فشلت إدارة باراك أوباما في عامها الأول في دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، لكنها مصرّة على أنها ستُثابر في جهودها الدبلوماسية حتى تحقيق هذه الغاية من دون أن تتخلى عن أولوية الأمن الإسرائيلي
واشنطن ــ محمد سعيد
أكدت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامها الثابت بعملية التسوية في الشرق الأوسط، رغم فشل جهودها الدبلوماسية الأخيرة في دفع عملية السلام على المسار الفلسطيني الإسرائيلي. أتى هذا التأكيد على لسان مستشار الأمن القومي جيمس جونز ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مناسبتين مختلفتين.
وقال جونز، في ندوة بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن حكومة أوباما ستبذل أقصى الجهود لاستئناف مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية خلال العام الجاري. لكنه أكد في الوقت نفسه أن حكومة أوباما «لن تحيد عن التزامها بأمن إسرائيل ودعمها لطموحات الفلسطينين».
من جهتها، قالت كلينتون عقب محادثات مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنير يوم الجمعة أيضاً إن واشنطن ستضاعف جهودها مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وشددت على ضرورة الإسراع في استئناف المفاوضات. وعلى منوال جونز، غمزت كلينتون من أصوات قالت إنها لا تلتزم بطريق السلام وهي «أصوات عالية ومحرضة»، ولكن في إشارة إلى الأصوات المعادية للسلام داخل الدولة العبرية.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «تايم» الأميركية أنه جرى تأليف مجموعة استشارية خاصة من عدد من المسؤولين الأميركيين السابقين لتقديم المشورة لحكومة أوباما حول أفضل السبل لتحريك عملية التسوية بعد الجمود الذي أصاب هذه العملية.
وعزت المجلة عدم تطرق أوباما إلى القضية الفلسطينية في خطاب «حالة الاتحاد» إلى عدم وجود ما يشجع كي يعلنه. وقالت إنه بعد عام على جهود المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، فإن آفاق واحتمالات التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين أبعد ما تكون عما كانت عليه عند البدء. وأوضحت أنه في ضوء هذا الجمود، راح ميتشل يلتمس النصيحة. وأشارت إلى أن تقديم النصيحة يأتي من وراء الكواليس عبر مجموعة غير حزبية وغير معلنة، واسعة التأثير في معهد الولايات المتحدة للسلام الذي تموّله الحكومة، ويرأسها اثنان من مستشاري الأمن القومي السابقين، هما: ستيفين هادلي (في عهد جورج بوش الابن) وساندي بيرغر (في عهد بيل كلينتون).
ويلتقى بيرغر وهادلي مرة كل شهر مع مجموعة من نحو 25 خبيراً، ويكلّفان أعضاء لمعالجة قضايا تتعلق بعملية السلام، مثل مصير القدس ومشكلة المستوطنات الإسرائيلية. وتوصلت المجموعة بالفعل إلى دراسة في أكثر من ست صفحات لصانعي القرار في البيت الأبيض.
وقالت «تايم» إنه عادة ما يقدم أعضاء آخرون في المجموعة، وبينهم سفيرا أميركا السابقان لدى تل أبيب: دانييل كيرتزر ومارتين أنديك، النصيحة لميتشل. وأشارت إلى أن لدى المجموعة انطباعاً سلبياً عن الوضع الراهن. وقال أحد الأعضاء إن التهاون الدولي تجاه سياسات إسرائيل يتآكل والقوى الديموقراطية الفلسطينية تتعرض لمزيد من الضغوط، كما أن احتمالات تطبيق حل الدولتين تتلاشى والفلسطينيون يفقدون الثقة في إمكان إقرار السلام.