خاص بالموقع- ذكرت برقيات أميركية نشرها موقع «ويكيليكس» أن دولة الإمارات العربية المتحدة فضّلت نشر تفاصيل اغتيال قيادي بحركة «حماس» في دبي منذ نحو عام بعدما وجدت أن الصمت سينظر إليه على أنه انحياز إلى جانب إسرائيل.
وكتب السفير الأميركي ريتشارد أولسون في برقية دبلوماسية مؤرخة في 31 كانون الثاني2010، مستشهداً بمحادثة مع مستشار إعلامي لحكومة الإمارات يقول: «كان الخياران اللذان بُحثا هما عدم قول أي شيء على الإطلاق أو كشف المحتوى الكامل تقريباً لتحقيقات الإمارات». وتابع أن عدم ذكر شيء «كان سيجري تصوره على أنه حماية للإسرائيليين». وتبين البرقيات أنّ الحدث بُحث لمدة تسعة أيام على أعلى مستوى قبل إذاعته علانية.
وأشار ولسون إلى أنّ «البيان صيغ بعناية، بحيث لا يشير بأي إصبع لأحد، بل يشير إلى عصابة يحمل أفرادها جوازات سفر غربية، على أن يفسر محلياً على أنه يشير إلى الموساد».
وأظهرت الوثائق أن السلطات الإماراتية طلبت من الولايات المتحدة المساعدة بالتحقيق في اغتيال المبحوح، من خلال تقديم معلومات عن مشتبه فيهم يحملون بطاقات اعتماد صادرة عن مصرف أميركي.
وتظهر وثيقة مؤرخة 24 في كانون الثاني 2010 وصادرة عن السفارة الأميركية في أبو ظبي أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش طلب رسمياً من السفير الأميركي المساعدة في تقديم معلومات عن 3 أشخاص يحملون بطاقات اعتماد صادرة عن مصرف «ميتا بنك» في أيوا، وتضمنت الوثيقة أرقام بطاقات الاعتماد.
ونقلت السفارة الأميركية الطلب الإماراتي إلى مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي «أف بي آي»، وطلبت رداً «سريعاً» عليه. وناقش وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الموضوع مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في 23 شباط الماضي.
وتظهر الوثيقة أن مديرية أمن الدولة في دبي وجهت طلباً إلى المصرف المركزي في الإمارات تطلب فيه من وحدة تبييض الأموال والتعاملات المشبوهة جمع معلومات «بنحو طارئ» عن بطاقات الاعتماد الثلاثة التي حددت أرقامها، بالإضافة إلى حسابات المشتريات والدفعات باستخدام تلك البطاقات «بما أن مستخدمي تلك البطاقات تورطوا في اغتيال محمود المبحوح».
والبرقيات التي كتبت مباشرة بعد الاغتيال لا تكشف عن هويات العملاء. لكن قائد شرطة دبي ضاحي خلفان تميم قال إنه توقع أن تظهر تورط الموساد في الاغتيال.
ونقلت «غولف نيوز» عن تميم قوله في تقرير يوم الجمعة الماضي إن «الوثائق ستقدم الدليل بالتأكيد إلى أولئك الذين كانوا يشكون فينا».
من جهة ثانية، تحدثت وثائق دبلوماسية أخرى عن عملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت إن وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير ناقش مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل احتمال الاعتراف بدولة فلسطينية بغض النظر عن نتائج المفاوضات مع إسرائيل.
وتوضح البرقية الصادرة عن السفير الأميركي في باريس تشارلز ريفكين والمؤرخة في 25 كانون الثاني 2010 قبيل زيارة كلينتون لفرنسا أن كوشنير «ذكر أمام المبعوث الخاص ميتشل الفكرة المثيرة للجدل عن عرض الاعتراف بدولة فلسطينية الآن بدون تعريف حدودها أو عرض الاعتراف بدول فلسطينية في إطار جدول زمني محدد بغضّ النظر عن نتائج المفاوضات».
ويقول السفير الأميركي إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتفق مع الأميركيين على ضرورة مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى طاولة المفاوضات «من خلال تقديم برامج مساعدات وضمانات ودعم القادة العرب».
وقال إن ساركوزي ملتزم بدفع فرنسا لأداء دور فعال في عملية السلام بالشرق الأوسط، غير أنه وصفه بـ«غير الصبور ويحاول استباق الأحداث قبل خطط الحكومة الأميركية».
وأوضحت الوثيقة أن فرنسا مهتمة بأداء دور «الوسيط لإعادة إطلاق مسار السلام السوري ـــــ الإسرائيلي». وأشارت إلى أن الحكومة الفرنسية تقاربت مع سوريا في السنتين الماضيتين، جزئياً «بهدف محاولة إضعاف علاقات دمشق مع طهران».
في المقابل، صدر موقف إيراني معقب على وثائق «ويكيليكس»، وقال وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي إن من شأنها بث «الفرقة والازدواجية في منطقة الشرق الأوسط».
وأضاف: «يمكن النظر إلى وثائق «ويكيليكس» من جوانب عديدة بما يتطلب من الغرب الإفصاح عن محاولاتهم العدائية التي قاموا بها تجاه الآخرين، وخاصة أن بعضاً من هذه الوثائق يتعلق بإيجاد الفرقة والازدواجية في المنطقة». ورأى أن التصريحات الأخيرة لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأدميرال مايكل مولن، التي وجه فيها تهديدات إلى إيران «هي في الحقيقة مجرد تهديدات لا أساس لها من الصحة وتتصف بالضعف».
في هذه الأثناء، يجري العمل على مذكرات مؤسس «ويكيليكس» جوليان آسانج. وقال بول بوجاردز، المتحدث باسم الناشر الأميركي، ألفريد نوبف إن آسانج ودار النشر توصلا إلى اتفاق على كتابة سيرته الذاتية «قبل العطلة مباشرة»، في إشارة إلى عطلة عيد الميلاد، ومن المتوقع تسليم نسخة مكتوبة بخط اليد في 2011.
وأضاف بوجاردز: «في ما يتعلق بالموضوع، سيكون سرداً كاملاً لحياته من خلال الحاضر، بما في ذلك تأسيس ويكيليكس والعمل الذي قام به هناك. ليس هناك جدول زمني لنشر المذكرات حتى الآن».
بدوره، قال أسانج لصحيفة «صنداي تايمز» في بريطانيا إنه وافق على تأليف الكتاب نتيجة صعوبات مالية يواجهها بسبب مسائل قانونية. وسيحصل بموجب الاتفاق على 800 ألف دولار من نوبف وعلى 500 ألف دولار أخرى من دار النشر البريطانية «كانونجيت».
وتابع: «لا أريد أن أؤلف هذا الكتاب. لكن عليّ ذلك. احتاج إلى الدفاع عن نفسي وأن أساعد على بقاء ويكيليكس».
وستأتي مذكرات أسانج عقب كتاب من تأليف ساعده الأيمن السابق دانييل دومشيت بيرج الذي يكشف في كتابه «داخل ويكيليكس. الوقت الذي قضيته في أخطر موقع على الإنترنت في العالم» قصة الموقع. ومن المقرر صدور الكتاب من طريق دار النشر الألمانية «إيكون فيرلاج» في كانون الثاني.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)