دشّنت إيران أمس منظومة متطورة للدفاع الجوي الصاروخي المتوسط المدى باسم «مرصاد»، قادرة على تدمير الطائرات المتطورة على ارتفاعات متوسطة، فيما ندّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي بـ«التهديد النووي المشين»، الذي وجّهه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى بلاده.وقال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، على هامش حفل التدشين، إن منظومة الدفاع «مرصاد» جاهزة ليزوَّد بها فيلق الدفاع الجوي، لافتاً إلى أنها متوسطة المدى وقادرة على تدمير الطائرات المتطورة على ارتفاعات متوسطة.
وأكد وحيدي أن «مرصاد» تفوق المنظومات الدفاعية الأخرى وتتمتع بقابلية التحرك إلى الأعلى لمواجهة الحرب الإلكترونية.
من جهة ثانية، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أمام تجمع لكبار القادة العسكريين في طهران، إن أوباما «هدّد ضمناً الإيرانيين بأسلحة نووية». وأضاف أن «هذه التهديدات غريبة جداً ولا ينبغي للعالم تجاهلها، لأنه في القرن الحادي والعشرين يلوّح رئيس دولة بالتهديد بشنّ هجوم نووي»، مشيراً إلى أن «تصريحات الرئيس الأميركي مشينة وتسيء إلى الولايات المتحدة، وتظهر أن الحكومة الأميركية منحرفة ولا يمكن الثقة بها».
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران ستتقدم بشكوى وقّع عليها 255 نائباً إيرانياً إلى الأمم المتحدة، وذلك على ما تعدّه تهديداً من أوباما بأسحلة نووية.
من ناحيته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، رداً على سؤال بشأن أهداف الولايات المتحدة من عقد مؤتمر نزع الأسلحة في واشنطن المقرر في 12 و13 نيسان الحالي، بأن «الدول التي تمتلك الأسلحة النووية تريد إجراء مسرحية للتظاهر بخفض الأسلحة، وأن تعلن للعالم بأنها تنسّق وتخطط لإدارة العالم مستقبلاً».
في المقابل، رأى وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، أن إيران «لا تزال» غير قادرة على إنتاج السلاح الذري، وأن برنامجها النووي يسير بطريقة أبطأ من المتوقع.
وقال غيتس، في مقابلة مع شبكة «ان بي سي»، «نعتقد أنهم لا يملكون الإمكانيات النووية بعد». وأضاف أن طهران «تواصل التقدم» في هذا الاتجاه، لكن هذا التقدّم «أبطأ ممّا كانوا يتوقعون».
وأشار الوزير الأميركي إلى أن إيران وكوريا الشمالية «بما أنهما لا تحترمان اتفاقية الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، فكل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التي كانت إلى جانب غيتس، «لن نستخدم الأسلحة النووية للرد إذا كنتم لا تملكون أسلحة نووية وتحترمون» نظام الحدّ من انتشارها. وأضافت «لكننا نحتفظ بهامش من المناورة»، موضحة «إذا ثبت لنا أن بلداً هاجمنا بأسلحة بيولوجية، فإن الخيارات كلها مطروحة».
في هذه الأثناء، بحث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع المدير العام لإدارة الخليج والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية، السفير محمد جلال فيروزينا، المسائل ذات الاهتمام المشترك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وقالت مصادر سعودية مطّلعة إن اللقاء، الذي عقد في الرياض، يعدّ إعداداً للقاء المتوقع بين الفيصل ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في السعودية.
إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن اثنين من المدانين بجرائم قتل فرّا بعدما أطلق مهاجمون قذيفة صاروخية على سجن في جنوب غرب إيران قرب الحدود مع العراق، أول من أمس، ما أدّى إلى إصابة 19 شخصاً بجروح.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)