السيجار ليس مجرّد لفافة تبغ. هذا ما يراه الكوبيون، الذين صدّروه إلى العالم. بالنسبة إليهم، هو قصة حضارة قديمة وإرث وطني لا يمكن التنازل عنه. مراحل انتشار هذه النبتة ترتبط مباشرة بتاريخ هذا البلد وثورته وحصاره. حصار قد يكون السيجار، الذي تنظّم كوبا هذه الأيام المهرجان السنوي الخاص به، هو الوحيد الذي استطاع اختراقه ليصل إلى قلب البيت الأبيض
حبيب الياس
عندما نتكلم على السيجار، يتبادر إلى ذهننا ذلك المصنوع في كوبا، على الرغم من أنها ليست الوحيدة التي تنتجه، إلا أنها هي التي عرفت كيف ترفعه من مستوى السلعة التجارية إلى مستوى الإرث الوطني.
وتعود فرادة السيجار الكوبي إلى المزيج الذي يجمع بين طقس الجزيرة وتراكم خبرة سكانها في هذه الصناعة، التي صقلت على مدى مئات السنين. فتاريخ اكتشاف السيجار يعود إلى ما قبل اكتشاف كريستوف كولومبوس لأميركا. حين وصل إلى الجزيرة في عام 1492، أرسل اثنين من مساعديه لاستكشافها، هناك التقيا بالسكان المحليين، وفي لقائهما مع رئيس القبيلة وكعربون صداقة، قدموا لهما كهدية لفافة من الأوراق الجافة كانوا يطلقون عليها اسم «كوهيبا».
وتذكر المصادر أن أول من دخّن سيجاراً من الأوروبيين كان الكولونيل رودريغو دو غريز، حين أرسله كولومبوس للاستطلاع. وروى كابريرا انفانتي بأسلوب ساخر، في روايته «الدخان المقدس»، عن الرجل أنه «وفي يوم من الأيام، دخلت امرأته على حين غرّة وشاهدته ينفث دخاناً من خلال جميع فتحات وجهه، فاتهمته أمام محكمة التفتيش بأنه عقد ميثاقاً مع الشيطان وتحوّل ذاك المدخن الأول، في المحرقة، إلى دخان في نهاية المطاف».
ولكن سرعان ما تقبّل الأوروبيون هذه السلعة الجديدة، ففي عام 1511 احتلت إسبانيا الجزيرة التي أُرسل «العبيد» إليها للمساعدة في زراعة قصب السكر، ومع الوقت تعلّموا حرفة تجفيف ورق الدخان وتصنيع السيجار. وأُنشئت أول مزرعة للدخان في عام 1611 على حدود هافانا، وسرعان ما تعلمها الإسبان الذين نقلوا هذه البذرة إلى العالم أجمع.
ومع ازدياد شعبية السيجار عالمياً، ازدهرت الصناعة وتطورت أساليب الزراعة والإنتاج وتحسين نوعية النبتة، وحقق الإسبان نجاحاً ملحوظاً في خلق أسواق جديدة للسيجار في أوروبا وأميركا.
غير أن انتشاره في العالم لم يحل دون تميّز الكوبيين في هذه الصناعة، التي تمرّ في 12 مرحلة، تبدأ حين تصطف مجموعات من المزارعين لقطع أوراق التبغ من الشجر، بدءاً من الأسفل وصعوداً إلى أعلى الشجرة. بعدها تأتي مجموعة أخرى من العاملين لالتقاط أوراق التبغ وتجميعها وفقاً لألوانها، فيما تعمل مجموعة ثالثة على خياطة أوراق التبغ الأصغر حجما بأحجام تكفي لصناعة سيجار واحد. هذه هي مرحلة الشمس والتربة، التي تليها مرحلة الخبرة والموهبة، حيث تقوم النساء بمهمة لف السيجار. مهمة ربطت بأسطورة تناولتها الأجيال عن السيجار الذي يلف على سيقان العذارى، غير أنها مجرد أسطورة، فعملية اللف تتم على اللوحة المعدنية، وما يوضع على الساق من أوراق هو تجميع قبل اللف وهي عملية يقوم بها الجميع وليست مقصورة على العذارى.
وقد ثابر الكوبيون على عادة قديمة، ألا وهي توظيف رجل تكون مهمته قراءة الصحف والمؤلفات الأدبية بصوت عال في أثناء عملية اللف لتسلية العاملات وتثقيفهنّ.
وفي عام 1898، عندما أدت الحرب الإسبانية ـــــ الأميركية إلى وضع الجزيرة تحت نفوذ الولايات المتحدة، بدأت الشركات الأميركية بالسيطرة على الصناعة التي أدى توسعها الكبير إلى صدور ختم الضمان الكوبي في عام 1912 في محاولة لتحقيق بعض التعقل في انتشار العلامات التجارية، والأساليب والأحجام.
وخلال تلك الفترة، دخل الفكر الاستهلاكي إلى الصناعة عندما أدخلت الشركات في عام 1920 آلة للفّ السيجار، وهذا ما دفع العاملين في القطاع، الذين رأوا في هذه الخطوة تهديداً لهم، إلى مقاطعة السيجار المصنّع عبر الماكينات، ما أدى في عام 1937 إلى الاستغناء عن هذه الماكينات، ولو لفترة زمنية، حتى عام 1950.
وقد تأثرت هذه الصناعة، التي كانت تتكل على السوق الأوروبية، بالحرب العالمية الثانية وانقطاع سبل تصريف الإنتاج، إلا أن الحرب العالمية نفسها هي التي ساهمت أيضاً بترويج السيجار الكوبي، الذي لم يكن يفارق رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، صاحب المقولة الشهيرة «إن كوبا دائماً على شفاهي»، بالإضافة إلى أن السيجار الذي تصنعه الماكينات، ويباع بأسعار مخفوضة، استطاع أن يعرّف المستهلك على السيجار الكوبي.
ومع استعادة التصريف، استمرت الصناعة على حالها حتى عام 1959 عقب انتصار الثورة في كوبا وتأميم القطاع. وعشية انتصار الثورة، كان هناك نحو 140 اسماً تجارياً، انخفضت في عام 1962 إلى 40، والذين تركوا كوبا نقلوا صناعتهم وخبراتهم إلى الولايات المتحدة والهندوراس والدومينيكان والترينيداد، التي أصبحت في ما بعد إحدى أكثر الدول المنافسة للصناعة الكوبية.
وخلال أعوام الثورة، كانت العقبة الكبرى للسيجار الكوبي الحظر الذي وضعته الولايات المتحدة على الجزيرة، وخصوصاً أن السوق الأميركية كانت سوقاً مهمة لهافانا، حتى إن الرئيس الأميركي جون كنيدي الذي وقّع على الحظر، كان من المدخنين الشرهين للسيجار الكوبي. وينقل عنه من أحد مساعديه، بيار سالينغر، أنه بعد شهر على عملية خليج الخنازير، طلب كنيدي منه تأمين أكبر كمية ممكنة من السيجار الكوبي من النوعية التي يدخّنها الرئيس وبسرعة. وهذا ما حصل، فاستدعاه الرئيس كنيدي وسأله عن الكمية التي حصل عليها فقال له 1200 سيجار، عندها فتح الرئيس درج مكتبه وسحب قرار منع استيراد البضائع الكوبية ووقّعه.
وبالنسبة إلى تأثير العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كوبا على «قيمة» السيجار الكوبي، يقول العضو المنتدب لمصنع «بارتاغاس» أنطونيو بيغورا، وهو أحد أعرق مصانع السيجار الكوبي منذ عام 1845، إن العقوبات الاقتصادية «القاسية» التي تفرضها الولايات المتحدة على كوبا «ساهمت في إبقاء القيمة المميزة للسيجار الكوبي». ويتابع إن كوبا كانت ستضطر إلى بيع كميات كبيرة من السيجار لو كانت البلاد منفتحة أكثر على العالم الخارجي، مضيفاً إن ذلك كان سيؤثر سلباً على نوعية السيجار وجودته.
هذه الجودة تحاول كوبا أن تحاول الحفاظ عليها. ففي كوبا سوقان للسيجار، إحداهما رسمية والثانية سوداء. في الأولى، التي يباع فيها السيجار في محال أنيقة، يصل سعر أغلى علبة سيجار تضم 25 حبة إلى 350 دولاراً أميركياً غير قابلة للتفاوض. وهذا السعر بمقياس زوار كوبا أكثر من معقول مقارنة بأسعاره خارج كوبا. وتسمح محال السيجار الحكومية لزبائنها بتجريب النوع للراغبين في شرائه.
أما في السوق السوداء، فالوضع مختلف تماماً. هناك السيجار يباع بالمفرق وبعلب، لمن يريد، بأسعار زهيدة. ولكن مشكلة هذه الأنواع أنها غير مضمونة الجودة، فبعضها لفّ بطريقة غير متقنة وبعضها الآخر مليء بالنشارة. وتأتي مصادر السوق السوداء من المنازل والورش وبعض الكميات التي تم الحصول عليها بطريقة ما من مصانع الدولة. وتصادر السلطات الكوبية في المطارات والموانئ جميع علب السيجار المشتراة من السوق السوداء ولا تسمح بالمرور إلا لمن يمتلك فاتورة الشراء وختم الجودة. وكنوع من حسن الضيافة، لا تمانع السلطات للسياح بأخذ علبتين من السوق السوداء، وما يزيد يصادر.
ومع الوقت، أعادت الدولة إدخال ماركات تجارية جدية إلى السوق، لعل أهمها: الدافيدوف في عام 1970، والكوهيبا، النوع المفضّل للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، الذي بدأ في عام 1982، إذ استغلّت وكالة الاستخبارات الأميركية حبّه لهذا السيجار في إحدى محاولات اغتياله عندما فخّخت سيجاراً من هذا النوع.
ومع تطوّر السوق وازدياد شعبية السيجار في العالم، نظّمت كوبا في عام 1999 احتفالاً، تحوّل بعدها إلى لقاء سنوي. وما بدأ كمحاولة لتركيز الاهتمام على صناعة السيجار الكوبي، تحوّل إلى أكبر احتفال للسيجار الكوبي في أي مكان في العالم.
وتضمّ فعاليات هذا المهرجان، الذي بدأت نسخته الثانية عشرة في 22 شباط الجاري ويستمر إلى 26 منه، ندوة دولية ومحاضرات ودورات تذوّق، بالإضافة إلى تنظيم زيارات إلى المعامل وإلى مزارع الدخان.
ويحضر المهرجان تجار دوليّون ومتخصصون وعشاق التبغ من جميع أنحاء العالم. وقد تحوّل إلى مرحلة أساسية في صناعة السيجار، إذ تعرض خلاله الأنواع الجديدة التي ستطرحها الشركة في الأسواق، بالإضافة إلى بيع أنواع فريدة ونادرة من السيجار.
كذلك يضم المهرجان مزاداً علنيّاً، يذهب ريعه إلى القطاع الصحي في كوبا، يتم خلاله بيع أفضل أنواع السيجار القديم النادر، والجديد. وكان مزاد السنة الماضية قد جمع 981 ألف يورو، وشارك فيه مواطنون من 73 دولة.
ويتم خلال المهرجان أيضاً توزيع جائزة «هابانو» السنوية، التي تضمن لمن يحصل عليها علبة من سيجاره المفضل سنوياً وعلى مدى الحياة. ويركز مهرجان هذا العام على ماركتي «كوهيبا» و«روميو أي جوليتا»، كما سيضم دورة تعليمية للف السيجار، وسيكون ختام المهرجان بتوزيع جائزة الـ«هابانو» وبالمزاد العلني الذي أصبح تقليداً سنوياً.
لطالما ارتبط السيجار، خارج كوبا، بمظاهر الترف الاجتماعي كسلعة مخصصة للأثرياء، هذا الشعور جعلها تحظى بهالة من الرفاه الذي أعطاها إياها المجتمع. كان السيجار ولا يزال سلعة ترف لمن لا يقدّره، ولمن يقدّره فهو تجربة فريدة من نوعها تتخطى حدودها المادية ولا تقدر بثمن. ولمن يضع لها ثمناً فليتذكر أن جزءاً منه يذهب إلى تحسين حياة أبناء الجزيرة المحاصرة.


كوبا في لبنان

يعرف السفير الكوبي الجديد في لبنان، مانويل سيرّانو، أنه حين يذكر اسم كوبا في لبنان فسرعان ما يستحضر في الذهن السيجار الكوبي الذي يحقق مبيعات قياسية في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أهمية هذه النافذة التجارية، إلا أن سيرّانو يعوّل على «استعادة الذاكرة اللبنانية للتجربة الكوبية الثورية التي دعمت مقاومة لبنان وفلسطين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وأن يعاد نسج العلاقات الاجتماعية والثقافية مع ما يزيد على 200 ألف كوبي من أصل لبناني، يشغل بعضهم مناصب سياسية وعلمية هامة».
سيسعى سيرّانو، خلال فترة وجوده في لبنان، إلى «تعزيز العلاقات مع كل الأطراف»، ولا ينسى أن يشير إلى أن «كوبا تقّدم سنوياً 15 منحة مجانيّة للطلاب اللبنانيين لكي يلتحقوا بأهمّ الجامعات الكوبية، وخصوصاً في مجال الطب».

■ ■ ■

هافانا «تسير على حدّ الموسى»... ولا تعوّل كثيراً على أوباما



السفير الكوبي الجديد في لبنان لخّص في لقاء مع الصحافيين التحديات التي تواجه بلاده في ظلّ الحصار، والتعتيم على جهودها في العالم، من دون أن ينسى التطرق إلى آخر مراحل الحوار مع أميركا

بسّام القنطار
«أمضينا خمسين عاماً ونحن نسير على حد الموسى، لقد تدرّبنا على ذلك جيداً، وباستطاعتنا أن نصمد ونقاوم خمسين سنة أخرى من الاعتداءات والحصار». لا يجد السفير الكوبي المعيّن حديثاً في بيروت، مانويل سيرانو، أبلغ من عبارة الرئيس راوول كاسترو ليختصر من خلالها موقف الشعب الكوبي، وذلك في لقاء جمعه مع الإعلاميين في منزله في الحازمية، أول من أمس.
سيرّانو، الذي يعرف لبنان جيداً بعدما أمضى فيه حقبتين دبلوماسيتين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، يسعى جاهداً لأن يُبقي كوبا حاضرة في الإعلام اللبناني، وهو يعرف أن هذه المهمة «ليست مستحيلة، لكنها تواجه الكثير من الصعوبات، فالحصار المفروض على الجزيرة منذ خمسين عاماً، ليس فقط اقتصادياً وسياسياً، ومفاعليه تمتدّ لتصل الى الإعلام العالمي والمحلّي في جميع بقاع الأرض».
يسكن سيرّانو دائماً هاجس التعتيم الإعلامي على كل ما تقوم به كوبا من مهام إنسانية حول العالم، وهاجس تضخيم أي حادث في كوبا وتصويره بأنه حدث استثنائي. يعطي سيرّانو مثالاً على ذلك، إغفال ما تقوم به كوبا في مساندة الشعب الهايتي بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب تلك البلاد. فبلاده استجابت منذ اليوم الأول لوقوع الكارثة، وهي حاضرة في هذا البلد الفقير منذ عقود. «نحن نرسل الأطباء الى هايتي، لا الجنود»، يقول سيرّانو ملمّحاً الى التدخّل العسكري الأميركي غير المسبوق في الجزيرة. ويضيف «مجموع الأطباء الذين يقدّمون المساعدة الطبية في هايتي هو 1439 طبيباً، وقد عاينوا أكثر من 95 ألف مريض، وأجروا أكثر من 4500 عملية جراحية، ولقّحوا أكثر من 35 ألف شخص».
السنوات الثلاث الماضية كانت من أصعب السنوات التي مرّت على كوبا، بحسب سيرّانو، ولقد كانت أصعبها سنة 2008. ثلاثة أعاصير اقتلعت كل شيء في مناطق مختلفة من الجزيرة، لكن الشعب الكوبي يعرف كيف يحافظ على وحدته ويعزّز اقتصاده، وكيف يقارع الحصار الأميركي ويقف له بالمرصاد.
يقدّم سيرّانو جردة حساب مختصرة منذ وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما الى سدّة الحكم. باختصار لم يقدّم أوباما أي جديد على صعيد تحسين العلاقة مع كوبا، وجلّ ما فعله هو تخفيف بعض القيود الإضافية التي فرضتها إدارة الرئيس جورج بوش على الشعب الكوبي. «نحن الآن في مرحلة ما قبل بوش، لا في مرحلة أوباما»، يقول سيرّانو.
في المقابل، يرى سيرّانو «أن ما يطلبه الأميركيون من كوبا هو المعزوفة السابقة نفسها، ونحن نرى أن جميع هذه المطالب هي تدخّل سافر بالشؤون الداخلية الكوبية، ونحن لا نتدخّل في شكل الحكم في أميركا ولا نقترح تغيير النظام الاقتصادي هناك، لكنّنا في المقابل لن نقوم بخطوات تعيد إنتاج الرأسمالية في كوبا وتسليم الثورة الى أعدائها، ونحن نعمل من أجل الدفاع والحفاظ على الاشتراكية ومواصلة السعي من أجل تحسينها، لا من أجل تدميرها». أما الولايات المتحدة «فبسلوكها العدائي تجاه السلطات والشعب الكوبي تؤكّد أنها مستمرة في سياستها التخريبية ضد كوبا».
برأي سيرّانو، فإن كوبا قامت بخطوة حسن النية تجاه أميركا عبر السماح للطائرات الأميركية بعبور المجال الجوي الكوبي من أجل نجدة هايتي ونقل الجرحى الذين هم بحالة حرجة، الأمر الذي يتيح توفير 90 دقيقة في كل رحلة. في المقابل، ماذا فعلت واشنطن؟ أمعنت في مواصلة «سياستها التخريبية الرامية الى إطاحة الثورة».
تجدر الإشارة إلى أن وفداً دبلوماسياً أميركياً برئاسة نائب وزيرة الخارجية قد زار هافانا الأسبوع الماضي، وأجرى خلال زيارته محادثات مع السلطات الكوبية، واجتمع بمعارضين كوبيين. الوفد الأميركي «استدعى عشرات المرتزقة» الى منزل رئيس شعبة المصالح الأميركية جوناثان فارار، «مظهراً مرة أخرى أن أولويّاته هي دعم أعداء الثورة والدفع بالتخريب لإطاحة الثورة بدلاً من خلق أجواء مؤاتية لحل حقيقي للمشاكل، الأمر الذي رفضته كوبا عبر بيان لوزارة الخارجية الكوبية».
وبالرغم من تشديد سيّرانو على أن زيارة الوفد الأميركي هي لبحث قضايا الهجرة، فقد علم في ما بعد أن الوفد طرح قضية الأميركي آلان غروس (60 سنة) الموقوف منذ الرابع من كانون الأول في كوبا بتهمة التجسّس، «بعدما ضبط وهو يوزّع هواتف نقالة من نوعية خاصة على معارضين».
هل تلوح في الأفق عملية تبادل للأسرى بين البلدين، وخصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية تعتقل 5 شباب كوبيين منذ إحدى عشرة سنة وتوجّه لهم تهماً بالتجسس أيضاً؟ قد لا يملك سيّرانو جواباً عن هذا السؤال، لكنه أكّد أن الوفد الكوبي يبحث دوماً «وبعمق مع الجانب الأميركي طلب الإفراج عن الكوبيين الخمسة»، بعدما صدرت قرارات من الأمم المتحدة تدين اعتقالهم وترى أنه تعسّفيّ.