strong>رغم كل ما يُحكى عن عقوبات مشدّدة قد تتوصل إليها الدول الكبرى لفرضها على إيران، تبقى لغة الحرب والتحذير منها أو التهديد في وجهها هي اللغة السائدة في الخطاب الإيراني
توعّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس بقطع أيّ ذراع تهاجم بلاده، واتهم الدول الغربية بالكذب في تعاطيها مع البرنامج النووي الإيراني. وجدّد نجاد، خلال خطاب في محافظة خراسان الجنوبية، تأكيد قبول مبادلة اليورانيوم المخصّب بالوقود النووي الغربي «ولكن من دون شروط مسبّقة»، قائلاً «إذا مُدّت يد صادقة إلينا، فإننا نرحّب بها، لكن إذا مدّت يد للتهديد فإن شعبنا سيقطعها».
وقال تلفزيون «العالم» الحكومي إن الرئيس الإيراني «أكّد أنّ إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية»، متّهماً الدول الغربية «بحشد 300 ألف جندي في المنطقة لنهب ثرواتها ونفطها».
واتهم نجاد الأميركيين بأنهم «هم الذين خطّطوا لهجمات 11 أيلول لتوفير أرضية غزو أفغانستان، وأن الأميركيين شنّوا حرباً على العراق ليتمكّنوا من سرقة ثرواته ونفطه، لكن أميركا وصلت إلى طريق مسدود بغزو العراق وأفغانستان، واقتربت من هاوية السقوط».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن بلاده سلّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسالة جديدة انتقدت فيها تقرير مديرها العام، يوكيا أمانو.
وأوضح مهمانبرست، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن طهران أعلنت في الرسالة الجديدة، مرةً أخرى، استعدادها للتعاون مع وكالة الطاقة، مشيراً إلى أنّ «عملية تبادل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي لمفاعل الأبحاث في طهران يجب أن تجري على الأراضي الإيرانية».
وفي أول رد مكتوب من إيران إلى الوكالة يتعلق بالاقتراح الذي طُرح في تشرين الأول الماضي بشأن توفير الوقود النووي لمفاعل البحث الطبي في إيران، خاطب مندوب إيران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، يوكيا قائلاً «أرغب في أن أُحيط الوكالة علماً، باسم حكومتي، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لا تزال تسعى إلى شراء الوقود النووي».
وأضاف «مع ذلك، إذا لم تكن الوكالة قادرة على تنفيذ واجباتها، فإن إيران مستعدة آنذاك لمبادلة عناصر الوقود باليورانيوم الضعيف التخصيب المنتج في (مفاعل) ناتنز (وسط)، بطريقة متزامنة عبر شحنة واحدة، أو عدة شحنات على أراضي إيران».
من جهة ثانية، أعرب الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، عن تأييده للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بشأن الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
ودافع رفسنجاني، في كلمة له أمام اجتماع مجلس الخبراء الذي يترأسه، عن نظام المؤسسة الدينية الحاكمة، الذي يمنح خامنئي سلطة مطلقة في البلاد بصفته الوليّ الفقيه.
وقال «نقطتنا المحورية واضحة، وهي الدستور والإسلام وولاية الفقيه والمرشد الأعلى».
وأشار إلى أمر أصدره خامنئي بإغلاق سجن «كهريزاك» في حزيران بعد وفاة سجناء هناك، وسط تقارير عن إساءة معاملة المعتقلين في الاشتباكات التي شهدتها الشوارع بعد الانتخابات.
وقال رفسنجاني إن «الأحداث التي جرت في كهريزاك، ومواساة الذين تعرّضوا للأذى في هذه الأحداث، أو إطلاق سراح الذين اعتُقلوا، تتوافق جميعها مع هذا المحور. (الوليّ الفقيه) يحرص على ضرورة ألّا تكون هناك اضطرابات».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي، ارنا)