تخبرنا الأسطورة عن مارسياس الساتير، والساتير هو الذكر التابع للقوات التي تصاحب إله الخمر ديونيسوس وإله الصيد البري بان، وهو ملهمٌ للنشوة والابتهاج، يمتاز بملامح تشبه ملامح الماعز. كان مارسياس موهوباً وشجاعاً، قادراً على تحدي الآلهة ويناطح قدراتهم. تروي لنا الأسطورة كيف حاول مارسياس انتحال شخصية الإله أبولو، لا بالتشبّه بشكله فقط، بل بسلبه لقدرته التي تشكّل هويته: العزف. تحدّي مارسياس أودى به إلى التورط بنزالٍ لا نعلم نتيجته النهائية لأن هناك روايتين مختلفتين عنه. في الأولى يفوز أبولو وفي الثانية يفوز مارسياس. لكن الروايتين تفضيان إلى نتيجةٍ واحدة، وهو أن عقاباً حلّ بمارسياس. فنحن نقرأ أن خسارته حوّلت أذنيه إلى أذنَي حمار، كما نقرأ أيضاً عن عقابٍ مأساويّ أكثر حل به، ويُفيد بأن مارسياس رُبط على شجرةٍ و سُلخ حيّاً. المهم أنه حتى عندما فاز مارسياس لم يبقَ مارسياس الساتير المرح الموهوب نفسه، بل عوقب، وسُلخ جلده، ومُسخت ملامحه، وقُيّد إلى شجرة، فلم يعد يقوى على ممارسة موهبته مرة أخرى. لكن مارسياس لا يتعرف إلى نفسه إلا في حدود الآخر: أبولو. عندها تتساوى مهارته من عدمها، فينقلب سحر التميّز إلى ضياع أبدي متكرر.يُخيّل لنا مارسياس أثناء عقوبتهِ بأنه يُنشد ألحانه على وقع كلمات الحكمدار عبد الباسط حمودة، المغني المصري المشهور بأغانيه الشعبية الحزينة، وصوته الحادّ.


يتهيأ لنا كيف يُثيران تساؤلاتهما التي تنطوي على مدى معرفتهما بذاتهما وبماهيتهما، ويتهيأ لنا أيضاً كيف يشتركان بأوجاعهما وهما يغنيان كلمات إحدى أغنيات الحكمدار حمودة: «أنا مش عارفني، أنا كنت مني، أنا مش أنا، لا دا ملامحي، ولا شكل شكلي ولا دا أنا». فأغنيّة عبد الباسط حمودة هذه تشكل رمزاً حياً لأسطورة الفنان المعذب. مارسياس بألحانه المبتورة وقيوده وانسلاخه عن ذاته مرتين؛ مرة عندما لم يعترف بمهارته وحدها وقرر أنها تتفوّق على موهبة أبولو بنيّة التشبّه به، ومرة عندما عوقب. يتمثّل عقابه بما شعر به تجاه ذاته التي تعبّر عن غيره على هذا الأساس: أتخيل مارسياس بهيئة الحكمدار عبد الباسط حمودة بسترته السوداء، ووجهه الباكي وسط حفل زفاف عملاق، يبكي حاله ويرثيها، يعبّر عن أزمة هويته في كلمات تقرّ بمسؤوليته عن حالته تارةً، و يحمّلها للقدر وللآخرين، وعلى عدم التقدير تارة أخرى. هذه الحالة من الإدراك والإنكار للأسى ولأسبابه أضحت رمزاً وشعاراً لما يُعرف بـ«Generation Z» أي جيل الألفية الثانية، وللـ«Zoomers» أو جيل صيحات الإنترنت. فهؤلاء مشتّتون بين عدد لا يحصى من الأشباه والهويات التي اخترعوها لذواتهم، وبين الغضب والحزن على ما يحيط بهم من أحوال. فكيف أصبح جيل «Generation Z» رمزاً لرمسنة الهويات المبعثرة والأرواح المعذبة؟ كيف أصبحت آليات التميز مختلفة، مزيفة، ولا تعبر عن ذات صاحبها؟
لطالما كان التشبّه بالمشاهير ظاهرة شائعة تكررها الأجيال برمتها. لكن أخيراً، اتخذ هذا التشبّه طابع الهوس، وراح نحو منحى آخر، إذ هناك هالة مقدسة حول الفنان المعذب «جريح ودا مش بإيدي\ مخدتش بس بدي\ زرعت يا ناس ورودي\ جنيت الشوك لوحدي» حتى أصبحنا نجد أن الفضاء المأساوي ينتشر في كل مكان، وإن المقولة تخبرنا بأن جميع الفنانين يجب أن يعانوا باستمرار، وأن يمضوا في حياة يتخللها أمراض عقلية مؤذية أو مشكلات تتعلق بالإدمان، وفي أغلب الأحيان مزيج من الخلطة كلها. لقد أُضفي طابع رومانسي ساحر على هذه الحالة، وبات التسويق لها يلقي حرارة عالية، فتنتبه أنها السبب وراء شراء جورب يحمل لوحات الرسام الكئيب فان جوغ، أو السبب وراء تفشّي كتب السير ذاتية والأفلام الوثائقية للفنانة الأميركية المنتحرة آيمي واين هاوس، وأن هذه الرومانسية في التعامل مع «سوداوية الحياة» هي السبب وراء «ريلز» تيك توك التي تروّج لأشعار الشاعرة المنتحرة سليفيا بلاث، وهي وراء الملابس التي تحمل رسالة انتحار مغني الروك كيرت كوباين. تتحول المعاناة الفنية هنا من حالة خاصة بأصحابها إلى شكل من أشكال التجارة من ناحية، وإلى استلهام «مزاج عيش» أو نمط حياة له رونق الكآبة وطريقة للتعبير عن الذات و«المخاض الصعب»، وخصوصاً عند جيل الألفيّة الثانية، من ناحيةٍ أخرى. إن إعجاب جيل الألفية الثانية بهؤلاء الفنانين لا علاقة له بإنتاجهم الشعري أو الغنائي أو الموسيقي، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياةٍ مليئة بالأسى، والارتباط بسيرهم الخاصة إلى حدّ التشبّه بهم، وها هي موجة التعريف عن الذات بوصفها تعاني من أمراض نفسية لا تقتصر على حياتهم بل تقتحم فضاءاتنا.
ولكن كيف تبلورت تلك الحالة عبر منصات التواصل الاجتماعي كشكل من أشكال التميز؟
إن جيل الألفية الثانية («Generation Z») يعتبر الأكثر انفتاحاً ممن سبقوه فيما يخص التعامل مع الأمراض العقلية وفق الجمعية الأميركية لعلم النفس. إن 90 في المئة من جيل الألفية الثانية يعترفون، بسهولة بالغة، أن لديهم مشكلات متعلقة بالصحة العقلية، وهي نسبة تفوق كل الأجيال التي سبقتهم. ولكن كم من هؤلاء خضعوا لفحص طبي أو تقييم نفسي علمي قبل أن يدلو بدلوهم ويشخصوا أنفسهم؟ إن المشكلة الأساس في جيل الألفية الثانية لا تكمن بالمرض النفسي أكثر ما هي مشكلة تخص الزيف والادعاء وتبني لهويات ولقوالب جاهزة من خلال التشبّه بالآخر، إلا إذا لم نستثنِ أن الادعاء والتزييف يندرجان كأمراض نفسيةٍ.
وعالم تزييف الأمراض النفسية لخلق شخصية «مميزة» غير مرتبط بظهور منصة تيك توك. لقد كان هناك من قبل «Thinkspiration» على منصة تمبلر، ومنصات «السيلف هارمينج» على إنستغرام مثل «Mytherapysays» .عام 2017 نشرت مجلة أتلانتك مقالة تحت عنوان «online cultivation of beatiful sadness» تؤكد فيها على ترسيخ منصات التواصل الاجتماعي لفكرة «الأمراض النفسية المرغوبة، وضرورية مع بدء توسع وانتشار موضة (المغنية الأميركية) بيلي إيليتش باعتبارها فتاة جيل الألفية الثانية، تغني أغاني تعزز الاكتئاب وتستدعيه، وتعتبره منحة من الحياة، يُقيم في العظام وفي الروح».
في كتابه «فهم علم النفس» (understanding psychology) يؤكد روبرت فليدمان أن هيئة المعاناة أصبحت خصبة للغاية، ومؤثرة لدرجة أنها تعتبر سمة شخصية لا تنفصل عن الذات التي تحملها. يؤكد فيلدمان أنه ليس هناك حجة لعرض الأمراض النفسية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا مبرر لاختراعها وتبنيها، إلا من أجل إثارة الاهتمام والتعاطف، فالكل أصبح يسعى لأن يكون مميزاً بطريقته، والكلّ يبغي التنصل من مسؤولية أفعاله، أو على طريقة الحكمدار حمودة مرة أخرى: «كتبت الآه بقلمي\ بردو بقول قدر». ولكن هل يقتصر التزييف على الأمراض فقط؟ماذا عن اختراع شخصية كاملة، بروفايل، بل وحتى شكل الملبس والتمحور حوله لا العكس؟
يحتاج كل شخص للشعور بذاته. لنا جميعنا طرقنا الخاصة بذلك. نلاحظ نمط سلوكنا ونفكر في أنفسنا، ونرسم عنها حقائق يقينية في عقولنا. من الصحّي أن نطلق تسميات وألقاباً على أنفسنا للحصول على نوع من التفرّد والامتياز الذاتي. ولكن الطريقة التي يعرّف بها هذا الجيل نفسه عشوائية تماماً، ومفتعلة، ومضللة إلى حدّ كبير. تراهم يتعاملون مع هوياتهم وكأنها تصميم لشخصية «rpg»: حدد جنسك على تويتر، وغيّر عرقك على إنستغرام، وتسلّح بأجنحة كألعاب الفيديو. بصورة أدّق، إنهم لا يفعلون ذلك من أجل التصنيف، والتسميات تبدو معاصرة وجذابة، بل لأن الجميع يحب أن يكون مختلفاً. لا ريب من أن تفتعل التمايز مثلما أنه لا ريب في أن تبقى متوسط القدرات. كل تلك الأسماء المعتمدة والتصنيفات الجائرة تبدو للوهلة الأولى رائعة، ومبهرة، كمجموعة كبيرة من الأبطال الخارقين الوسيمين، ولكنها في النهاية ما هي سوى وسيلة لتضخيم الذات، والتباهي بها أمام الآخرين. جيل الألفية الثانية بالفعل مميزون، ولكن ليس لديهم الرغبة في أن «يكونوا» لأن تمايزهم قائم على التشبّه، أو التبني أو تقمص الراحلين، لذا هم أقرب فعلياً إلى الأموات. حياة تقبع خلف الشاشة، مع مستوى عالٍ من الاتكالية: إني أختار شخصية بائسة، فإذاً ها هو سبب بؤسي، أختار شخصية مدللة لذا أنا مدلل.

يمكنك الاستراحة تماماً وتحميل عبء صناعة شخصية مناسبة لك لعلوم زائفة مثل التنجيم.

من أشهر الشخصيات في العالم الافتراضي الآن هي شخصية الفتاة المنجمة الروحانية. والتنجيم الروحاني يتمحور حول دراسة كمّ من الهراء يزعم أن له أساساً علميّاً. المنجمة تكرّس نفسها لهذا «المنهج» وتتنبأ للآخرين أموراً تخص شخصيتهم وسماتهم ونقاط قوتهم، فيما هم وبكل رضى واستسلام ينصاعون «لتحيزاتها» الجازمة. 75 في المئة من الأشخاص يحصلون على نتائج مختلفة لشخصياتهم. بأي من تلك الاختبارات أو التنبؤات ،فتتبدل وتُرسم يومياً وفقاً لخوارزميات برمجة حمقاء. أكد عالم النفس والتر ميشيل في كتابه «الشخصية وتقويم السلوك» أن سلوك الناس مرتبط ببيئتهم وليس بصفاتهم التي يقرّونها عن ذواتهم. فإننا نبالغ بشدة في قدرتنا على فهم وتصنيف شيء معقد وفريد كالذات، لأن الذات البشرية تتغير دائماً وفقاً لعدد من الشروط، أهمها ظروف واقعنا الذي يخلق هوياتنا. ولكن أبطال تيك توك، لا يملكون سماتٍ وميزاتٍ سوى أن يتماهوا مع أمراض عقلية لا يعانون منها في المقام الأول. لذلك، فالحديث المنتشر حول أهمية زيادة الحوار والكلام حول الأمراض النفسية، ومناقشتها لا يأخذ حقه بالكامل، ويجب تعميمه لصقل الوعي أولاً، ولكي يكون حائطاً مسدوداً أمام هذه الصيحة المجنونة. فالاكتئاب ليس «كوول» ولا يجب أن نستمر في توصيف وتشخيص أنفسنا بأمور لا تمت لحقيقتنا بصلة.

موضة الملابس وصيحة الأكاديميا
فجأة أصبح هناك ما يكفي من أنماط الموضة الجديدة لإسعاد جيل الألفية الثانية. بدءاً من «الفتيات الإلكترونيات» بألوان قوس قزح و«حوريات البحر» ذات الألوان الباستيل إلى «فتيات VSCO» المعانقات للأشجار اللواتي يفضلن شخصية: الساحرة/المتعجرفة. من خلال 1.2 مليون منشور على Instagram و1.5 مليار مشاهدة على تيك توك، تطور أسلوب المهووسين، وأصبح أقوى من أي وقت مضى. إن أحد أهم الأسباب الرئيسية لتوجه «Dark academia» حالياً، والأخير هو ميل جمالي رائج لدى جيل الإنترنت وبالتحديد جيل الألفية الثانية، حيث يتشاركون بكتابة الأدب وتناول نظريات فلسفية وجمالية، هو الأسلوب. إن البعض المنضوين في «Dark academia» يهتمون حقاً بالجانب «الأكاديمي». فهم يعلمون أن هذا الأسلوب يحث الآخرين ويجعلهم يسعون على نحو جامح نحو المعرفة، وتلقّف الموضوعات الفنية والأكاديمية التي لا تحظى باهتمام كافٍ من المجتمع السائد.
تركز الثقافات الفرعية للإنترنت في «Dark Academia» على التبني والحفاظ على بعض العناصر المهمة في نمط حياة الطلاب، بما في ذلك الزيارات المتكررة إلى المكتبات والمتاحف، واستهلاك معدلات عالية من الكافيين، والقيام بجلسات دراسة غالباً ما تستمر حتى المساء. ولكن كيف تصيب تلك الموضة باكتئاب مزيّف؟
ينجذب آخرون نحو الجانب «المظلم» من «Dark Academia». هؤلاء الأشخاص مهتمون جداً بالسعي وراء المعرفة بقدر ما يتعلق الأمر بـ«استكشاف الموت والمرض» كما كتبت أديبا جايجيردار،. إنهم يشتركون في بداهة الدراما كرغبة متأصلة فيهم أكثر من التعليم: إن ما يزيد المعرفة يزيد الحزن أيضاً.

لماذا تصنّف دعابات «Generation Z» معقّدة وعصية على الفهم؟
سريالية لا تحتمل خفتها. تعود السخافة في دعابة جيل الألفية الثانية إلى تعدد هوياتهم الممسوخة والتصاقها التامّ بثقافة الإنترنت. إن إمكانية الوصول إلى الإنترنت، ووقت الفراغ الكبير، والإفراط في المعلومات هي وصفة رائعة للكوميديا السخيفة، كما أنها لغة تواصل ذات التاريخ العميق للـ«ميمز». وإنه ليس من السهل فهم هذا «التاريخ العميق» إن لم تكن مشاركاً فيه. تتشكل «ميمز» جيل الألفية الثانية من خلال القدرة اللامحدودة في الوصول اللامحدود لكل تاريخ العالم، ويُضاف إلى «كوميديتها» أنها تسخر من السخرية ذاتها. مثال على ذلك شخصية اساحبي الشهيرة، فإذا نشرها أحد غيرهم تبدو سخيفة وقديمة ومملة، أما إذا نشرت بواسطة صفحة «dank meme» الخاصّة بهم، فهي ساخرة جداً بالرغم من سخافتها الفظيعة. هنا الضحك لا يأتي من الـ«ميم» بل من تاريخه وتاريخ المهتمين به. السخرية لا تكمن هنا في المحتوى بل في عمق موضوعه. ينطبق الأمر عينه على اللغة التي يستخدمونها. اللغة العربية ركيكة، نرى تداولها محصوراً في مجموعات العائلة على واتساب، إذ تشتهر تلك الغرف بصور الورود والحمامات والتهنئات الصباحية. نجد لكنات خليجية أو حتى عامية مبتورة السياق؛ فبدل من أن يكون اسمك سارا\ سارة، فأنتِ سره في لغتهم. إن الشخصيات الإعلامية التي يتطلعون إليها هم أشخاص مثل جيروم جار أو بيوديباي، تُحتضن هذه النماذج بسبب روح الدعابة السخيفة واللغة الهجينة الذي يمتازون بها. ويميل المحتوى الذي يشاركونه إلى إظهار أقصى ما تصل إليها تلك السذاجة: مقاطع سنابشات، والميمات التي تستنكر الذات، أو مقاطع «vines» التي تتمحور حول جعل الناس يعتقدون أنك غريب الأطوار. إن المنطق يشترط استحالة نشر شخص في العشرينيات من عمره أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي يجعله يبدو غريباً أو «كرينج». ولكن بالنسبة إلى الجيل الذي قضى حياته بأكملها على الإنترنت – غالباً على عدسة سكايب غير المفلترة، وكاميرات الويب، والبث المباشر ومدونات الفيديو- ففكرة أن تكون غريباً، وغير عاديّ، هي الأكثر إغواء على الإطلاق. فكلما كانت نتيجة منشورك أكثر سخافة وعشوائية، كلما كان منشورك مسلياً، ومستحسناً ويلقى رواجاً، ويزيد من احتمالية مشاركته مع الآخرين. ممارسات كهذه لجيل الألفية الثانية، في عالم ينهار، تفسَّر بأنهم يعتبروا أن الـ«ميمز» ليست مجرد دعابة بل آلية تسمح لهم بالتكيّف الدائم.
تعيدنا تعقيدات الحس الفكاهي الذي يمتاز به «Generation Z» إلى صناعة الشبيه مرة أخرى. وهنا بصورة مكتملة، من خلال حساب يحمل اسماً وصورة وسمات مختلقة، حيث يمكنك أن تكون فأراً أو ساندويش «برجر وان» فيدور محتواك يومياً عن حياتك كسندويش، وصولاً إلى اختلاق أزياء توحي بما لا تهتم به أيضاً. الكلمة السحرية هي دائماً وأبداً: التميّز. إنه مصير الانسلاخ عن الذات، كمارسياس، أو التيه الأبدي والضياع كالحكمدار عبد الباسط حمودة، ليس من تعويذة أبدية على أرواح جيل الألفية الثانية، فالظروف التي تخلق المصابين بالخلل، تخلق أيضاً دارسي زمنهم وأحوالهم، مثل دراسة صانعي المحتوى لجيش من الكبار لا يستطيع فك حصون أفكار ولا يجيد السخرية حتى.




_