طرابلس تنهض من تحت الركام
تصوير: مروان طحطح
نص: لارا بيطار
جولة واحدة في أسواق طرابلس الملوّنة والمفعمة بالحياة تكفي لتأكيد الجملة المكتوبة على أحد صناديق الكهرباء في المدينة: «طرابلس مدينة للأمل والفرح والحياة وليست مدينة البؤس والإحباط والفوضى». ولتأكيد ذلك الشعور، يتلهّف البائعون كما السكان للحديث عن اعتزازهم بمدينتهم وللتعبير عن أملهم ليس فقط في أن تنجو طرابلس من جولات العنف الأخيرة، بل كذلك في أن تزدهر اقتصادياً.
وإذ يقف أبو زكي خلف كشكه ويعدّ أطباقاً من الشمندر الساخن، يستذكر زمناً كانت فيه طرابلس تنافس بيروت، وكان طيفٌ واسعٌ من المواطنين عبر البلاد يعتبر المدينة بمثابة منزل له. ويعلّق أبو زكي، بنبرة فيها شيءٌ من اللطف والجرأة في آن، قائلاً: «إنّ المسؤولين الفاسدين هم من عاثوا خراباً في مدينتنا». لا تزال آثار المعركة الأخيرة التي اندلعت في المدينة ظاهرة، بيد أنّ السكان يكدّون في العمل من أجل محوها شيئاً فشيئاً، آملين استعادة حياتهم الطبيعية. فأحد أصحاب العمل قال بمرارة، وهو يشرف على عمّال يرمّمون واجهة محلّه المتضررة: «نحن نصلح محالنا بأنفسنا. لا يمكننا انتظار أحد كي يقوم بذلك عوضاً عنّا». وإذ يكافح الطرابلسيون لكسب لقمة عيشهم، يتساءل أغلبهم إلى متى سوف تستمرّ الدولة في تجاهل حاجاتهم، وفي النظر بعين خاملة إلى تفشي بيئة يعتبرونها مدمّرة لمستقبل أطفالهم؟
نص: لارا بيطار
جولة واحدة في أسواق طرابلس الملوّنة والمفعمة بالحياة تكفي لتأكيد الجملة المكتوبة على أحد صناديق الكهرباء في المدينة: «طرابلس مدينة للأمل والفرح والحياة وليست مدينة البؤس والإحباط والفوضى». ولتأكيد ذلك الشعور، يتلهّف البائعون كما السكان للحديث عن اعتزازهم بمدينتهم وللتعبير عن أملهم ليس فقط في أن تنجو طرابلس من جولات العنف الأخيرة، بل كذلك في أن تزدهر اقتصادياً.
وإذ يقف أبو زكي خلف كشكه ويعدّ أطباقاً من الشمندر الساخن، يستذكر زمناً كانت فيه طرابلس تنافس بيروت، وكان طيفٌ واسعٌ من المواطنين عبر البلاد يعتبر المدينة بمثابة منزل له. ويعلّق أبو زكي، بنبرة فيها شيءٌ من اللطف والجرأة في آن، قائلاً: «إنّ المسؤولين الفاسدين هم من عاثوا خراباً في مدينتنا». لا تزال آثار المعركة الأخيرة التي اندلعت في المدينة ظاهرة، بيد أنّ السكان يكدّون في العمل من أجل محوها شيئاً فشيئاً، آملين استعادة حياتهم الطبيعية. فأحد أصحاب العمل قال بمرارة، وهو يشرف على عمّال يرمّمون واجهة محلّه المتضررة: «نحن نصلح محالنا بأنفسنا. لا يمكننا انتظار أحد كي يقوم بذلك عوضاً عنّا». وإذ يكافح الطرابلسيون لكسب لقمة عيشهم، يتساءل أغلبهم إلى متى سوف تستمرّ الدولة في تجاهل حاجاتهم، وفي النظر بعين خاملة إلى تفشي بيئة يعتبرونها مدمّرة لمستقبل أطفالهم؟