في المقابل، سارعت فصائل المقاومة إلى استهداف القواعد الأميركية غير الشرعية في سوريا، لأربع مرّات في 12 ساعة فقط، في رسائل ميدانية واضحة بأنها مستمرّة في تنفيذ هجماتها على الأميركيين المشاركين في الجرائم اليومية المرتكبة بحق أهالي قطاع غزة، من دون أيّ رادع. والملاحظ أن المقاومة بعد كلّ عدوان أميركي جديد، تعمد إلى رفع عدد المرّات التي تستهدف فيها تلك القواعد، في محاولة على ما يبدو لتأكيد تحدّيها الضغوط العسكرية الأميركية، والمحاولات المتكررة لردعها، ووقف نشاطها، وإثبات أن أيّ تصعيد سيقابله تصعيد مماثل، وأنه لا تراجع عن قرار اعتبار القواعد الأميركية في سوريا والعراق، أهدافاً مشروعة، طالما استمرّ العدوان على القطاع. ويَظهر هذا الإصرار عبر استهداف تلك القواعد لأكثر من خمسين مرّة في أقلّ من شهر، والنجاح في الوصول إلى تسع من أصل نحو 14 منها في جنوب سوريا وشرقها.
ثمّة استماتة أميركية لإيقاف هجمات المقاومة، بعد فشل أنظمة دفاع واشنطن الجوية في حماية قواعدها
وفيما يكشف تصعيد الأميركيين لاعتداءاتهم الجوية أن الجهود التي تحدّث عنها «البنتاغون» عقب عدوان التاسع من الشهر الجاري، لحمل الإيرانيين على وقف هجمات المقاومة، لم تنجح، من المتوقع أن تلجأ واشنطن إلى تكثيف اعتداءاتها وتوسيع رقعتها، لتحقيق هدفين: تشديد الضغط على المقاومة لإنهاء عملياتها أو تخفيفها على أقل تقدير، ومساندة العدو الإسرائيلي في تنفيذ غارات بالإنابة عنه في سوريا، في ظلّ انشغاله الميداني بحربه على غزة، والتصدّي لهجمات المقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني.
من جهتها، تبيّن المصادر الميدانية أن «فصائل المقاومة استهدفت لمرّتَين متتاليتَين، وبشكل متزامن، القاعدة الأميركية في حقل العمر، عبر طائرة مسيّرة وقصف صاروخي، وسط تأكيدات عن وقوع خسائر مادية وإصابات مجهولة الحجم في صفوف الجنود الأميركيين»، لافتة إلى أن «الهجمات طاولت أيضاً، قاعدة معمل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشمالي بـ15 صاروخاً، وقاعدة خراب الجير في ريف الحسكة الشمالي بـ6 صواريخ، وقاعدة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي بصاروخين». وتشير المصادر إلى أن «هذه الهجمات، رغم تواضع الأسلحة المستخدمة فيها، إلا أنها نجحت في إصابة 45 جندياً أميركياً على الأقل باعتراف أميركي، مع إصابات بالخوف والهلع»، مضيفةً أن «الأثر العسكري والنفسي لهذه الاستهدافات واضح، وهو ما يفسر استماتة الأميركيين للضغط لإيقافها، بعد فشلهم عسكرياً في صنع درع دفاع جوي لحماية القواعد من صواريخ المقاومة» متوقّعة أن «تواصل المقاومة هجماتها بزخم أكبر، مع زيادة التصعيد مع كلّ عدوان أميركي أو إسرائيلي على الأراضي السورية».