Strong>تتصاعد لهجة الحديث عن عقوبات مشددة على إيران، مع التفاصيل التي تسرّبها الصحافة الغربية عما يمكن أن تشمله الرزمة الجديدة من هذا الإجراء. في مقابل ذلك، تبدو طهران غير آبهة بما قد تواجهه من «أدوات شيطانية» في الأمم المتحدةذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع روسيا والصين بشمل المصرف المركزي الإيراني بالقرار الذي من المفترض أن تتخذه الأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على البرنامج النووي لطهران، فيما رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن مجلس الأمن الدولي وحق النقض (الفيتو)، الذي تملكه الدول الخمس الدائمة العضوية، «أدوات شيطانية» تهدف إلى «قمع» البشر.
ونقلت وكالة «إيسنا» الطلابية عن نجاد قوله، خلال كلمة في ندوة لقادة الشرطة في طهران، أن «الإنسانية لا تحتاج إلى قنبلة ذرية أو غزو ضخم أو حتى مجلس الأمن الدولي وحق النقض فيه». وأضاف إن هذه هي «جميعها تستخدم لقمع واقع البشر وتدميره، وهي أدوات شيطانية».
من جهة ثانية، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن دبلوماسيين غربيين أكدوا أن المصرف المركزي الإيراني هو الآن «محور مناقشات بين الولايات المتحدة والدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، رغم أن واشنطن كانت قد خففت في وقت سابق من الدفع باتجاه الاتفاق على فرض حظر كامل على مبيعات الأسلحة إلى إيران». وأضافت إن واشنطن «تسعى إلى فرض تدابير في عدد واسع من المجالات ضد إيران تشمل، إلى جانب مصرفها المركزي، التمويل والتجارة والطاقة والحرس الثوري وتفتيش بضائعها، وهي واثقة من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بشأن هذه التدابير في الأسابيع المقبلة، وقد سلّمت هذه الدول اقتراحاً منقّحاً حول العقوبات في محاولة لتهدئة المخاوف الروسية والصينية».
وأشارت الصحيفة إلى أن «دبلوماسيين غربيين أكدوا أن الإجراء الذي ستتخذه الأمم المتحدة حيال إيران ستعقبه تدابير أخرى أكثر صرامة من جانب الاتحاد الأوروبي في المجالات المحددة بقرار المنظمة الدولية».
وفي طهران، أكد وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو أموريم، مجدداً دعم بلاده لحق إيران في التكنولوجيا النووية المدنية «السلمية». وقال، في أثناء محادثاته مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، «ما نريده للشعب البرازيلي هو ما نريده للشعب الإيراني، أي حق تطوير أنشطة نووية سلمية».
ويجري أموريم، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، محادثات في طهران على مدى يومين، تشمل نظيره الإيراني منوشهر متكي ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني والرئيس نجاد، قبل زيارة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المتوقّعة إلى إيران في 16 و17 أيار.
في هذا الوقت، أورد موقع وزارة النفط الإيرانية على شبكة الإنترنت (شانا)، أن شركة نفط إيرانية تابعة للدولة تنوي إصدار سندات بقيمة ثلاثة مليارات يورو قريباً للمساعدة في تمويل تطوير حقل «بارس» الجنوبي للغاز الطبيعي وهو حقل ضخم.
ونقل الموقع عن رئيس شركة بارس للنفط والغاز، علي وكيلي، قوله إن شركته ستصدر سندات بالريال بما قيمته ثلاثة مليارات دولار.
وأفاد التلفزيون الإيراني بأن إيران بدأت بخفض البيروقراطية وتخفيف قواعد الملكية لتشجيع الاستثمار الأجنبي في الأسهم والسندات، حيث يواجه منتج النفط الكبير احتمال فرض مزيد من العقوبات الدولية بسبب برنامجه النووي.
من جهة أخرى، أعلن وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، لوكالة «رويترز»، أن بإمكان إيران تصدير الغاز إلى سويسرا عن طريق تركيا، في مقابل حصول أنقرة على رسوم عبور.
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، علاء الدين بروجردي، أن بريطانيا وأميركا سعتا دائماً إلى إثارة الفرقة في المنطقة، معتبراً أن صوت بريطانيا انطلق من حنجرة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.
ووصف بروجردي، في تصريح لوكالة مهر للأنباء، تصريحات وزير خارجية الإمارات، التي قارن فيها الوجود الإيراني في الجزر الثلاث باحتلال اسرائيل لفلسطين، بالوقحة.
(رويترز، إرنا، أ ف ب، يو بي آي)