رقم البرقية: 06BEIRUT2490التاريخ: 29 تموز 2006 9:58
الموضوع: مروان حمادة يناقش احتمالات وقف إطلاق النار
مصنّفة من: السفير جيفري فيلتمان

ملخَّّص

1. خلال اجتماع بين وزير الاتصالات مروان حمادة، والسفير وأحد الدبلوماسيين الاقتصاديين في السفارة في 28 تموز،

قدّم حمادة موجزاً لاجتماع مجلس الوزراء الذي عقد يوم 27 تموز، ولمؤتمر روما. كان ناشر «النهار» غسان تويني حاضراً كذلك. قال حمادة إنّ اجتماع مجلس الوزراء كان «أسطورياً» بسبب مواجهته الرئيس إميل لحود والوزراء الشيعة كلامياً. وفي النهاية، أقرّ مجلس الوزراء بالإجماع، النقاط السبع التي تضمّنها خطاب السنيورة في مؤتمر روما. وعن هذا المؤتمر، رأى حمادة أن النقاشات الجانبية كانت جيدة، خصوصاً مع وزيرة الخارجية رايس. كذلك التقى سعد الحريري الذي نصحه حمادة بأن يبقى خارج لبنان في الوقت الحالي. وخلال مراجعة تفاصيل وقف إطلاق النار، قال حمادة إنه كان قلقاً إزاء الخطوات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة. وكان مصدر دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي قد أبلغه بأن من المرجَّح أن تطول الحملة العسكرية الإسرائيلية لما بين أسبوعين و5 أسابيع إضافية. ولدى سؤاله عن كيفية تعزيز الحكومة اللبنانية سيادتها على جميع الأراضي اللبنانية، أجاب حمادة بأن الحكومة والجيش اللبناني سيركّزان فقط على الترسانة الصاروخية لحزب الله وعلى سلاحه الثقيل. يمكن حزب الله إما إعادتها لإيران وسوريا أو تسليمها للجيش اللبناني، أو إعطاؤها للقوة الدولية للحفاظ على الاستقرار. (نهاية الملخص)

حمادة يتّخذ موقفاً في اجتماع مجلس الوزراء يوم 27 تموز

2. ليل 28 تموز، اجتمع السفير وأحد الموظفين الاقتصاديين في السفارة مع وزير الاتصالات مروان حمادة في منزله. وحضر معظم الاجتماع المدير العام لـ»النهار» غسان تويني، وكانت مساهمته الرئيسية تزويدنا بالتقارير الصحافية العاجلة (التي تبيّن في ما بعد أن معظمها كان خاطئاً). بدأ حمادة بتقديم إيجاز للسفير عن اجتماع مجلس الوزراء في 27 تموز. «كان أسطورياً»، قال حمادة مبتسماً. وأضاف إنه تعارك مع الرئيس إميل لحود والوزراء الشيعة وبعض «التكنوقراط الضعفاء» من وزراء تيّار سعد الحريري (المستقبل). وعندما انتقد وزراء حركة «أمل» خطاب السنيورة في مؤتمر روما، ردّ حمادة بأن رئيس البرلمان نبيه بري وافق مسبقاً على الخطاب، وهو ما «أسكتهم». كذلك أوضح حمادة أن بري دافع عن السنيورة في مقابلة على فضائية «الجزيرة».
3. في اجتماع مجلس الوزراء، اقترح حمادة أن يقرّ المجلس بيان رئيس الحكومة. كان لحّود ووزراء حزب الله غاضبين حيال فكرة تفويض ونطاق عمل جديدَين لقوة حفظ السلام. أخبر حمادة لحود أنه «لم يعد هناك يونيفيل»، لذلك عليه أن ينسى أمرها. «قلت له إن مجلس الوزراء هو من يقرّر وليس أنت... وهذا ما أسكته»، قال حمادة بفخر. عندها، أثار لحود قضية القرى السبع، فأشار السنيورة إلى أن الحدود مع فلسطين رُسِمَت عام 1920، قبل ترسيم حدود لبنان الكبير. وسأل السنيورة لحّود: «هل تريد أن تثير مسألة حدود لبنان الكبير؟». ولم ينطق وزير الخارجية، فوزي صلّوخ، بأي كلمة، وهو الذي عادةً ما يكون مجرَّد ناطق باسم أمل وحزب الله. وقال حمادة إنه خاطب وزراء حزب الله بأن حزبهم ورّط لبنان في حرب من دون استئذان بقيّة أعضاء مجلس الوزراء، لذلك على الحكومة أن تأخذ موقفاً الآن. وتابع حمادة أنه قال لوزراء حزب الله إنه «إذا واصلتم مهاجمة السنيورة، فستكون حرباً مفتوحة مع حمادة أيضاً». وفي نهاية هذا السجال المتوتّر، أقرّ مجلس الوزراء بالإجماع النقاط السبع التي تضمّنها خطاب السنيورة في مؤتمر روما.

مؤتمر روما كان جيداً

4. السفير سأل حمادة عن كيفية سير الأمور في مؤتمر روما يوم 26 تموز، فأجاب بأنه كان ثمة «نقاشات جانبية جيدة»، خصوصاً بين السنيورة والوزيرة رايس. كان الروس يريدون وقفاً فورياً لإطلاق النار، بينما ظلّ البريطانيون والألمان غير واضحين. ووصف حمادة الاقتراح الفرنسي غير الرسمي بأنه «محيِّر»، لكن فيه بعض العناصر الجيدة.
5. كذلك تحدّث حمادة مع سعد الحريري الذي قال إن السعوديّين أبلغوه تحيّات الملك للزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ونصح حمادة الحريري بألا يعود إلى لبنان في هذا الوقت. وقال «أبلغته بأنه سيجد في قريطم 20 ألف لاجئ (مهجَّر) يتسوّلون الطعام». وفي وقت لاحق، قال حمادة إن الحريري كان مخدوعاً بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وكان ميشال عون مخدوعاً أيضاً، لكن لم يكن لديه مكان ليذهب إليه. وبحسب حمادة، فإنّ عون وحزب الله يطلبان حالياً «حكومة حرب».

وقف إطلاق النار وأكثر

6. أوجز السفير لحمادة الاقتراحات المتداوَلة لوقف إطلاق النار. كان حمادة قلقاً إزاء السلوك الإسرائيلي. ولفت إلى أن إسرائيل استدعت عشرات آلاف جنود الاحتياط. وأُبلِغ حمادة من مصادره في الاتحاد الأوروبي بأنّ وقف إطلاق النار لن يحصل قبل أسبوعين إلى 5 أسابيع. وفي سياق تناوله بعض النقاط، علّق حمادة على أن منطقة عازلة بمساحة 20 كيلومتراً في جنوب لبنان ستعني أنّ ميليشيا شيعية ستكون متمركزة في جبل لبنان، بالتالي فإنّ حرباً أهلية ستقع. ورأى أن المنطقة العازلة يجب أن تشمل كل لبنان، مقِراً بأن على الحكومة اللبنانية طلب قوة متعددة الجنسيات لحفظ الاستقرار.
7. السفير سأل حمادة عن قدرات الحكومة اللبنانية على تحقيق دعوتها لتعزيز سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية. أجاب حمادة بأن الحكومة والجيش اللبنانيين قد يطلبان فقط صواريخ حزب الله وأسلحة ثقيلة أخرى. وتابع أن الحكومة لن تقلق إزاء السلاح الخفيف كالرشاشات الآلية من نوع AK-47 (الكلاشنيكوف)، بما أن الجميع في لبنان مسلّحون. وأشار إلى وجود ثلاثة خيارات لصواريخ حزب الله: 1ــ إعادتها إلى سوريا وإيران. 2ــ تسليمها إلى الجيش اللبناني. 3ــ تسليمها إلى القوة الدولية لحفظ الاستقرار. وتوقّع حمادة ألا يوافق حزب الله أبداً على الاقتراح الثالث، علماً بأن الاقتراح الثاني سيكون محرجاً للجيش اللبناني لأنه سيكون عليه بناء وحدة مدفعية جديدة للتعامل مع نوع أسلحة ليست معتادة على استعمالها. وألحّ السفير على حمادة لإجابته عن سبب عدم قيام الحكومة اللبنانية بعد بنزع سلاح حزب الله بموجب القرارين الدوليين 1559 و1680. وأجاب حمادة أنه في الـ1559، كان لبنان في حالة «العناية الفائقة»، ومع الـ1680، أخطأت حركة 14 آذار بسماحها لحزب الله بالمشاركة في الحكومة.
8. في النهاية، قال حمادة إنّ السفارة الايرانية حاولت تركيب هوائي إرسال في وسط آثار بعلبك، «لكننا أوقفناهم بالقوة»، على حد تعبيره.
فيلتمان