ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة عبر الشاشة، في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين. وقد هنّأ السيد نصرالله، مجدداً، عائلة الشهيد بدر الدين لـ«نيله الوسام الإلهي الرفيع»، ورأى أن «طبيعة حياتهم (القادة) كانت تفرض عليهم تغطية أسمائهم، ولكن بعد استشهادهم أود أن أذكرها ليصبحوا معروفين في الأرض، كما هم معروفون في السماء، وكي تكون صورتهم قويّة...». كذلك، سلسل السيد نصرالله سيرة الشهيد القائد مصطفى بدرالدين في المقاومة، والمسؤوليات التي تولاها، وقال: «بعد سنة ٢٠٠٠، تحمّل السيد مصطفى مسؤولية ملفّات حساسة جداً، ومنها جبهة المواجهة الأمنية مع العدو، وكذلك في الملف الفلسطيني تحمّل مسؤولية إضافة إلى ساحة العراق، وصولاً إلى ساحة سوريا التي تحمل مسؤوليتها منذ اليوم الأول إلى حين استشهاده، وفي كل الساحات التي تحمّل مسؤوليتها خرج منها منتصراً شامخاً». السيد نصرالله أكّد أيضاً، أن «الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه السوريون والجيش السوري، وكان لنا شرف المساهمة».في البداية، هاجم السيد حسن نصرالله الإدارة الأميركية، وحذّر من الاعتماد عليها في حل الأزمات العالقة في المنطقة والعالم، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية «لا تحترم القرارات الدولية ولا القانون الدولي والمجتمع الدولي، وهي لا تحترم حتى القرارات التي من صنعها»، وأضاف:
أي اتفاقيات لا قيمة أخلاقية أو قانونية لها عند الإدارات الأميركية المتعاقبة، وهم اليوم أيضاً يضحكون على رئيس كوريا الشمالية.
اثبتت التجربة أن الإدارات الأميركية لا تحترم حتى مصالح حلفائها، ففي الاتفاق النووي مصالح الأوروبيين هي في الالتزام بالاتفاق النووي لكن أميركا لم تسأل عنهم.
التجربة الأميركية مع الاتفاق النووي تؤكد أن التفاوض ليس هو طريق الحل في الصراع مع إسرائيل.
أي أحد في فلسطين يراهن على وجود الأميركي في أي حلّ ممكن للقضية، فإنه يعيش في أوهام لا تؤدي إلى نتيجة.

وقد قسم السيد نصرالله خطابه إلى قسمين أساسيين، الأول عن سوريا والحادثة الأخيرة التي وصفها بـ«ليلة الصواريخ»، والثاني قسم يتعلق بفلسطين في شكل خاص، والتطورات التي تجري في تلك القضية.
في ما يتعلق بالقسم الأول، تحت عنوان «ليلة الصواريخ»، قال السيد نصرالله:
أطلق على المواقع الصهيونية 55 صاروخاً بعضها من الحجم الكبير، أدت إلى نزول جميع سكان الجولان وشمال فلسطين المحتلة إلى الملاجئ
الرد الذي قام به الصهاينة كان على مواقع قد أُخليت من قبل، وقد تمَّ التصدي لعدد كبير من الصواريخ الإسرائيلية من قبل الدفاعات السورية
لأول مرة منذ وقف إطلاق النار عام 1974، تتعرّض مواقع القوات الصهيونية لضربات بالصواريخ في الجولان المحتل
رسالة الهجوم الصاروخي للعدو الإسرائيلي هي أنه لا يمكنك التهديد والضرب من دون محاسبة بعد اليوم
العدو قصف أماكن يعلم أنها خالية، ومن ثم اتصل بالأندوف (القوات الدولية في سوريا) للحديث مع السوريين، بأن العملية إذا انتهت فإن ضرباته أيضاً قد انتهت
ما حصل في الجولان المحتل هو أحد أشكال الرد على الاعتداءات الصهيونية على سوريا، وعلى من هو موجود في سوريا سواء الشعب والجيش السوري أو الحلفاء
الإسرائيلي بعد هذا الرد الصاروخي سوف يجري الحسابات قبل أن يقوم بأي اعتداء على سوريا
قبل الرد أخذ الصهيوني يهدد ويتوعد ويستعد وقد حصل الرد ولم ينفذ الصهيوني تهديداته
إحدى الجهات الدولية أبلغت إسرائيل أنها لو قامت بتوسيع الرد فإن الضربة الصاروخية الأخرى ستكون في قلب فلسطين المحتلة
أظهرت هذه الضربة الضعف الإسرائيلي والضعف في قدرات إسرائيل، وقد فشلت القبة الحديدية
هذه التجربة أثبتت كذب إسرائيل بدليل عدم جاهزية جبهتها الداخلية لأي حرب، بل هنالك فضيحة في الجبهة الداخلية
سوريا ومحور المقاومة معها أمام مرحلة جديدة والأهم في ما حصل هو كسر الهيبة الإسرائيلية
الاحتلال لم يستطع أن يمنع وصول العدد الأكبر من الصواريخ إلى مواقعه في الجولان
ردود الفعل الخليجية مخزية، وعندما يقول وزير خارجية البحرين إن «إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها» فليس هنالك أقبح من ذلك
حاولت وسائل إعلام عربية من خلال الكذب تحويل الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار لها

القسم الثاني، في ما يتعلق بالتطورات على الساحة الفلسطينية، قال السيد نصرالله:
ما حصل منذ النكبة هو وصمة عار في جبين دول العالم وزعماء العالم والفلسطينيون لم يتخلوا عن قضيتهم
نحن أمام تحد كبير عنوانه ما يسمى صفقة القرن التي يريد ترامب فرضها فرضاً على العالم
«صفقة القرن» تفيد بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ولا عودة للاجئين وأن غزة هي دولة فلسطين
يمكن اختصار «صفقة القرن» بأنها تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، فما هو المطلوب من الشرفاء؟
من مستلزمات الصفقة الضغط على إيران وهو يبلغ ذروته في السياسة والاقتصاد
اليوم الضغط على إيران بالقمة، وهناك عمل على الوضع الاقتصادي وإسقاط العملة الإيرانية وهز الوضع الاقتصادي داخل إيران، وخلق مشاكل نتيجة دعمها للقضية الفلسطينية ودعم حزب الله و«حماس»
مواصلة الضغط على سوريا التي تقترب من الانتصار، لكن الأميركي يريد إنهاك سوريا وخاصةً نتيجة مواقفها
الضغط على حركات المقاومة وحزب الله وتهديده بالعقوبات والحروب وتحويل لبنان إلى دمار
مشكلتهم مع إيران ليست الصواريخ، بقدر ما هي الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية
غزة اليوم تواجه حالة تجويع والوضع المأسوي فيها يكاد يقترب من الوضع اليمني
الضغط متواصل على كل الفلسطينيين في الداخل والخارج بهدف الحصول على توقيعهم الثمين
أسوأ ما تفعله بعض دول الخليج هو التغطية الدينية والشرعية للاستسلام لإسرائيل
المصيبة تكمن في دخول السعودية على خط التغطية الدينية للاستسلام والتطبيع مع إسرائيل
دخول السعودية على خط التغطية الدينية لمنح الحق للإسرائيليين على حساب المسلمين
السعودية تقود المنطقة إلى عدو اخترعته وحرب تريد أن تجر العرب إليها هي إيران
هذا الكرم العربي في تقديم القدس إلى إسرائيل لا نشهده إلا مع العدو
أيّ رهان على قانون دولي ومنظمات دولية كلام فارغ، وأيّ رهان على أنظمة عربية كلام فارغ أيضاً، والرهان فقط على موقف شعوبنا وبعض الدول وحركات المقاومة
المطلوب من الفلسطيني، والذي يعطل صفقة القرن حتى لو أجمع عليها كل العالم، هو أن لا يوقع عليها، فإذا لم يوقع لن يحصل شيء
على محور المقاومة، وشعوب منطقتنا أن يبقوا واقفين وصامدين، حتى لو تمت معاقبتهم ومحاصرتهم
المشروع الحالي له ثلاثة أضلع هم ترامب ونتانياهو وابن سلمان، وسقوط أحدهم يزيل المشروع بكامله

ختاماً في الشأن اللبناني الداخلي، قال السيد حسن نصرالله:
علينا أن ننتظر عدة أيام لحين انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب
موضوع رئيس المجلس النيابي محسوم وهو دولة الرئيس نبيه بري، والمصلحة في أن تُشكل حكومة جديدة من دون أي تأخير
هناك حديث عن تدخل دول خليجية لتأخير تشكيل الحكومة وإدخال البلد في أزمة
المطلوب من الجميع تحقيق المصلحة الوطنية، من خلال روح التعاون والنظر إلى الوضع الداخلي، مع الأخذ في الاعتبار كل تطورات المنطقة، وتأليف حكومة حقيقية في جو من التوافق والتفاهم