خاص بالموقع- تُعقد يومي الاثنين والثلاثاء، في العاصمة الأميركية واشنطن، قمة عن الإرهاب النووي تُعدّ أكبر تجمع دولي منذ عقود. وقال رئيس بلدية واشنطن أدريان فنتي إنّ «مستوى الأمن ضخم»، معتبراً أنّ القمة هي «من دون شك، واحدة من أكثر القمم هيبة ستشهدها واشنطن والعالم». كما أكّد فنتي أنّ محطة المترو ستقفل، وستحوّل وجهة سير الحافلات، كما سيُتحقّق من هوية المقيمين في المنطقة المطوَّقة بالتدابير الأمنية حول المركز. وأوضح أنّه «سيكون هناك بعض الإزعاج»، لكن «ليس هناك شيء أهم من التأكد من أنّ القادة الذين يزورون بلادنا يفعلون ذلك بكل أمان».
ولفت رئيس البلدية إلى أنّ «المدينة نظمت في الماضي مناسبات كبيرة مثل جنازة الرئيس جيرالد فورد ومجيء الدالاي لاما والبابا والملكة أليزابيث». وأشار أيضاً إلى حفل تنصيب الرئيس باراك أوباما الذي جذب حشوداً قياسية إلى العاصمة في كانون الثاني 2009. وأضاف «نظراً إلى عدد القادة الذين تجب حمايتهم، فإنّها بالتأكيد إحدى أهم القمم».

وفي السياق، حذّرت قائدة شرطة واشنطن كاثي لانيير: «تحلوا بالصبر مع دوي صفارات السيارات وأبواقها»، منبهة السكان لتحركات الذهاب والإياب لـ47 رئيس دولة وحكومة ينتظر مشاركتهم في القمة التي وصفت بأنّها «حدث أمني وطني خاص».

وقالت لانيير، التي بقيت متحفظة بشأن عدد قوات الأمن الملحقة بهذا الحدث، إنّ طوقاً أمنياً واسعاً «على مستويات عدّة مع عناصر مرئية وأخرى غير مرئية» ستحيط منذ مساء اليوم الأحد، بمركز المؤتمرات في وسط العاصمة.

وصرحت قائدة الشرطة «لا نتوقع تظاهرات ضخمة لكن سيكون هناك على الأرجح بعض الأشخاص الذين سيحتجون. في واشنطن تعوّدنا على ذلك».

إلى ذلك، ستفرض قيود على المجال الجوي لإفساح المجال لمروحيات المراقبة وقوات إضافية من حرس السواحل لحراسة نهر بوتوماك الذي يروي واشنطن.

وتختبر باكستان سمعتها بشأن الأسلحة النووية عندما يحضر رئيس وزرائها يوسف رضا جيلاني القمة. لكنّ الهند ودولاً أخرى منتقدة ربما تعمل على تقويض باكستان من خلال تذكير العالم بتهريبها الأسلحة النووية وإبرازها لما تقوم به طالبان فيها وإذكاء مخاوف من أن يصبح بلداً مسلماً في حالة من الفوضى تمكن «متشددين» من الاستيلاء على مواد نووية.

وقال الصحافي الباكستاني شهيد الرحمن، وهو مؤلف كتاب «طريق طويل إلى تشاجاي» عن البرنامج النووي الباكستاني «ستطالب الهند بفرض قيود على البرنامج النووي الباكستاني». وأضاف «ستعمل باكستان على الرد على ذلك وإقناعهم بأنّ سلطة القيادة الوطنية لدينا، التي تشرف على الأسلحة الاستراتيجية للبلاد فعالة للغاية وأنّ أسلحتنا النووية في أمن وأمان».

وسيلقي جيلاني كلمة خلال القمة بعد اجتماع مع أوباما اليوم. وليس هناك نية في أن يلتقي جيلاني بنظيره الهندي مانموهان سينغ رغم أنّ «مقابلة» قصيرة ربما تحصل بين زعيمي البلدين.

ودعا أوباما لعقد قمة الأمن النووي للتوصل إلى فهم مشترك للتهديد الذي يمثله الإرهاب النووي والاتفاق على الخطوات اللازمة لتأمين كل المواد النووية خلال أربع سنوات للحيلولة دون وقوعها في أيدي جماعات مثل «القاعدة».

وهناك دولتان لن تحضرا القمة، هما إيران وكوريا الشمالية، وكلتاهما تخوض أزمة نووية مع الغرب. وقيل إنّ البلدين استفادا من شبكة التهريب التي كان يقودها عبد القدير خان، «أبو القنبلة النووية» في باكستان والبطل القومي للبلاد.

وتصف باكستان مخاوف من انتقال الترسانة النووية ومخزون المواد النووية إلى أيدي جماعات إرهابية بأنّها محض «تكهنات». ويقول أوباما إنه واثق من أمن الترسانة النووية الباكستانية، لكن الهند ليست كذلك.

وأشار المبعوث الهندي السابق في باكستان ناريش تشاندرا إلى أنّ الهند تدرك جيداً مدى أهمية باكستان وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لذلك فإنّها لا تتوقع تدخلاً أميركياً يُذكَر بين البلدين في ما يتعلق بالمسألة النووية.

وسترغب واشنطن في أن تساعد باكستان في كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، لكن ليس هناك احتمال كبير في تحقق ذلك.

ويقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنّ الهند تملك بين 60 و70 رأساً نووياً، فيما لدى باكستان نحو 60 رأساً. كما أنّه لا الهند ولا باكستان وقّعتا على معاهدة حظر الانتشار النووي التي يأمل أوباما أن يعززها.

(أ ف ب، رويترز)