يعقد مجلس الأمن اجتماعاً لبحث المستجدات في إدلب غداً
التساؤلات عن دور «تحرير الشام» لن تقتصر على مناطق ريف حماة الساخنة الآن، حيث يسيطر «جيش العزة» منذ مدة طويلة، فيما لا تملك «الهيئة» مراكز ثقل عسكري، بل ستحضر أيضاً في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي الذي دخل أتون المعارك ويستعد وفق المعلومات المتوافرة ليكون جبهة أساسية خلال الفترة المقبلة. إذ تمكّن الجيش، أمس، من السيطرة على منطقة جرف الصخر التي تُعدّ أعلى نقاط جبل الزويقات. وخلال ساعات الليل الأولى تكثّفت الاستهدافات الجوية والمدفعية على التلال المحيطة ببلدة كبانة، تحضيراً لعملية برية تستهدف السيطرة عليها. وسيكون نجاح ذلك خطوة أولى نحو امتداد التصعيد في ريف اللاذقية وفي اتجاه جسر الشغور، ولا سيما أن البلدة تملك موقعاً استراتيجياً، لقربها من أطراف سهل الغاب.
وفي موازاة التصعيد الميداني، يعقد مجلس الأمن اجتماعاً لبحث المستجدات في إدلب غداً خلف أبواب مغلقة، وذلك بناءً على طلب من الكويت وبلجيكا وألمانيا. ويفترض أن يقدّم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «OCHA»، خلال الجلسة، إحاطة حول الوضع في إدلب في ضوء التطورات الأخيرة. ولم ينحصر الحراك الديبلوماسي حول هذا الملف في مجلس الأمن، بل شهد أمس لقاءً بين وزيرَي الخارجية الروسي والإيراني في موسكو، تطرّق إلى الوضع في سوريا، وأكد بعده الوزير الروسي سيرغي لافروف، أن اتفاق «خفض التصعيد» لم يذكر أي نقطة حول «حماية الإرهابيين» أو عدم استهدافهم. وجاء ذلك في موازاة إعلان وزارة الدفاع الروسية تصدي الدفاعات الجوية لاثني عشر صاروخاً كانت تستهدف قاعدة حميميم الجوية، فيما سقطت بعض الصواريخ على بلدات في محيط المطار. وعقب لقاء لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بحث الوزير الروسي ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عبر الهاتف، تطورات الوضع في سوريا، من دون أن يخرج بيان رسمي يوضح فحوى تلك المحادثات.
وبدت لافتة بالتزامن مع التصعيد في إدلب، زيارة الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي، يانس ستولتنبرغ، لمنطقة لواء إسكندرون أول من أمس، ولقاؤه عدداً من المسؤولين المحليين. ووفق ما نقلت وسائل إعلام تركية، فقد ناقش الاجتماع «أعمال البنية التحتية في المناطق المحررة خلال عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، فضلاً عن الدعم المقدم للاجئين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم».