أصدرت لجنة أهل في إحدى المدارس بياناً حمل الرقم 2، تناول إضراب المعلمين في 24 الجاري. لسنا هنا في معرض الدفاع عن حق الإضراب أو عدمه ولا بالتدبير الذي اتخذته لجنة الأهل بحسم مبلغ 200 الف ليرة من قسط كل تلميذ كتدبير عقابي للمعلمين.موضوع المقال يتمحور حول ما ورد من تبرير «... وحيث أن معدل كلفة اليوم الدراسي الواحد الذي يدفعه الأهل هو حوالى 50 الف ليرة لبنانية لكل تلميذ، وذلك باحتساب متوسط القسط السنوي الوسطي للتلميذ على عدد أيام التدريس الفعلي خلال عام دراسي طبيعي».

(للتوضيح: عدد أيام التدريس الفعلي هو 170 يوماً، ومنه نستنتج أن معدل القسط السنوي في المدرسة هو 8 ملايين و500 ألف ليرة).
لم ينتبه العديد من الأهل لكلفة التعليم في اليوم من قبل، ونشكر لجنة الأهل إلى تنبيهنا إليها، نعم كلفة التعليم، بحسب البيان رقم 2، هو 50 ألف للتلميذ الواحد في يوم التدريس الفعلي في هذه المدرسة في حين أنّ بدل الأجر أو الراتب اليومي لمعلم/ة يُدرّس 30 تلميذاً في هذه المدرسة وكل المدارس هو 50 ألف ليرة لبنانية.
هذا يعني أنّ ما يدفعه تلميذ واحد من بدل يومي بحسب حسابات اللجنة يشكل بدل المعلم اليومي المسؤول عن 30 تلميذاً.
لا شك أنّ هناك خطأ في طريقة الإحتساب، فالقسط سنوي وعدد الأيام الـ 170 التي احتسبتها اللجنة في بيانها يجب أن تغطي رواتب السنة كاملة ومصارفاتها أي 365 يوماً، وبالتالي فإنّ أيام الأعطال محسوبة ضمن الأجر ولكن المصارفات التشغيلية في أيام الأعطال تنخفض. لنكون أكثر دقة ولنقسم 8 ملايين و500 ألف (القسط السنوي) على 365 يوماً، فنحصل على 23 ألف ليرة كلفة اليوم حصة كل تلميذ. اي أنّ القسط اليومي لـ 3 تلامذة يغطي الأجر اليومي لمعلم بحسب السلسلة الجديدة وبدلات النقل اي ما يقارب شهرياً مليونا ليرة (درجة 15: كفاءة تعليمية + وبدل نقل: 1.875 مليون + 115 الف متوسط للنقل)، تلميذ إضافي واحد يغطي اشتراك الضمان وصندوق التعويضات والمساعدات العائلية، وتلميذان اضافيان يغطيان حصص التعليم التي تحتاجها الشعبة الواحدة التي لا يغطيها المعلم الأول وحده مع ساعات للإدارة التعليمية.
في المحصلة، يغطي 6 تلامذة في كل شعبة كل ما تحتاجه الشعبة (30 تلميذاً) من تكاليف ساعات تدريس أي رواتب المعلمين والملحقات واشتراكات الضمان وصندوق التعويضات.
وقد تحتاج الإدارة أيضاً إلى المصاريف التشغيلية والتي لا تتعدى 35%، أي تلميذين. بالمجمل، يغطي 8 تلامذة في الشعبة الواحدة رواتب المعلمين (بحسب قانون السلسلة والدرجات الست الاستثنائية)، والموظفين ومصاريف تشغيلية للمدرسة على مدى العام الكامل.
للتذكير معدل عدد التلامذة في الشعبة بحسب جداول الوزارة لهذه المدرسة هو 30 تلميذاً في كل شعبة والمدرسة تضم اكثر من 2000 تلميذ/ة. كم سأدفع كلفة معلم خاص لتعليم أولادي الأربعة في المنزل؟ أليس من الأوفر إبقاء الأولاد في المنزل مع معلم خاص؟
أمر مربك فعلاً،
هل احتسبت اللجنة الكريمة هذا التفصيل في الحسابات التي أوقعت نفسها فيها وجرّت معها مئات العائلات؟ 8 تلامذة من أصل 30 تلميذاً في الشعبة يسددون كلفة كل المدرسة من رواتب المعلمين بحسب السلسلة وكل المصارفات الأخرى. مع العلم ان معلمي هذه المدرسة أسوة بأغلب المدارس لم يتقاضوا بعد الدرجات الست والإدارة تستعد لرفع الأقساط أكثر لتسديدها.
لا شك أنها فضيحة كبرى أوقعت لجنة الأهل نفسها فيها، فطالما كانت لديها المهارة لإحتساب كلفة التلميذ اليومية بحسب القسط لماذا لم تحتسب كلفة راتب المعلم فيها والجداول بين ايديها، وتحتسب ساعات التعليم وتقارنها مع رواتب وساعات تعليم المعلمين؟ لماذا لم تدقق بما يكفي لتعرف أن أقساط 8 تلامذة في الشعبة كافية لتغطية كل مصاريف المدرسة والرواتب؟ ولماذا لم تسأل عما تفعله المدرسة بأقساط 22 تلميذاً إضافياً؟ أليست اللجنة مسؤولة عن مئات العائلات في المدرسة؟ ما هو رأي الأهل دافعي الأقساط؟
الحملة الوطنية لدعم لجان الأهل وأولياء الأمور في لبنان ــــ قسم الإعلام