة لانتشارهم. هم ينتشرون في منطقتنا للسيطرة على الموارد الطبيعية».
من جهة ثانية، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، إن إيران ستطلع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على التقدم في عشر محطات جديدة لتخصيب اليورانيوم، تعتزم طهران بناءها، قبل ستة أشهر فقط من بدء الإنتاج في المواقع.
وأضافت الوكالة أن دبلوماسياً إيرانياً رفيع المستوى منخرط في المحادثات النووية مع الغرب، هو أبو الفضل زورهواند، قال إن إيران لن تتعاون مع وكالة الطاقة في ما يتجاوز اتفاقاً أساسياً للضمانات.
ونقلت «إرنا» عن زورهواند، الذي كان سفيراً سابقاً لدى إيطاليا، قوله «طبقاً (لاتفاق) الضمانات، يتعين علينا إبلاغ وكالة الطاقة بعد تركيب المعدات (أجهزة الطرد المركزي) وقبل 180 يوماً فقط من ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي. سنتصرف في حدود إطار الضمانات».
وفي الشأن الداخلي، حذرت السلطات الإيرانية أنصار المعارضة من تنظيم أي تظاهرة في يوم الطالب بعد غد الاثنين. وقال بيان للشرطة، وزعته وكالة الأنباء العمالية (إيلنا)، «سنتصدّى لأيّ تجمع أو احتفال خارج حرم الجامعات في 17 كانون الأول وسنعتبره غير قانوني»، مضيفاً «ننتظر من الأساتذة والطلاب منع أي تحرك ضار في هذه المناسبة».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، عن قائد الحرس الثوري في محافظة طهران، الجنرال علي فضلي، قوله إن قواته جاهزة «لمواجهة أولئك الذين يريدون تعكير يوم الطالب، رغم أننا لا نتوقع حدوث شيء كبير».
(رويترز، أ ف ب)