بعد ليلة مفجعة عاشها ذوو ضحايا تفجيري برج البراجنة، أمس، يبدأ اليوم تسليم جثث الشهداء لتوارى الثرى، فيما تتواصل الاستنكارات محلياً ودولياً تنديداً بالعمل الإرهابي الذي أودى بحياة 43 شخصاً.فقد استفاقت منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، صباحاً، على حجم الأضرار والخسائر المادية التي ضربت السيارات والمباني والمحال حيث وقع التفجيرين. وتفقد عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب مكان الانفجار، مؤكداً أن «الضاحية ستظل صامدة دفاعاً عن كل اللبنانيين».
ومع استمرار عملية رفع الأدلّة من مسرح الجريمة، أعطى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، تعليماته إلى الأجهزة المختصة بتسليم جثث الشهداء المكتملة، والتي انتهى الكشف عليها من جانب الطبيب الشرعي والأدلة الجنائية، إلى ذويها.
في سياق متّصل، أعلن وزير العدل أشرف ريفي، عقب انتهاء الاجتماع الأمني الطارئ، الذي عقد في السراي الحكومي، صباح اليوم، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أنه يحضّر «قراراً لإحالة جريمة برج البراجنة إلى المجلس العدلي، بعد عرضه على مجلس الوزراء».
بدوره، ربط وزير الداخلية الحدث الأمني بالمشاورات السياسية، قائلاً: «الأمور ستتسهل بالمعنى السياسي بعد جريمة برج البراجنة والدليل سيظهر في الجلسة التشريعية عصر اليوم».
من جهة أخر، نكّست قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل) علمها، في مقر قيادتها في الناقورة، حداداً على الشهداء. وتواصلت التنديدات بالعمل الإرهابي، إذ عزّى كلّ من «الحزب العربي الديمقراطي» و«اللقاء الإسلامي الوحدوي» ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان أهالي الشهداء، آملين الشفاء للجرحى. من جهتها، دانت «جبهة التحرير الفلسطينية» بشدة التفجير الذي وقع على طريق عين السكة في برج البراجنة.
وقال نائب الأمين العام للجبهة ناظم اليوسف إن «هذا العمل الإرهابي والذي يحمل بصمات القتلة والمجرمين ويشير بوضوح وبشكل جلي غير قابل للوصف إلى أنه يخدم المخطط والمشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدف فلسطين والمنطقة لاشعال نار الفتنة وللسيطرة عليها ونهب ثرواتها وتركيعها لما يخدم أهدافها ومشروعها».
وحذّر الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان إبراهيم المصري، من «الانزلاق إلى مهاوي الفتنة في مرحلة أحوج ما يحتاجه الوطن إلى رصّ الصف وترجيح صوت العقل».
عربياً، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدّة، «التفجيرات الإرهابية البشعة التي استهدفت أحد الأحياء المكتظّة بالمدنيين الأبرياء في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت»، مؤكداً «التضامن التام مع لبنان حكومة وشعباً في مواجهة الإرهاب والتطرّف بأشكاله وصوره كافّة».
ولقي التفجيران استنكارات واسعة من الكويت ومصر أيضاً، فقد دان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الاعتداء الذي «يتنافى مع الشرائع والقيم الإنسانية كافة». كما دعا الأزهر اللبنانيين إلى «الاصطفاف في وجه المؤامرات التي تستهدف وحدة لبنان»، فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية وقوف القاهرة إلى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب.
دولياً، أبرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس نبيه بري معزّياً ومؤكداً استعداد موسكو للتعاون مع بيروت في مكافحة الإرهاب. كذلك، دانت كل من فرنسا والولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التفجيرين.
وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مساء أمس، عن «صدمته وسخطه»، واصفاً اعتداء «داعش» بالعمل الدنيء.
في السياق نفسه، لفتت الخارجية الإيرانية إلى أنّ «الإرادة الجدّية للمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب ستهيئ الأرضية لمواجهة التيارات المتطرفة».
من جهتها، أكّدت تركيا «استمرارها بدعم الدولة اللبنانية والشعب اللبناني من أجل السلام والاستقرار والأمن في هذا البلد».
يذكر أن الحصيلة النهائية للتفجير المزدوج الذي تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي، وصلت إلى 43 شهيداً، و239 جريحاً توزعوا على مستشفيات الضاحية الجنوبية.

(الأخبار، الوكالة الوطنية للإعلام)