هل كان زلزال هايتي مجرّد تحرّك طبيعي لقشرة الكرة الأرضيّة، أم أن هناك مسبّبات أخرى وراء الكارثة؟ سؤال تطرحه الفرضيات الروسيّة عن أسلحة زلزاليّة
نيويورك ــ نزار عبود
أحيت الكارثة الجيولوجيّة في هايتي نظريّة الحروب الزلزاليّة، مع ظهور نظريّات لعسكريين روس، يقول بعضها إن المأساة قد تكون ناجمة عن سلاح تختبره الولايات المتحدة يحدث زلزالاً مدمراً، يبدو طبيعياً، وبنتيجته يموت السكان، وتفنى الجيوش، وتدمر الأنفاق الجوفية، وتتكون منطقة منكوبة يخشى الناس العودة إليها، كما يحدث حالياً في العاصمة بورت أو برنس.
في كراكاس، لم تستسغ حكومة هوغو تشافيز إنزال أكثر من عشرة آلاف جندي أميركي في هايتي، حيث احتلوا القصر الجمهوري وسيطروا على المطار وانتشروا في العاصمة المنكوبة.

معلومات روسية بأن الزلزال ناجم عن تجربة أميركية على سلاح

اتهم تشافيز الولايات المتحدة باحتلال نصف الجزيرة، واتخاذها قاعدة متقدمة. وتحدثت وسائل الإعلام الروسية والفنزويلية عن «معلومات عسكرية روسية تؤكد أن زلزال هايتي ناجم عن تجربة أميركية لسلاح زلزالي يحدث هزات اصطناعية».
ونسبت صحيفة «غازيتا» الروسية إلى مصدر في وزارة الدفاع الروسية حديثاً عن احتمال تجربة السلاح الزلزالي السري من جانب الأميركيين. وأضاف إن البنتاغون يسعى منذ عام 2003 إلى اختبار تقنية قادرة على التأثير على القشرة الأرضية بما يُحدث هزة زلزالية مدمرة.
ونسبت قناة «فيف تي في» التلفزيونية في كراكاس إلى مسؤول حكومي معلومات عن أن الولايات المتحدة تنوي استخدام سلاحها ضد إيران لحسم المعركة من دون اللجوء إلى الخيار النووي. وأضافت إن مصادر معلوماتها من تقرير عسكري لأسطول الشمال الروسي، الذي يتعقّب الأسطول الأميركي الرابع في البحر الكاريبي.
النظرية الروسية تتخذ بعداً آخر إذا راجعنا تقارير الأمم المتحدة الدورية حول تطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان. وكان لافتاً في التقارير الثلاثة الأخيرة أن قوات اليونيفيل تتدرب مع الجيش اللبناني على خطط لإجلاء السكان في حال حصول زلزال في المنطقة. بينما تجرى في الجانب الإسرائيلي مناورات مماثلة ضد الزلازل وتصرف الجيوش إذا حدثت.
قد يكون من الطبيعي أن تتدرب القوات الدولية واللبنانية على احتمال حدوث الزلازل، بعد الهزّة الخفيفة التي ضربت بلدة صريفا في 2008. لكن منذ هذا التاريخ لوحظ تكرّر هزات أرضية في الجنوب، بعضها أحدث صوتاً «ذكّر بعدوان تموز»، كما قال شهود عيان من السكان آنذاك. تكرار يصلح لطرح فرضيّة أن يكون ناجماً عن تجارب إسرائيلية لأسلحة زلزالية.
الأسلحة الزلزالية ربما باتت ضرورة أميركية وإسرائيلية لمواجهة خطر متنام يأتي من باطن الأرض. في أفغانستان وباكستان ولبنان وغزة وإيران واليمن هناك الكهوف الجبلية والأنفاق الضخمة التي تعطل كل وسائل الاستطلاع التقليدية والفذّة وتحمي كل شيء، من المواد الغذائية في غزة، إلى الصواريخ والمفاعلات النووية في إيران.

الولايات المتحدة تنوي استخدام سلاحها ضد إيران لحسم المعركة


والقلق الإسرائيلي من الأنفاق كبير للغاية، ولا سيما لجهة احتمال تسلل المقاتلين إلى العمق الإسرائيلي في أي حرب مقبلة عن طريق أنفاق قد تصل إلى مواقع عسكرية حساسة.
في حرب تموز 2006، سعت إسرائيل إلى إفراغ الجنوب من السكان على نحو كامل بتدمير المدن والبلدات أولاً، وبزرعها بملايين القنابل العنقودية والألغام ثانية، وفشلت في ثني الجنوبيين عن العودة والنوم في العراء إلى جانب الألغام والقنابل. لذا كان من الضروري البحث عن خطة أكثر فعالية. هل تكون الأسلحة زلزالية؟
لا شك في أن الحرب المقبلة التي يجري الاستعداد لها مفتوحة على كل الاحتمالات. والحرب الجارية من أفغانستان إلى اليمن، فضلاً عن الفشل الذريع الذي تواجهه الجيوش في الحروب التقليدية يفتح الباب على مصراعيه أمام أسلحة خبيثة مستنبطة، محرمة دولياً، لكنها قد تبدو الحلّ الوحيد لمنع الهزيمة العسكرية ذات التداعيات الاستراتيجية الطويلة الأمد.